نحن على موعد مع أهم أفلام العام.. هوليوود تستعد لموسم جوائز ساخن

لقطة من فيلم الافتتاح «White Noise»
لقطة من فيلم الافتتاح «White Noise»

كما كان هذا العام هو عام التحدى لصناعة السينما الأمريكية لإثبات التفوق والحضور واستعادة الجمهور فى قاعات دور العرض وفى البيوت أمام شاشات المنصات العديدة والمتنافسة، يبدو هذا العام أيضاً هو عام التحدى لموسم الجوائز الذى فقد كثيراً من بريقه، وأصبح على منظميه البحث عن سبل للخروج من أزمة تراجع جماهيريته.

حدد الخبراء نقاط الضعف التى باعدت بين المشاهدين وحفلات الجوائز، كان فى مقدمتها البعد عن ذوق شريحة المراهقين والشباب والذين لا تجذبهم تلك الحفلات المتمسكة بالشكل المؤسسى القديم، بعد ذلك كان الملل الذى أصاب الناس بعد جائحة كورونا..

ففقدوا الشغف بالمهرجانات وحفلات توزيع الجوائز!.

تقول إليزابيث والترز خبيرة الدراسات الإعلامية بجامعة بوسطون: العالم تغير ولم يعد أحد يهتم بمن سيفوز!

الناس تتذكر صفعة ويل سميث لروك ولا تتذكر من فاز بالجوائز فى حفل الأوسكار!

ببساطة الشباب ينتقى ما يريد ويناسب طبيعته..

لا يريد أن يجلس ثلاث ساعات ليشاهد حفلاً يُكرم فيه النجوم بعضهم.. ولا يريد الشكل المؤسسى لحفلات الجوائز..

لا يريد أن يُفرض عليه اختيار أى مؤسسة، الشباب يريد الآن أن يختار.. ولسان حاله يقول نحن من يحدد الفائز ولن يُفرض علينا!! وهو ما تحققه لهم مواقع التواصل الاجتماعى.. هم أصحاب القرار والاختيار فى تلك المواقع، فلماذا يضيعون ساعات فى مشاهدة حفلات تخبرهم منَ الفائز؟!!.

الأوسكار ومواقع التواصل!

عقدت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة شراكة مع «تويتر» لجعل المعجبين يصوتون على أفلامهم المفضلة وفاز فيلم الأكشن «جيش الموتى» للمخرج زاك سنايدر بلقب OscarsFanFavourite، وكان هذا بالإضافة لشراكة مع منشئى «تيك توك»، بعض الطرق التى حاولت الأكاديمية بها تلبية رغبات الشباب والمراهقين، لكن هل كان لهذه الإضافات تأثير إيجابى؟

الإجابة قد تكون صادمة..

فقد استعادت الأوسكار بعضاً من الجماهيرية وحققت نسب مشاهدة جيدة حوالى ١٧ مليون مشاهد بعدما كانت عشرة ملايين، إلا أن صفعة ويل سميث التى كانت من أسباب ارتفاع نسبة المشاهدة كانت أيضاً سبباً لغضب جمهور عريض من المتحفظين صب لعناته على حفلات الجوائز والمشاهير عامة، وربما يؤدى ذلك لتراجع جماهيرى للأوسكار وكل حفلات هذا العام!.

كان أيضاً لجائزة الجمهور التى أطلقتها الأوسكار عبر موقع «تويتر» نصيباً فى زيادة نسب المشاهدة،إلا أن فوز فيلم الزومبى «جيش الموتى» بجائزة الجمهور فتح الباب لانتقادات عديدة، فكيف لفيلم ضعيف لم يحقق إيرادات تذكر أن يفوز باختيار الجمهور، مخالفة لتوقعات منطقية بفوز «سبايدر مان: لا سبيل للعودة» الأعلى جماهيرية وايرادات فى هذا العام!!. 

 وهكذا حاولت الأوسكار التقرب من جمهور الشباب والمراهقين فخالفت توقعاتهم بسبب طبيعة موقع تويتر وحيل مستخدميه.. بينما شعر الجمهور من كبار السن بفجوة بينه وبين الحفل بسبب الإيقاع الخفيف غير التقليدى! وهنا ستعيد الأكاديمية ومعها الخبراء حساباتها من جديد!. 

 مفاجآت الجولدن جلوب الـ80 

الجولدن جلوب الجائزة الأهم بعد الأوسكار هى أيضاً فى مرحلة إعادة الحسابات مع خبرائها، فقد غابت عن الإحصاءات، لعدم عرض الحفل انتظاراً لاستكمال إجراءات الإصلاح التى تقوم بها منظمة الصحفيين الأجانب بهوليوود HFPA شرطاً لعودة نجوم الصناعة لحضور حفلها، ولكن تمهد لعودة قوية هذا العام الذى يواكب الاحتفال بثمانين عاماً على تأسيسها..

فى الأعوام الأخيرة كانت شعبية حفل الجولدن جلوب تتجاوز الأوسكار، ففى آخر إحصائية قبل وباء كورونا شاهد حفل الجولدن جلوب حوالى ١٩ مليوناً بينما لم ينجح حفل الأوسكار فى جذب أكثر من ١٠ ملايين تقريباً..

