هشام مبارك يكتب.. خالي «كيم يونغ أون»!

هشام مبارك
هشام مبارك

لو كنت متخذا خالا بعد وفاة جميع أخوالى رحمهم الله جميعا لاتخذت من كيم يونغ أون رئيس كوريا الشمالية خالا جديدا. فالخال كيم يصلح كسند وحيطة تستطيع أن تستند عليها فى تلك الأيام التى نعيشها.يقولون عنه أنه مجنون,ولكن ألم يقل من سبقونا أن الجنون فنون,فهو من وجهة نظرى فنان فى قيادة شعبه,الرجل لا يتورع عن القيام بأي شيء وبأي طريقة ليثبت قوة بلاده وأنها أبدا لن تكون لقمة سائغة لأحد. قديما قالوا:"العيلة اللى مفهاش صايع حقها ضايع", والخال كيم نعم الصايع الذي يجيد حماية حق بلاده.خذ عندك مثلا كيف أن أى رئيس امريكى بالذات وهو فى مرحلة التليين تراه طايح تلطيش وتلقيح كلام على العالم كله يمينا وشمالا  ولكن يأتي إلى محطة كوريا وشمالية ويعمل ستوب.الرجل قد رفع منذ توليه السلطة شعار كل الناس إلا ابو العباس,فلا يجرؤ أحد على المساس بالخال كيم ولا يدوس له على طرف لأنه لا يعرف التفاهم الدبلوماسي والكلام الناعم الطري الذي يتبادله الساسة عادة وتكون نتيجته بقاء الحال على ماهو عليه.

خالى كيم يقال عنه انه اعدم وزير التعليم لأنه غفا وغلبه النعاس أثناء اجتماع رسمى, وحتى الآن غير معروف إذا كان هو بنفسه كان يرأسه أم لا.تخيل لو كان الخال كيم رئيسا لأى دولة عربية وطبق هذه العقوبة على كل من ينام خلال الاجتماعات الرسمية,لن يبقى فى أى دولة عربية حكومة ولا وزارات ولا برلمان,ولا حتى رجلا متزوجا على قيد الحياة حيث اغلب الرجال العرب ينامون على أرواحهم حتى لو كان قد بدأ على التو اجتماعا رسميا مع زوجته!كما يشاع كذلك عن خالى كيم أنه اعدم كبير مهندسي المطار الجديد لكوريا الشمالية لأن التصميم لم يعجبه.الرجل لا يهزر فى هذه المسائل ويتخذ العقوبة وربما ينفذها بيده.لدرجة أنه اعدم زوج عمته على إثر تورطه فى قضايا فساد ومحسوبية على أساس يا بخت من كان الرئيس ابن شقيق زوجته.لكن لم يعجبني بصراحة فى خالي كيم انه قدم الرجل وجبة سائغة لمئة وعشرين كلبا ضخما من كلاب الصيد,احتجزهم فى قفص حديدية بدون طعام لمدة خمسة ايام!, كثير جدا مئة وعشرين كلبا يا خال لالتهام فاسد واحد كان يمكن الاكتفاء بخمس كلاب وتوفير البقية لفاسدين آخرين.لا اريدك ان ترهق كلابك كلها مع فاسد واحد, ويجب أن تراعى أن الفسدة كثر.كذلك لم أكن أحبك أن تتخلص من زن عمتك المتواصل وشكواها التي لم تنقطع من قيامك بإعدام زوجها فأمرتها باحتساء زجاجة سم دفعة واحدة.كان لابد أن تتوقع هذا منذ تفكيرك فى إعدام رجلها ,فربما كنت وضعتها من وقتها مع زوجها فى نفس قفص كلاب الصيد!وحتى لاتظن أن خالى كيم بلا قلب أريدك ان تعرف انه حبيب درجة اولى وأن قلبه يقطر رقة وعذوبة إذا خفق بالحب.لكن هذا لا يمنع من قيامه باعدام من يحب لو كان مزاجه سيئا يوما ما أو لتمردها على حبه ومطالبتها له بالكف عن الدموية التى تجرى فى عروقه!, رغم انه بعد أن أعدمها وتخليدا لذكراها وذكري قلبها الرقيق قرر الاكتفاء بإعادة إثنين من كبار رجال التربية والتعليم لمقاعد الدراسة بدلا من إعدامهما نظرا لأن طريقة ارتدائهما للملابس لم تروق له.

ما يقال وينشر عن الرجل يجعلنى أتمسك به خالا يذب عنى كلاب السكك التى تريد أن تلتهم كل من يقابلها فى سبيل تحقيق أهدافها وتظن أنه ليس من حق أحد ان يعيش معها على هذا الكوكب إلا من هم على شاكلتهم.تخيل لو عرف هؤلاء ان لك خال بوزن كيم يونغ أون, ساعتها سيغيرون من طريقة تعاملهم معك.يفرشون الأرض ورودا تحت أقدامك بعد ان كان كل منهم فى قرارة نفسه يتمنى لو زرع قنبلة فى طريقك.بل وربما سيتملقونك كثيرا أملا منهم فى ان تقدمهم لخالك كيم ليكونوا من رجاله المقربين.

عشت دوما سندا وحماية لكوريا الشمالية ولى أنا شخصيا يا خالى كيم يونغ أون!

[email protected]