محمد قناوي يكتب: وزيرة.. ووزراء

محمد قناوي
محمد قناوي

منذ عام 2011 عاصرت «كمندوب لجريدتى «أخبار اليوم» فى وزارة «الثقافة» تسعة وزراء تولوا حقيبة الثقافة بعضهم تولى المنصب مرتين أو ثلاثا بداية من د.جابر عصفور «مرتين الأولى يناير 2011 والثانية يوليو 2014»، ثم محمدعبد المنعم الصاوى، د.عماد أبو غازى، د.شاكر عبدالحميد، د.صابر عرب «ثلاث مرات الأولى مايو 2012 والثانية أغسطس 2012 والثالثة يوليو 2013»، د.علاء عبدالعزيز الوزير الإخوانى والذى تولى المنصب شهرين فقط ولم يسمح له المثقفون دخول مكتبه بالزمالك، ود.عبدالواحد النبوى، حلمى النمنم، ووصولا إلى د.إيناس عبد الدايم فى يناير 2018.

عدد قليل جدا من هؤلاء الوزراء ارتبطت معه بعلاقة صداقة والبعض الآخر لم أدخل مكتبه قط، ومع كل تغيير أو تعديل وزارى كان وزير الثقافة يخرج من منصبه دون أن يحرك ساكنا للوسط الثقافى والإعلامى أوحتى يثير أى حالة من الجدل حول الفترة التى قضاها فى منصبه، ويتفرغ الجميع لتقديم التهانى والتبريكات وأيضا النفاق للوزيرالجديد، ولكننى توقفت أمام ما حدث مع الفنانة د.إيناس عبدالدايم فور الإعلان عن تركها منصب وزيرة الثقافة فى التعديل الوزارى الأخيرالأسبوع الماضى فقد امتلأت صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى الأخرى برسائل الشكر والتقدير والامتنان من مثقفين وفنانين ومخرجين وكتاب سيناريو وشعراء وإعلاميين، للوزيرة الفنانة على ما قدمته للثقافة المصرية طوال الأربع سنوات التى قضتها وهى تحمل حقيبة الثقافة المصرية، الكل أجمع على وصفها بالوزيرة الإنسانة والفنانة قبل المنصب الرسمى، هذه المحبة زرعتها د.إيناس فى نفوس كل من عرفها منذ أن كانت رئيسا لدار الأوبرا واستمرت فى «ريها» بابتسامتها الساحرة ومواقفها النبيلة مع الجميع فلم تتأخر لحظة واحدة فى نجدة مبدع أو مثقف تعرض لأزمة صحية طارئة أو لظرف ما، تقف مع الصغير قبل الكبير فى أفراحهم وأحزانهم، ولم يشغلها منصبها الذى كان يأخذ كل وقتها وهى تجوب أقاليم مصر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لإطلاق مشاريع ومبادرات ثقافية وتحقيق العدالة الثقافية لكل أبناء الوطن، ورغم انشغالها إلا إنها استطاعت أن تبنى جسورا من الحب والمودة مع كل المبدعين والمثقفين، لذلك حزن الجميع على تركها لمنصبها بصورة مفاجئة، فأرادوا رد الجميل لها باحتفائهم بها وهى تودع منصبها الذى قضت فيه أربع سنوات فقط سخرت نفسها لخدمة الثقافة والمثقفين، لتكتب اسمها فى سجلات تاريخ وزارة الثقافة كواحدة من أهم وزرائها، حتى سلمت الراية لخليفتها د.نيفين الكيلانى، التى نتمنى أن تكون خير خلف لخير سلف.