شىء من الأمل

رهان الدماء الجديدة !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

اعتاد البعض كلما حدث تغيير للمسئولين أن يرددوا المقولة الشهيرة التى تؤكد أن المهم هو تغيير السياسات لا تغيير الأشخاص ..

وفى المقابل اعتاد البعض الآخر أن يردد مقولة أخرى تبشر بأن تغيير المسئولين هو تجديد للدماء وبالتالى تجديد للأداء وتحسين له ..

فإلى أى مدى يحقق تغيير المسئولين تغييرا فى الأداء والسياسات ونهج الإدارة؟..

ولعل هذا السؤال يكتسب الآن أهميته فى أنه ياتى بعد إجراء تعديل وزارى طال حوالى ثلث المقاعد الوزارية فى حكومةَ الدكتور مصطفى مدبولى نالت فيه بعض المقاعد الوزارية التى تغيرت اهتماما خاصا من  الرأى العام مثل مقاعد التعليم والسياحة والآثار، وأيضاً بعد قبول اعتذار طارق عامر عن الاستمرار فى موقعه محافظا للبنك المركزى؟ 

وهذا السؤال لا توجد له إجابة واحدة قاطعة ..

أى لا يمكن القطع بأن تغيير المسئولين لا يصاحبه تغيير فى النهج والأداء وحتى السياسات مثلما لا يمكن لنا القطع بأن هذا التغيير للمسئولين يحدث تغييرا شاملا فى النهج والأداء والسياسات ..

لكن الذى يمكن القطع به أن دور الشخص المسئول فى بلدنا يكون عادة أكبر من غيرنا فى بلاد أخرى، خاصة أن المسئولين لدينا ليسوا مرتبطين بأحزاب لها سياسات يلتزمون بها عندما يتولون مهام عملهم ..

لذلك إمكانية أن يحدث تغيير الأشخاص تغييرا فى النهج والأداء بل والسياسات أكبر عندنا من غيرنا. 

وبمناسبة تغيير محافظ البنك المركزى لعلنا نتذكر كيف نتج عن تولى الدكتور فاروق العقدة موقع محافظ البنك المركزى تغييرا واسعا وشاملا فى الجهاز المصرفى ..

وقد كان هذا تغييرا فى منصب واحد فقط هو منصب محافظ البنك المركزى لكنه تمخض عن تغييرات أوسع فيما بعد شملت مساعديه فى قيادة البنك المركزى وأيضاً قيادات البنوك..

ثم إنه تغيير اتسم بالتوفيق فى اختيار المسئول الجديد الذى يملك الرؤية والخبرة والقدرة والإصرار على النجاح. 
وهكذا فتح التغيير لمسئول واحد الباب للتغيير الشامل ليس فقط فى جهاز مهم هو الجهاز المصرفى وإنما فى الاقتصاد المصرى كله.  

ولعل هذا يفسر اهتمام الراى العام لدينا بأشخاص المسئولين الجدد عادة لدرجة التفتيش فى السيرة الذاتية لكل واحد منهم بحثا عما يملكون من قدرات لتطوير الأداء فى القطاعات التى يتولون مسئولياتها فعلا وقدرتهم على تغيير النهج وإصلاح السياسات وعلاج المشاكل المتراكمة والإصرار على مواجهة التحديات.