علاء عابد يكتب: الحكمة.. الوطنية.. التسامح.. الاعتدال.. البابا تواضروس الثانى

علاء عابد
علاء عابد

بقلم: علاء عابد

البابا تواضروس الثانى ليس بطريرك الأقباط فقط، بل هو صاحب المكانة الكبيرة فى قلوب وعقول كل المصريين.
تحية قلبية لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على رده الواضح والجلى على الشائعات والسموم والأكاذيب التى روجها البعض حول حادث كنيسة «أبو سيفين»، وإننى كلى ثقة فى أن هذا الرد من البابا تواضروس الثانى هو الرد الذى يتوقعه كل النسيج الواحد من المصريين.

أقول لقداسة البابا تواضروس الثانى، إن مكانتكم كبيرة ومرموقة فى قلوب وعقول 100 مليون مصرى، ومواقفكم التاريخية تجاه مصر وقائدها وشعبها سجلها التاريخ بحروف من نور. لقد كنت ولاتزال وستظل قداستكم فى مقدمة من يحافظون على النسيج الوطنى لكل المصريين ولن تستطيع قوى الشر والظلام والإرهاب ومن يلعبون على أوتار الوحدة الوطنية شق النسيج الوطنى، وإن جميع أحلام الكارهين لمصر وشعبها لإثارة الفتن وبث السموم والإشاعات والأكاذيب لشق وحدة المصريين كان مصيرها جميعًا الفشل، ووقف المصريون صفًا واحدًا خلف القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة جميع التحديات والمخاطر والمؤامرات الداخلية والخارجية التى تواجه مصر بفضل حكمة الرجال المخلصين والمحبين لمصر وفى مقدمتهم قداسة البابا تواضروس الثانى، الذى قال: «الأكاذيب التى تطرح على صفحات السوشيال ميديا وبعض الصفحات الأخرى، امور لا تليق بحرمة الموت والحادث والألم الموجود بالقلوب، والمفروض إحنا بشر نضمد الجراح بالأفعال الطيبة فى مثل هذه المواقف، لكن فيه ناس أثارت الشر وتتحدث عن أكاذيب وإشاعات وكلها غير حقيقية، وفيها شكل من أشكال توجيه التقصير والاتهام للناس، ونحن لا نقبل هذه الأمور فى الكنيسة على الإطلاق».

وأردف: «بعد ساعات قليلة من الحادث اتصل بيا رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتوجيه من الرئيس السيسى، بشأن إعادة ترميم الكنيسة، ونحن نشكر الرئيس، والهيئة الهندسية، ولكن أنا طلبت منهم الانتظار قليلًا حتى نهاية الجنازات حتى تكون الأمور سهلة، وبعد ساعات فعلًا بدأت الأعمال وربنا يكمل عملهم».. وأضاف: «أنا أوجه نداء للجميع: لا نستمع لمثل هذه الشائعات على الإطلاق لأن كل واحد يقوم بواجبه، وأنا بقدم الشكر مقدمًا لكل إنسان يساهم فى تخفيف هذه الأزمة».. وأشار إلى أن «هناك شائعات فيها شكل من أشكال الشماتة، وتوجيه التقصير وتوجيه الاتهام للناس، أمور شخصية الكنيسة لا تقبلها على الإطلاق، فى حالة الأزمات كل إنسان بيبقى فى فكره أنه يؤدى عمل يفك الأزمة، لو إنسان فى أزمة أو فى خطر،  نشوف إزاى نساعده، أو نسعفه وللاسف ناس كتير بتتكلم كلام مش فى الواقع خالص، ده بيعمل أزمة ثقة، وده مش موجود على الواقع».

واتذكر الكثير والكثير من مواقف قداسه البابا تواضروس خاصة وقت الأزمات والمحن، فهو القائل، إن «مصر عبر تاريخها الطويل لم تعرف عنفًا أو نزاعًا وعشنا فى مصر عبر قرون طويلة فى محبة وود بين المسلمين والمسيحيين»، والقائل: «ربما كلمة الوحدة الوطنية صارت قديمة وإنما نستبدلها بكلمة (المحبة الوطنية) ليسبقها محبتنا لله تعالى».

وقال البابا تواضروس الثانى فى عيد الميلاد المجيد: «إن رسالة العام الجديد هى الفرح وهى رسالة ذات وجهين، فعلى الإنسان أن يَسعَد وأن يُسعِد من حوله، لأن بواعث الفرح من حولنا عديدة وعلينا أن نسعد بها لأنها رحمة من الله»، مشيرا إلى أن «وباء كورونا ذلك الفيروس الذى لا يرى بالعين المجردة جرس إنذار من الله».. وقال: «أكثر ما أثارنى فى شخصية الرئيس السيسى فى أول لقاء جمعنا، وعيه الكبير باحتياجات الوطن»، وأضاف «أكثر ما يعجبنى فى الرئيس السيسي، أنه دائماً ما يتحدث بهدوء الواثق»، مشيرا إلى أن زيارات الرئيس السيسى المتكررة للكاتدرائية أصبحت تقليدا رائعا ومبعثا للبهجة الحقيقية لكل المصريين بما تحمله من معان لها التأثير الكبير».. وأكدت تحقيقات النيابة العامة أن سبب الحادث هو اشتعال مولد كهربائى داخل الكنيسة بعد تشغيله لانقطاع التيار بها بالتزامن مع عودة التيار لخلل بالتوصيلات الكهربائية الخارجة من المولد -والتى تم تركيبُها منذ خمس سنوات- وامتدادها بغير انتظام إلى لوحة المفاتيح، وزيادة الأحمال عليها ما أسفر عن نشوب الحريق وامتداد ألسنته من الطابق الذى فيه المولد إلى طابق آخر، مشيرة إلى أن أحدًا لم يتعمد بقصد إحداث الحريق.

ولا ننسى أنه جاء ذكر مصر والمصريين فى الكتاب المقدس أكثر من 700 مرة، ابتداء من سفر التكوين إلى سفر الرؤية، كما جمعها موقع كنيسة القديس تكلا بالاسكندرية، وزار السيد المسيح مصر هاربًا من هيرودس. وبارك الكتاب المقدس مصر وشعبها، «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ» (سفر إشعياء 19: 25).