..عندما تسأل أي شخص عن مواصفات المرأة الجميلة ستجد أن الغالبية العظمى وبدون تردد ستذهب أذهانهم إلى المواصفات الشكلية من حيث رشاقة القوام ونقاء البشرة وعذوبة الصوت ولون الشعر وخلافه من المواصفات الشكلية الخارجية.
ولكن هذه المواصفات الشكلية من وجهة نظري المتواضعة لا تتجاوز 10% من المعايير التي نحكم من خلالها ما إذا كانت هذه المرأة جميلة حقا أم تفتقر لمقومات الجمال الحقيقية.
المرأة الجميلة هي المرأة التي تطيب عشرتها بلين الطباع وطيب القول وصفاء الروح.
المرأة الجميلة هي التي تتعامل مع الجميع بلطف واحترام بدون تكلف أو ابتذال.
المرأة الجميلة هي التي تفرض احترامها على الجميع ولا تسمح لأحد بتخطي حدوده معها أو يقلل من احترامها أو يسيئ إليها.
المرأة الجميلة هي التي تنير حياة من حولها بطاقتها الايجابية وطبيعتها المتفائلة التي تمنح دائمًا الأمل والإشراق.
المرأة الجميلة كما وصفها سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه « خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك».
ولنا في السلف الصالح القدوة والمثل الذي يجب أن يحتذى به في تحديد مواصفات المرأة الجميلة كما يجب أن تكون.
أوصت أمامة بنت الحارث الشيباني ابنتها أم إياس عند زفافها الى عمرو بن حجر أمير كندة فقالت: «أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكر للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال.
أي بنية انك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشرً يكن لك ذخرًا.
أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله ، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرًا، ولا تفشين له سرًا فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتمً ، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
وصايا ذهبية لو تحلت بها كل امرأة لأغلقت محاكم الأسرة أبوابها وتحولت دعاوى الطلاق والخلع والنفقة وخلافه إلى ذكرى من زمن فات.
وصايا ذهبية لو حرصت عليها كل امرأة لأصبحت بحق امرأة جميلة كما يجب أن تكون ، وزي ما بيقول الكتاب.