كرم جبر يكتب: مواجهة «كتائب الشر»!

كرم جبر
كرم جبر

كان الله فى عون أى بلد تتمكن "كتائب الشر" من اختراقه، خصوصاً شبابه ونساءه، فيزرعون فيهم روح التمرد والغضب والعصيان، ويتحكمون فى أفعالهم وردود أفعالهم، وتتعدد الصور والنماذج فى البلدان التى اُبتليت بما يسمى "الربيع العربي" وفى حقيقته جحيماً.

اختراق فكرى بنشر أفكار جاهلية تحط من قدر النساء وتجعلهن إما مستسلمات أو متمردات، وتشيع بينهن أجواء المذلة والهوان والاحتقار، فتتحول النساء من عمود صلب فى البيوت والمجتمعات إلى مجرد كيانات هشة.

يحدث ذلك بابتداع أفكار وفتاوى بعيدة تماماً عن جوهر الإسلام الذى يكرم النساء أعظم تكريم، بينما يلحق بهن المتطرفون أسوأ إهانات، ولا ينال عقل المرأة وعملها ودينها أدنى اهتمام، ويقتصر الأمر على النظر إليها فى الفراش، جسدها وليس عقلها.

كان ضرورياً أن تتخلص المرأة من القيود السوداء، وتنطلق فى المجتمع وتحظى بالمكانة التى تستحقها، والحمد لله أن كثيرا من المجتمعات العربية المستقرة تمضى خطوات واسعة فى هذا الاتجاه، والنموذج المضيء هو احتلال المرأة المصرية لمكانة مرموقة، فأصبحت شريكاً أساسياً فى بناء المجتمع وصنع التقدم.
كان المتطرفون فى الماضى يقنعون الشاب الذى لا يستطيع شراء بدلة أو حذاء بالبديل: جلباب قصير تحته بنطلون ثمنه عشرون جنيها، ونعل يلبسه فى قدميه ثمنه عشرة جنيهات ،ولم تكن هذه البدائل سوى وسيلة لملء العقول بأفكار تحض على الحقد والكراهية والانتقام، بدلاً من تسليحهم بالعلم والوعي، ليكونوا بناة فى أوطانهم وليسوا هدامين.

مصر تحمى نفسها وتصون جبهتها الداخلية بإيقاظ الروح المعنوية للناس، وزراعة الأمل فى نفوسهم وتسليحهم بالحقائق ودحض الأكاذيب، ليقتنعوا بما يشاهدونه على أرض الواقع من تقدم وإنجازات، يفتح الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً.
وفشلت "كتائب الشر" فى ضرب الروح المعنوية للشباب، بالعمليات الإرهابية وسقوط الشهداء، وارتفعت هتافات البطولة مع سقوط كل شهيد، وبدلاً من أن يصدروا الخوف للأبطال، ارتدت جرائمهم إلى صدورهم رعباً وفزعاً.

هذه هى - اذن -استراتيجية "أهل الشر":
إذا أردت أن تهزم شعباً، اضرب الروح المعنوية لشبابه، اجعلهم يائسين ومحبطين ولا أمل لهم فى المستقبل، وازرع طريقهم بالأشواك، ويكون النجاح حليف المتطرفين إذا سربوا للشباب أنهم يعيشون فى وطنهم غرباء، وتبدأ مواجهة كتائب الشر بالانتباه إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التى أصبحت ميداناً واسعاً للاكاذيب والشائعات، وأهم أسلحة المواجهة: الوعى واليقظة.

الوعى بأن بلدنا مستهدف، ويزداد الاستهداف كلما زادت قوته، وهذا ليس من قبيل الفزاعة، ولكن لأن ما يجرى حولنا من أحداث يؤكد هذه الحقيقة.
واليقظة لأن الشياطين يعلمون جيداً أن مصر -أياً كانت ظروفها- هى القلب النابض فى المنطقة مهما كانت التحديات، فما بالنا إذا كانت قوية ومتعافية، وأصبحت نموذجاً مطلوباً لدول وشعوب المنطقة التى تسعى للاستقرار؟.