الأمن يضبط 6 دجالين وسط فرحة الأهالي

الداخلية تُنهي مملكة الدجل بقرية «أصفون» بالأقصر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: أبوالمعارف الحفناوي

..الدجال، يُطلق عليه أيضًا النصاب أو المحتال أو المشعوذ، هو شخص يمارس الاحتيال أو الخداع لكسب الثقة من أجل الحصول على المال أو الشهرة أو غيرها من المزايا من خلال شكل ما من أشكال المظاهر أو الخداع، و «المشعوذ» هو إشارة إلى «الدجال» الذي يمارس الخداع على الناس البسطاء بزعم إخراج الجن وفك السحر والأعمال السفلية من الأجساد، لكن النهاية كانت حتمية بيد رجال الأمن، وإلى التفاصيل المثيرة.

لم يسلم الضحايا، من أذى الحاقدين، عن طريق أعمال عند السحرة والدجالين والمشعوذين، وبالرغم من ضبط الكثير من حالات النصب قبل ذلك،  إلا أن الغل والحقد في قلوب البعض،  جعلهم فريسة سهلة للدجالين، الذين يكذبون عليهم بأعمال سحرهم الشيطانية.

هنا وفي قرية أصفون بمحافظة الأقصر، التي أطلق عليها البعض «مملكة الدجالين»، بدأ دجالون أعمالهم في السحر والشعوذة، واستطاعوا بدهائهم ومكرهم، إقناع وجلب مئات المواطنين لهم، بعد اعتقادهم تارة بقدرة هؤلاء الدجالين على فك السحر، وتارة لقدرتهم على الأذى بأعمال سفلية هدفها «خراب البيوت».

استمر الدجالون في أعمالهم،  لسنوات طوال، جمعوا مبالغ طائلة من المواطنين، واكتسبوا شهرة كبيرة في مجالهم، تحت مسمى «معالج روحاني»،  استطاعوا من خلاله، الضحك على عشرات المواطنين، حتى اكتُشف أمرهم في فضيحة، رسمت الفرحة في قلوب الجميع.

هنا في قرية أصفون بالأقصر، استغل دجالون، طيبة قلوب أهلها، وبدأوا في ممارسة أعمالهم في مجال السحر وفك الأعمال، وغيرها، وبعد سنوات وكأن «نصيبهم من الستر نفد»، تم ضبطهم واحدا تلو الآخر، حتى وصل عددهم إلى 6  أشخاص، وجهت لهم جهات التحقيق، تهم السحر والشعوذة.

إقرأ أيضًا

حملة إزالة مكبرة لإزالة التعديات على أراضي منافع بناحية قرية النجوع بالأقصر

فيديو
القصة بدأت، بفيديو تم تصويره خلسة لأحد الدجالين، أثناء قيامه  بأعمال سحر على قالب طوب وانتشر  ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، ليثير غضب المواطنين.

أعمال السحر والشعوذة، وكثرة المشاكل و «خراب البيوت»، الذي حدث في القرية، دفعت أحد شباب القرية، لمحاولة تطهير القرية مما يحدث لأبنائها، فقرر هو وآخرون، تدشين حملة «خليها تنضف»، لتطهير القرية من هؤلاء الدجالين، وقام خلسة بتصوير فيديو لأشهر الدجالين بالقرية، وهو يمارس أعماله الشيطانية، في محاولته تدمير نفوس بريئة، ونشر الفيديو على فيسبوك،  ليرشد الناس عن ما يقوم به هذا الدجال، وينقذ أبرياء، من الدمار بسبب السحر.

الفيديو الذي لاقى رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ظهر فيه أحد الدجالين، يرتدي جلبابًا وعمامة، يقوم بتنفيذ سحر سفلي على قالب طوب وكتابة لغات غير مفهومة بمادة حمراء اللون وتكفينه للقالب استعدادًا لدفنه في إحدى المقابر حتى يصاب صاحب العمل بالموت، كما فعل في مرات عديدة من قبل كما زعم هذا خادعًا بهدف النصب لضحاياه، ولكن في الخفاء.

وفور تداول المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار حالة من الذعر بين المواطنين، الذين توجه عدد كبير منهم إلى منزل الدجال، وتجمهروا حول المنزل، ورددوا عبارات «اطلع ياكافر.. اطلع ياكافر»، و» حسبي الله ونعم الوكيل».

الأجهزة الأمنية بالأقصر كانت تتابع الأمر بعد نشر الفيديو، استجابت على الفور لدعوات المتضررين، وانتقلت إلى مكان تواجد المتهم الدجال، وتم ضبطه، وسط تكبير وتهليل من المواطنين،  قائلين : «الله اكبر .. تحيا مصر».

