فى المليان

الفارق ساعات بين الحياة والموت البابا تواضروس يخرس أصحاب الشائعات

حاتم زكريا
حاتم زكريا

شهدت بداية الأسبوع الثالث من شهر أغسطس الحالى حدثين مهمين فى حياة الأسرة المصرية..

وذلك مع الفارق الإنسانى فى الواقعتين..

جاءت الواقعة الأولى يوم السبت 13 أغسطس عندما وافق مجلس النواب خلال جلسته الطارئة وبالأغلبية على التعديل الوزارى الوارد فى كتاب رئيس الجمهورية ويتضمن 13 حقيبة وزارية.. 

وفى الثانية عندما أستيقظ أهالى إمبابة بمحافظة الجيزة صباح يوم الأحد 14 أغسطس على حادث مروع عندما شب حريق داخل كنيسة «أبو سيفين» بالمنيرة، نتيجة ماس كهربائى أسفر عن وفاة 41 شخصاً وإصابة 16 آخرين فى مشاهد إنسانية تفطر القلوب.. 

ورغم أن معظم الوزراء الذين خرجوا فى التعديل الأخير لم يُقصروا فى أداء عملهم، ولكن كانت رؤية الرئيس السيسى أنه حان الوقت لإجراء هذا التعديل الوزارى لتطوير الأداء الحكومى فى الملفات المهمة داخلياً وخارجياً.. 

ويُعد هذا التغيير هو الرابع والأكبر فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى والذى تم تكليفه بها فى 7 يونيو 2018 وكان يشغل منصب وزير الإسكان.. 
وكان مخططًا أن يلتقى الوزراء الجدد مع الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح يوم الأحد 14 أغسطس بالقصر الجمهورى بمدينة العلمين الجديدة لأداء اليمين الدستورية فى حضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء . 

وقد وجَّه الرئيس السيسى الوزراء الجدد بالحكومة بعد أدائهم اليمين الدستورية بأهمية التواصل المنتظم مع المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم فى مجال عمل كل وزارة. كما طالب الرئيس بنشر وتعميق الوعى العام بشأن التحديات الدولية والإقليمية والداخلية التى تواجه الدولة، وكذلك الجهود وحجم الإنجازات والتطورات فى إطار التنمية الشاملة التى تشهدها مصر على امتداد محافظاتها ورقعتها الجغرافية.. 

والوزراء الذين وافق عليهم مجلس النواب وتضمنهم كتاب الرئيس إلى المجلس هم الدكتور رضا حجازى وزير التعليم والتعليم الفنى والدكتور هانى سويلم وزير الرى والموارد المائية، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان والدكتور محمد أحمد عاشور وزير التعليم العالى وسهى سمير ناشد وزيرة الدولة للهجرة والمصريين بالخارج وأحمد عيسى طه وزير السياحة والآثار والنائب أحمد سمير وزير التجارة والصناعة والفريق محمد عباس حلمى وزير الطيران المدنى وحسن شحاتة وزير القوى العاملة ونيفين الكيلانى وزيرة الثقافة واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية والدكتور محمود مصطفى كمال عصمت وزير قطاع الأعمال العام واللواء محمد صلاح الدين وزير الإنتاج الحربى.. 

وقد غطت المأساة الإنسانية لحريق كنيسة «أبو سيفين» بإمبابة على ما كان يجب التعليق عليه فيما يختص بالتعديل الوزارى المهم الأخير.. وتلقت مصر والرئيس السيسى برقيات العزاء من جميع الدول والشخصيات الدولية فى العالم، وتوجه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء من مدينة العلمين الجديدة إلى إمبابة مباشرة لمتابعة حريق كنيسة أبى سيفين وجهود إزالة آثار الحريق والمصلين الذين نجوا منه.. 


ولا شك أن الحريق قد أثر فى نفوس جميع المصريين، وشارك شاب مسلم اسمه محمد فى إنقاذ من استطاع من المصلين، وأعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن صرف إعانات لأسر الضحايا، إلى جانب ما أعلنت عنه الدولة والتحالف الوطنى للعمل الأهلى، كما قام وفد من الأزهر بزيارة المصابين..

ومع ما يبذله رجال الهيئة الهندسية وعدد من الشركات فى إزالة آثار الحريق، تواصلت النيابة العامة تحت إشراف النائب العام المستشار حمادة الصاوى تحقيقاتها والاستماع لأقوال المصابين بعد تحسن حالتهم الصحية.. 

ولكن الأمر لا يخلو من إطلاق بعض الشائعات من أصحاب النفوس الضعيفة والذين يريدون أن يروا مصر مفككة وفى اسوأ الأوضاع فانطلقت الشائعات من الخارج والداخل مع تطعيمها ببعض المشاهد الإنسانية والتى لا يمكن أن يقبل بها أى إنسان متحضر. 

وأعتقد أن الرسالة التى وجهها البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لكل المتألمين من حريق كنيسة أبى سيفين بإمبابة، هى رسالة تعزية لكل المصريين ومن كل المصريين جميعاً..

مؤكداً - كما صرح لجريدة الأخبار - أننا كبشر أمام قضية الموت نصمت جميعاً، وأن ما حدث هو قضاء وقدر..

حدث بسماح من الله، ونحن نؤمن أن الله ضابط الكل، ونحن جميعاً فى يد الله فهو مانح الحياة وهو من يسمح بأن تنتهى..

وأضاف البابا تواضروس: «إن الحادث لا شك مؤلم ومفجع، ولكن يجب ألا نفقد إيماننا، وأشار إلى أن من انتقلوا، انتقلوا وهم يصلون وفى فترة صوم السيدة العذراء»..

وعن عملية إعادة إعمار الكنيسة قال البابا تواضروس: بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث اتصل بى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتكليف من الرئيس، وهى استجابة نشكر الرئيس والهيئة الهندسية عليها، وطلبت الانتظار عقب انتهاء الجنازة وبدأوا العمل بالفعل.

وعن ما يطلقه البعض من شائعات ومعلومات مغلوطة أشار البابا تواضروس إلى أن مثل هذه الأمور التى يثيرها البعض على صفحات السوشيال ميديا وبعض القنوات دون دراية أو إلمام بحقائق الوضع هى أمور لا تليق بحرية الموت، وشدد على أن المفترض أننا كبشر علينا واجب تضميد الجراح بالكلمات والأفعال الطيبة وليس العكس، مشيرًا إلى أن هناك من يثيرون أموراً شريرة فيها شائعات وضلالات وأكاذيب تحمل شكلاً من أشكال الشماتة وتوجيه التقصير والاتهام للناس ونحن لا نقبلها على الإطلاق. وأكد أن هذا الأمر بكل أسف يحدث أزمة ثقة، وأوضح أن هناك حادثة وقعت وهو أمر وارد حدوثه فى أى مكان، وكل الأجهزة تكاتفت من أجل إزالة آثار الحادث ومساعدة الناس وحمايتهم، ووجّه نداءً إلى الجميع بعدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات المغرضة..