بين مصحات 7 نجوم وعنابر حكومية.. 25% من العالم مصابون باضطرابات نفسية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"أصله مريض نفسي".. أصبحت هذه الكلمات هى الرد الدارج والمعتاد على أى جريمة شنعاء تحدث في المجتمع، فكم من جرائم ارتكبت من قتل وحرق واغتصاب وانتحار وغيرها، ويكون السبب أن الجاني يعاني من مرض عقلي أو نفسي، وأصبحنا نستيقظ كل يوم على جريمة أبشع من سابقتها، ورغم ذلك مازال العلاج النفسي غير متاح بما يواكب ما يحدث في المجتمع، وخاصة الدول النامية، والمجتمعات الشرقية، التي يعتبر أغلبها المرض النفس وصمة عار لا يجب البوح به أو محاولة التشافي منه.


تحدثنا إلى أطباء نفسيين لمعرفة إلى أى مدى وصل المرض النفسي وعلاجه لدينا، وما هى الفروق بين المؤسسات العلاجية الخاصة والحكومية المتخصصة في الأمراض النفسية والعقلية..


دكتور نبيل نصر طبيب نفسي أشار إلى أن أسعار الأطباء النفسيين متفاوتة كغيرهم من الأطباء في أى تخصص أخر، وتتراوح من أول جنيه أو ٥ جنيهات في الأماكن الحكومية، وحتى مئات الجنيهات في الخاص، وتختلف حسب المناطق والمحافظات، قائلا "يعني مثلا القاهرة الأسعار فيها أغلى من الأقاليم".


ولفت إلى أنه رغم ارتفاع معدلات الوعى لدى الناس بأهمية العلاج النفسي، إلا أنه مازال هناك الكثيرون يعتبرونه "رفاهية"، مؤكدا "ولكنه ليس متأخرا فى التصنيف العلاجى كما كان فى السابق، والاهتمام به زاد كثيرا عن الماضى".


وعن الفروق بين المصحات النفسية الخاصة والحكومية قال دكتور نبيل: "هى ممكن تبقى فروق خدمية أو إذا صح التعبير "فندقية"، فهي فروق مادية نتيجة الامكانيات والخدمات"، موضحا: "ولكن الخدمات الطبية هتكون واحدة في المكانين".


وعلق على أن الضغط على الأماكن الحكومية يجعلها  كثيرا غير متوفر بها أماكن لحجز المرضى، خاصة وأن حجز المريض النفسي يحتاج وقت أطول، قائلا "يعني مش مجرد مثلا حد بيعمل عملية وهيروح آخر النهار، أو هيحتاج يوم أو يومين، فهناك بعض المرضى والحالات قد تصل إقامتهم لشهور وسنوات".


ونوه أن المرض النفسي ليست كل المؤسسات تقوم بتغطيته بالتأمين الصحى، فالأمر يختلف من مكان لأخر، لافتا إلى أن بعض مستشفيات التأمين الصحى بها عيادات خارجية للنفسية وتكون "نفسية وعصبية".


"في أمريكا الأسنان والطب النفسي خارج التأمين" هذا ما بدأ به دكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي حديثه عن العلاج النفسي فى مصر، متابعا: "ولكن نحن لدينا يوجد علاج أسنان وطب نفسي داخل التأمين، وإن لم يدخل حتى الآن في المنظومة الجديدة للتأمين الصحى الشامل ولكن من المتوقع دخوله".


وأضاف أن وزارة الصحة توفر 22 مستشفى طب نفسي، إلى جانب 22 مستشفى جامعى بهم أقسام طب نفسي، إلى جانب مستشفيات القوات المسلحة وتقدم الخدمة بأسعار ميسرة جدا، ووزارة الصحة والجامعة تقدمها بالمجان، وهذه المستشفيات منتشرة في مختلف محافظات الجمهورية.


وعن الفرق بين المستشفيات الخاصة والحكومية كما يرى دكتور فرويز: "المستشفى الحكومى عنابر لتستوعب عدد أكبر من المرضى، أما الخاص فيكون المريض فردى أو على الأكثر حتى أربعة فى الغرفة".


ولفت إلى أن الدولة توفر الخدمة بشكل جيد فى المستشفيات التابعة لها، وأطباء على مستوى جيد، والعلاج واحد فى المكانين، ولكن المريض الذي يفضل شيء معين أو طبيب بعينه، فليس مسئولية الدولة الدفع عنه، طالما هى توفر له البديل المناسب.


وعن أسعار تكلفة العلاج النفسي؛ أشار فرويز أن الاكتئاب كان مصنف فى 2020 ثانى أعلى الأدوية تكلفة فى أمريكا بعد القلب، موضحا أن تكلفته تعد عالية لأن هناك أشياء أخرى تضاف عليه، قائلا: "المريض النفسي كثيرا ما يتوقف عن العمل، مع غلاء الأدوية، مع منظومة العلاج من جلسات ومستشفيات، فكل هذا محسوب من العلاج، لكن لو تمت المقارنة بمجرد سعر الدواء سنجد أن أدوية المرض النفسي لا تختلف كثيرا عن باقي الأمراض بل هناك أدوية أمراض أخرى أعلى سعرا".


وتابع: "ولو تحدثنا عن سعر الإقامة فسعر الليلة بالرعاية المركزة تفوق كثيرا سعر الليلة بالمصحة النفسية"، لافتا إلى أن المشكلة فى المرض النفسي وارتفاع تكلفته أنه مرض مزمن وتكلفته تكون عالية على المدى البعيد.


ولفت إلى أن لا يوجد سوى اثنين من المستشفيات الخاصة فقط أسعارهم مرتفعة بشكل كبير لانهم بمثابة فنادق سبع نجوم، وهذه تكون بمتوسط من 3 إلى 4 آلاف فى اليوم، وهذه المريض من يختارها، وهناك مستفيات بها ملاعب وحمامات سباحة وغرف ترفيهية وغيرها، "وكله بثمنه".


وأوضح أستاذ الطب النفسي، أن المرض النفسي هو مرض جيني وراثي، وله نسب عالمية، فمثلا الفصام 1%، والاكتئاب من 3 إلى 5%، وما زاد مؤخرا هو نسب الاضطرابات النفسية، وأخر تقرير صدر من منظمة الصحة العالمية أوضح أن عدد الاضطرابات النفسية على مستوى العالم بلغ 25%، أى ربع سكان العالم، وهذا بالطبع مختلف عن الأمراض النفسية.


اقرأ أيضا : الصحة النفسية للأغنياء فقط| أسعار العيادات «نار» تحرق جيوب المرضى

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي