صدى الصوت

محفوظ وإدريس

عمرو الديب
عمرو الديب

إن وطنا يمتلك اسمين متعاصرين كهذين لهو كيان خصب جدير بكل مجد، ورحم ولاد يستحق الصدارة دوما، ليس فقط فى محيطه الإقليمى، ولكن أيضا فى المشهد الإنسانى برمته، فبلد احتضن خطى الفذين معا، وشهد سطوع تفردهما أهل للتفوق والاشتهار بين الأمم، واسمان مشعان كنجيب محفوظ ويوسف إدريس كفيلان وحدهما بإثبات ان مصرنا ولادة حقا وخصبة التربة جدا،

ومع كل أوجاعها ومشكلاتها المزمنة تظل هى الحضن الدافئ للنبوغ فى شتى الميادين، وتبقى دائما المناخ الملائم للتفرد والتفوق على الرغم مما يشيعه الموتورون وأصحاب الأغراض الدنيئة والتوجهات الحاقدة، حيث يحلو لهم التشنيع على بلادنا بأنها طاردة للمواهب ومقصية للمبدعين، ولكن الواقع العملى يكذب دعاواهم وافتراءاتهم، وما محفوظ وإدريس إلا دليلان على الخصوبة، والأجواء الحانية،

على الرغم من التقلبات والظروف الصعبة والمحطات المضطربة التى انتقل عبرها قطار تجربتيهما المتفردتين، ومحفوظ وإدريس معا ينهضان كمثالين على ملاءمة البيئة المصرية للحنو على المواهب مهما قست الظروف الاجتماعية والأحوال الاقتصادية، والتقلبات السياسية، مما يفضح هؤلاء المولولين من أصحاب الأهواء المريضة، فخصوبة مصر، وأهليتها لحضانة النابهين والمبدعين حقيقة لا يمكن أن تقدح فيها بعض الظروف الطارئة أو الأحوال العابرة خاصة أن قائمة الساطعين فى المشهد المصرى مزدحمة بالأسماء المتفردة، والنجوم الساطعة فى شتى الحقول والمجالات، وما محفوظ وإدريس إلا مثالان جمعهما السطوع فى أفق واحد هو إبداع الكلمة، وربط بينهما القدر فى أوان الغروب إذ رحلا عن عالمنا الفانى فى نفس الشهر، حيث غادرنا أمير القصة العربية يوسف إدريس فى الأول من أغسطس عام 1991،

وانتقل محفوظ إلى الرفيق الأعلى فى الثلاثين من أغسطس عام 2006، ويبدو أن الأقدار أرادت أن توجه رسالة أخيرة لهؤلاء الذين تفننوا فى بث الفرقة بين محفوظ وإدريس، ودسوا بذور الشقاق والوقيعة بينهما، ولكن القدر -الذى لا يعرف العبث- هيأ لهما لقاء جامعا فى ساحات الخلود، بينما انمحت أسماء الموتورين والحاقدين من سجلات البقاء وبعضهم لم يزل بعد على قيد الحياة ولكنهم كالعدم لا وزن لهم ولا طعم ولا أثر، ولاعزاء للصغار التافهين!إن وطنا يمتلك اسمين متعاصرين كهذين لهو كيان خصب جدير بكل مجد، ورحم ولاد يستحق الصدارة دوما، ليس فقط فى محيطه الإقليمى، ولكن أيضا فى المشهد الإنسانى برمته، فبلد احتضن خطى الفذين معا، وشهد سطوع تفردهما أهل للتفوق والاشتهار بين الأمم، واسمان مشعان كنجيب محفوظ ويوسف إدريس كفيلان وحدهما بإثبات ان مصرنا ولادة حقا وخصبة التربة جدا، ومع كل أوجاعها ومشكلاتها المزمنة تظل هى الحضن الدافئ للنبوغ فى شتى الميادين، وتبقى دائما المناخ الملائم للتفرد والتفوق على الرغم مما يشيعه الموتورون وأصحاب الأغراض الدنيئة والتوجهات الحاقدة، حيث يحلو لهم التشنيع على بلادنا بأنها طاردة للمواهب ومقصية للمبدعين، ولكن الواقع العملى يكذب دعاواهم وافتراءاتهم، وما محفوظ وإدريس إلا دليلان على الخصوبة، والأجواء الحانية، على الرغم من التقلبات والظروف الصعبة والمحطات المضطربة التى انتقل عبرها قطار تجربتيهما المتفردتين، ومحفوظ وإدريس معا ينهضان كمثالين على ملاءمة البيئة المصرية للحنو على المواهب مهما قست الظروف الاجتماعية والأحوال الاقتصادية، والتقلبات السياسية، مما يفضح هؤلاء المولولين من أصحاب الأهواء المريضة، فخصوبة مصر، وأهليتها لحضانة النابهين والمبدعين حقيقة لا يمكن أن تقدح فيها بعض الظروف الطارئة أو الأحوال العابرة خاصة أن قائمة الساطعين فى المشهد المصرى مزدحمة بالأسماء المتفردة، والنجوم الساطعة فى شتى الحقول والمجالات، وما محفوظ وإدريس إلا مثالان جمعهما السطوع فى أفق واحد هو إبداع الكلمة، وربط بينهما القدر فى أوان الغروب إذ رحلا عن عالمنا الفانى فى نفس الشهر، حيث غادرنا أمير القصة العربية يوسف إدريس فى الأول من أغسطس عام 1991، وانتقل محفوظ إلى الرفيق الأعلى فى الثلاثين من أغسطس عام 2006، ويبدو أن الأقدار أرادت أن توجه رسالة أخيرة لهؤلاء الذين تفننوا فى بث الفرقة بين محفوظ وإدريس، ودسوا بذور الشقاق والوقيعة بينهما، ولكن القدر -الذى لا يعرف العبث- هيأ لهما لقاء جامعا فى ساحات الخلود، بينما انمحت أسماء الموتورين والحاقدين من سجلات البقاء وبعضهم لم يزل بعد على قيد الحياة ولكنهم كالعدم لا وزن لهم ولا طعم ولا أثر، ولاعزاء للصغار التافهين!