وهذا العام تأمل منظمة الصحفيين الأجانب بهوليوود تنظيم حفل استثنائى للجولدن جلوب يليق بتاريخها ويعيد لها البريق وينعكس على موسم الجوائز كله!. 

المؤكد الآن أن الموسم سيكون له ملامح جديدة تخطب ود الجمهور بأساليب مدروسة.

ڤينيسيا يقتنص أروع الأفلام 

ينطلق الموسم مع بداية الخريف الشهر القادم، بعد مهرجان فينيسيا الذى ينطلق بعد أيام ونجح فى الاستحواذ على أفضل أفلام السينما العالمية و السينما الأمريكية، وتورونتو الذى يشهد حضورا قويا للسينما الأمريكية كالمعتاد ويعد المهرجان الرسمى لأمريكا الشمالية ويحضره معظم صناعها ونجومها..

عادة ما تنص عقود شركات الإنتاج مع النجوم على حضور مهرجان تورونتو تحديداً للترويج لأفلامهم هناك قبل انطلاقها فى دور العرض، وكما هو معروف تدخر الاستوديوهات أفلامها المهمة والمتوقع حصولها على جوائز للعرض الجماهيرى فى الربع الأخير من العام.

سيعرض فى فينيسيا عدد كبير من هذه الأفلام من بينها فيلم الافتتاح «white Noise» لنواه باومباخ بطولة نجمه المفضل آدم درايڤر وتدور أحداث الفيلم حول محاولات عائلة أمريكية معاصرة للتعامل مع الصراعات الدنيوية للحياة اليومية بينما تتصارع مع الأزمات الوجودية اليومية كالحب والموت والسعادة فى عالم غير مؤكد.. الفيلم اختير أيضاً لمهرجان نيويورك الذى يقام فى أكتوبر القادم.

و«The Sun» الابن « لفلوريان زيلر» بطولة أنتونى هوبكنز فى تعاونهما الثانى معًا بعد «الأب» التى فاز عنه هوبكنز بجائزة الأوسكار فى عام 2021.. والفيلم بطولة هيو جاكمان، وفانيسا كيربى، ولورا ديرن، يتابع «الابن» الحياة المزدحمة لبيتر «جاكمان» وبيث «كيربى» وطفلهما الوحيد، وهى الحياة التى انقلبت رأسًا على عقب عندما وصلت زوجة بيتر السابقة.

و«The Whale» لدارين أرونوفسكى عن مسرحية بنفس الاسم لصامويل هنتر، بطولة بريندان فريزر وسادى سينك وسامانثا مورتون وتدور أحداثه حول مدرس اللغة الإنجليزية «فريزر» الذى يعانى من السمنة المفرطة ويحاول إعادة التواصل مع ابنته المراهقة فى محاولة لاستعادتها.

و«Tár» لتود فيلد الذى يعود بعد 15 عامًا من فيلمه الأخير «Little Children» ويتعاون مع كيت بلانشيت التى تلعب دور الممثلة ليديا تار، التى تُعتبر واحدة من أفضل الملحنين وأول رئيسة قائدة لأوركسترا ألمانية شهيرة.

و«The Banshees of Inisherin» لمارتن ماكدوناه الحائز على الأوسكار ويجتمع مرة أخرى مع كولين فاريل وبريندان جليسون، بعد فيلم «In Bruges»، تدور الأحداث فى إحدى الجزر الإيرلندية حول العلاقة بين صديقين بعد أن قرر أحدهما إنهاء الصداقة دون تفسير!.

و«Blonde» لأندرو دومنيك بطولة آنا دى أرماس فى دور أيقونة هوليوود مارلين مونرو، الفيلم مأخوذ عن رواية جويس كارول أوتس، والتى تعيد تصور حياة مونرو، منذ طفولتها البائسة، وحياتها الرومانسية، وحياتها خلف الشاشة الكبيرة، وكفاحها من أجل الوصول إلى النجومية.

و«Dead for a Dollar» لوالتر هيلل الذى يكرمه المهرجان بجائزة كارتييه جلورى لصانعى الأفلام المميزين، والفيلم بطولة ويليام دايفو، وكريستوف فالتز الحائز على الأوسكار مرتين ويلعب دور صائد الجوائز ماكس بورلوند الذى يعيش فى المكسيك ويواجه دافو المقامر الخارج عن القانون من أجل الوصول لزوجة رجل أعمال ثرى. 

إذن نحن على موعد مع أهم أفلام العام بداية من الشهر القادم والتى غالباً ما يزين أفيشاتها ترشيحات وجوائز من المهرجانات المهمة وبانطلاق موسم الجوائز يتم تعديل الافيشات دورياً لتفخر بجوائز مضافة أو ترشيحات وكلها تزيد الإيرادات بالطبع.. وهذه أصول اللعبة كما يقال.

إقرأ أيضاً|كورونا أم الهيمنة الرقمية؟.. السينما الأمريكية تواجه حرباً شرسة لأجل البقاء