بقلم واعظة

الأقصى يجمعنا

 فاطمة حسن  منطقة وعظ القاهرة
فاطمة حسن منطقة وعظ القاهرة

قد نختلف فى الاتجاهات الفكرية والمذاهب الفقهية، وقد تتباين وجهات نظرنا فى مسائل عدّة تصل أحيانًا للنزاع! إلا أننا جميعًا نهدأ ونضع الخلافات جانبًا ونجتمع على ذكر الأقصى المبارك، وتأخذنا الحمية والغيرة ويأخذنا الحنين إلى هناك.

فقضية فلسطين ستظل أولى اهتمامنا إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولاً ويأتى بالنصر من عنده كما وعد وأخبر، وتزيدنا مواقف الأبطال والمرابطين هناك بالثبات واليقين، ونشعر بالعزة بهم مع الكثير من الحزن لمعاناتهم؛ فالعدو لا يحترم مباحثات السلام ولا يُلقى لها بالًا ويتمسك بعداوته وإجرامه فى حق الشعب الفلسطينى بصفة عامة وبأخوتنا فى قطاع غزة بصفة خاصة، فلا يمرّ وقت إلا وتنخلع قلوبنا مما نشاهده على قنوات الأخبار بمعاناة الكبير والصغير والنساء والشباب من القصف والجرح والاستشهاد، فتلك الأم المكلومة على ولدها، وذاك الأب الباكى على طفلته، وهذا الطفل الذى مات والداه فأضحى يتيمًا ضعيفًا...

مشاهد لا تنقطع وجرح لا يندمل وقهر للرجال لا يزول! فإلى متى سيظل العالم الدولى يكيل بمكيالين؟ وهذا ما نراه عيانًا إذا ما عقدنا مقارنة بين تحركه فى جانب الأزمة الأوكرانية وبين جانب القضية الفلسطينية!.

لكنّا - ولله العزة - لا نعوّل عليهم ولا ننخدع بتحركاتهم المزعومة، فثقتنا كلها بالله وحده أن ينصر إخوتنا وينصر أقصانا ويطهره من دنس الصهاينة المحتلين.
ورغم هذا الضعف الذى يحيط بنا إلا أن هناك خطوات يجب علينا اتخاذها لتكون معذرة لنا عند ربنا فى نُصرة هذه القضية الشريفة، ومنها: نشر القضية الفلسطينية فى جميع المنابر المتاحة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي.

وتعريف الأجيال القادمة بها حتى لا تضيع ببيان أهميتها ومكانة الأقصى وقدسيته عند المسلمين، وتدريس تاريخ اليهود المخزى عبر القرون من القرآن والسنة وكتب التاريخ،و المشاركة فى الإعانات والتبرعات المشروعة التى تسهم فى المساعدة الإنسانية لأخوتنا هناك، كثرة الدعاء والتضرع بأن ينصر الله - تعالى - المقاومين ويرحم الضعفاء والثكلى منهم ويتقبل شهداءهم.
« وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ » ( الحج : ٤٠ ).