مؤلفة «مثل الأفلام الساذجة» نورا ناجى: نقاوم الوحدة بكل الطرق

نورا ناجى
نورا ناجى

بقلم : محمد سرساوى

تتميز نصوص الأديبة نورا ناجى الإبداعية بأنها ألبوم ملىء بالصور «الفوتوغرافية»، وكل صورة وراءها حكاية تركت ندوبا فى ذاكرة شخصيات أعمالها، تواصل نورا فى صناعة هذا العالم حيث صدرت لها مؤخرا مجموعة قصصية اسمها «مثل الأفلام الساذجة»، وتقول نورا على العنوان: ما معنى كلمة ساذج أولاً؟ قد تحمل السذاجة تعقيداً أكبر مما نتخيله.

وقد تحمل اللحظة العابرة مشاعر كثيرة أكبر من أن نتمكن من التعبير عنها، وبذلك أستطيع القول: نعم نحن نعيش فيلماً ساذجاً لأننا غير قادرين على استبطان الحياة الحقيقية، أو فهمها بشكل كامل، وقد تحدثنا مع صاحبة «أطياف كاميليا» عن مجموعتها الجديدة الصادرة عن دار الشروق فى السطور التالية:


تحكين فى قصة «يقين» عن فتاة متزوجة تسافر إلى دولة أجنبية لكنها تشعر بالعجز فى التأقلم، وتبتكر حلولا حتى تكسر العزلة مثل إنشاء محطة إذاعية على الشبكة الدولية «الانترنت»، فهل يحررنا الابتكار من الوحدة؟
- نقاوم وحدتنا بكل الطرق، بطلة «يقين» كانت تود إثبات نفسها، وأنها قادرة على فعل أيّ شيء تصمم عليه، هذا الفعل البسيط الذى يبدو تافهاً مثل إنشائها لمحطة إذاعة على «الإنترنت» منحها الشجاعة لكل ما حدث بعد ذلك، إنها قادرة على الاستقلال والعمل والنجاح والانفصال بذاتها، إنها غير مضطرة للاستمرار فى حياة لا تناسبها.

ولا تليق بأحلامها، وغير مضطرة أيضاً إلى العودة إلى حياة لم تعد لها. ابتكارها لحلول لتصل إلى ما تريده كان خطوة أولى لتعرف أنها قادرة على فعل أى شيء، هى الإرادة أكثر من الابتكار، إرادتها على كسر شرنقتها أو تحطيم قيودها والانطلاق.


 شخصيات المجموعة يتخيلون أحداثا لم تقع، أو يتمنون حدوثها، فمتى يستعين الإنسان بالخيال؟
الخيال هو المنقذ دائماً، نحن نعيش كل يوم على أمل أن يتحقق ما نحلم به أو نتخيله، ولو فقدنا القدرة على التخيل إذن سنفقد الأمل سنتجمد فى المكان ولن نتقدم خطوة واحدة، كل الاختراعات العظيمة، العلاجات المهمة النظريات العلمية بدأت من خيال شخص ما ذات يوم.


 وصفت إحدى شخصيات قصصك الحياة بأنها أشبه بالمتاهة، فمتى تصبح كذلك؟
الحياة دائماً متاهة، نحن ندور حول أنفسنا كل يوم، ونتوه داخل أنفسنا أيضاً كل يوم، الحياة تصنع لنا روتيناً، كسب العيش وتحمل المسئوليات لنتمكن من الاستمرار، حتى الفن أحياناً ما يتحول إلى فعل لازم الحدوث، فندور فى هذه المتاهة، لا يوجد مخرج، الحياة فعلاً دائرية، لا تنتهى إلا بعد الموت.


 لماذا اختيارك لعروس النبى دانيال ولوحات إدوارد هوبر محورا لإحدى قصصك؟
أنا مهتمة بقصة عروس النبى دانيال منذ طفولتى، قرأت تحقيقاً عنها فى مجلة صباح الخير» فى طفولتى، عدد قديم كان أبى يحتفظ به، وتوهمت، اختفاء امرأة يثيرنى دائماً، وربما كان هذا سبباً لكتابة أطياف كاميليا بعد ذلك، كنت فى هذه القصة القصيرة جداً أحاول إيجاد سبب آخر لاختفاء هذه الفتاة غير كل ما ذكر.

ربما بإعادة وصلها بامرأة أخرى تعيش فى هذا العصر، وكنت أكتب أيضاً عن العنف الزوجى دون دراما، مجرد إشارات لما يمكن أن يفعله القهر فى المرأة، أن تحلم بالاختفاء مثل عروس النبى دانيال.


الغرف وأجواء المدارس لهما ظهور بارز فى قصصك، ما سبب انجذابك لهذا العالم؟
- هو عالم مُلهم بالنسبة إلى، هناك «دراما» كثيرة فى حياة المراهقين، وكل ما أنا عليه بدأ بشكل أو بآخر فى هذه المرحلة، كل ما صنعنى، قراءاتى ومشاهداتى وأحلامى وخيالاتى، قراراتى حتى التى أخذتها، كلنا كذلك، نحن نأخذ قراراً بالدراسة الجامعية مثلاً ونحن فى سن المراهقة، أنظر كيف تتحول حياتك لأنك دخلت كلية الطب مثلا بدلاً من الآداب.

كيف كان يمكن أن تتحول الحياة كلها؟ أنا أفكر دائماً فى هذه المرحلة، وأفكر كيف تحول جميع من عرفتهم، أحياناً أقابل صديقا أو صديقة من هذه المرحلة وألاحظ التحولات الكبرى التى طرأت عليه، ويشغلنى التساؤل عما حدث، هذه الفترة التى بدت لنا فى حينها أبدية انتهت، ثم تحول الجميع أحياناً إلى نقائضهم. أليس فى هذا ما يثير الخيال؟ أليس فى هذا ما يثير الفنان.. أيّ فنان.. للبدء فى طرح الأسئلة، ثم محاولة إجابتها عبر الكتابة؟

اقرأ ايضا | آندرو مارفيل يكتب: حوار بين النفس والجسد