لم يكتفِ أهالي القرية بضبط دجال واحد فقط، بل واصلوا حملة تطهير شاملة، لتطهير القرية من  الدجالين، وكف الأذى عن الأبرياء، تجمهروا أمام منازلهم، حتى تم ضبط 6 منهم، بحوزتهم أعمال سحر وشعوذة وصور عليها طلاسم لأبرياء.

دجال أصفون
«دجال أصفون الأشهر»،  قصته كانت غريبة ومثيرة، فلقد استغل مريدوه كما كان يزعم، بأنه الشخص الوحيد القادر على فعل المستحيل، فهو زعم أنه قادر على فك السحر، ومعالجة العقم عند النساء، وانهاء المشاكل والخلافات الزوجية والأسرية، وفك حالات «الخنقة والربط والضيق»، مستخدما كتب وأوراق وطلاسم غير مفهمومة.

المتهم بالسحر والشعوذة، يبلغ من العمر 50 عاما، يقوم بدفن أعمال السحر السفلي والأسود في المقابر والأماكن المهجورة وداخل بعض جدار منازل الضحية، بطريقة شيطانية، ماكرة بالتنسيق مع من يريدون الأذى للغير.

دجال أصفون، أعماله الشيطانية لم تدم طويلاً حتى وقع في قبضة رجال الأمن، بعدها عمت الفرحة الأهالي، ولكن كانت المفاجأة، هي العثور على صور الأبرياء داخل منزله، فقد عثر على ما يقرب من 120 عملا داخل منزله على منضدته كانت عبارة عن صور لفتيات صغار وكبار ورجال وشباب وبعض الأقمشة والملابس، وأوراق بأسماء مواطنين ملطخة بمادة حمراء اللون.

بعض المواطنين أصيبوا بحالة نفسية سيئة وصدقوا خداعًا أن بعض الأعمال أصابت بالفعل أقاربهم، وأثرت على حياتهم بشكل كامل، فالبعض هجر زوجته، وآخرون أصيبوا بمس شيطاني، وبعض ضحاياه أصيبوا بتأخر في الإنجاب، وأخريات أصبن بتأخر الزواج، ومنهم من أصيب بمرض، متهمينه بالشعوذة والدجل الذي هدفه التربح السريع، ولكن ما أن ألقي القبض على هذا الدجال عمت الراحة النفسية في القلوب.

يروي أهالي القرية، في حديثهم لأخبار الحوادث، أن قرية أصفون بها العديد من الدجالين،  والتي تمكنت الأجهزة الأمنية في الأقصر من القبض على 6 منهم، حتى كتابة هذه السطور، ذاع صيتهم في البداية،  بعد أن تسارعت السيدات، على هؤلاء الدجالين، تحت مسمى «سرهم باتع»، واستغل الدجالون ذلك، فلقد نصبوا على الكثير من السيدات اللائي يردن «خراب بيوت»، وإصابة من يحقدون عليهم أو عليهن بأعمال سفلية، هدفها إلحاق الضرر  بهؤلاء.

ويتابع أهالي القرية؛ أنه مع الخلافات المستمرة التي تحدث في المنازل، سواء بين الزوجين أو بين الأشقاء أو الأبناء ووالديهم، ربما تكون لأسباب تافهة تتطور إلى خلافات أكبر لا تطاق،  لعب الدجالون على ذلك بشكل كبير ليكسبوا الكثير من ضحاياهم ويستدرجونهم، ويستمعون لهم ويحاولون إثبات قدرتهم على نبذ الخلافات وإنهائها تماما، تحت مسمى «معمولك عمل».

ويضيف أهالي القرية؛ أن من يريد ذلك، يذهب إلى الدجالين، ومعهم «الأتر»، وهو فانلة أو ما شابه ذلك، للشخص الضحية، ويدفعون «اللي فيه النصيب» للدجال، ليبدأ في أعماله الدنيئة تحت وهم إلحاق الضرر بالضحايا، وهذا ما تم العثور عليه عقب ضبط أشهر الدجالين في أصفون،  بوجود صور لأبرياء عليها طلاسم وملطخة بدماء أو مادة حمراء.

ويوضح أهالي القرية؛ أن ما حدث نتيجة جهل، ومعتقدات خاطئة، وحقد وانتقام أعمى من أشخاص يكرهونهم سببًا في استمرار الدجال في الأعمال السفلية، وبالرغم من القصص الغريبة التي كنا نسمع عنها بشكل كبير، من الدجالين وانتهت بضبطهم، إلا أن البعض لم ولن يتعظ بسبب الغل والحقد.