عاجل

تعرف على تفاصيل صفقة تبادل السجناء بين أمريكا وروسيا

السجناء الثلاثة الأمريكين
السجناء الثلاثة الأمريكين

كتبت: دينا جلال

 صفقة تبادل سجناء تحتل عناوينها ثلاثة متهمين أثاروا جدلا كبيرًا نحو صفقة إطلاق سراحهم التي تثير مفاوضات ومناقشات شديدة الحساسية بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا حتى صارت تلك الصفقة حديثًا للاعلام الغربي ومثارًا للجدل والآراء المختلفة حول أهمية وسرعة إتمامها من عدمه.

كشفت السلطات الامريكية تفاصيل صفقة تبادل سجناء مع روسيا لتنطلق التساؤلات سريعًا حول هوية هؤلاء السجناء الثلاثة حيث يحمل كل منهم قصة مثيرة وهم وراء القضبان بعيدًا عن اوطانهم وبتهم مختلفة ومتنوعة.

أُثيرت قضية تبادل السجناء بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين حول تقديم الولايات المتحدة الامريكية عرض إلى روسيا بطلب إطلاق سراح مواطنين أمريكيين من سجون موسكو، وهما لاعبة السلة الأمريكية بريتني جرينر، ومجند البحرية السابق بول ويلان مقابل تحرير أحد أخطر السجناء في العالم وهو الروسي فيكتور بوت المحتجز في امريكا، والغريب فى الامر أن تلك الصفقة لاقت ردود افعال متناقضة في أمريكا، فهناك من يضغط على إدارة الرئيس بايدن بشدة من اجل إطلاق سراح لاعبة السلة الشهيرة والسجين المتهم بالتجسس في اقرب وقت ممكن، وهناك من يشير الى كونها صفقة غير مربحة على الاطلاق؛ فكيف تتخلى امريكا عن أحد أخطر سجناء العالم مقابل سجينين سيقضيان عقوبات قصيرة في روسيا ثم يتم إطلاق سراحهما وهو ما علق عليه الرئيس الاسبق دونالد ترامب مؤخرا حين اشار إلى رفضه لتلك الصفقة التي تتخلى فيها امريكا عن فيكتور بوت المتهم بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية بالأسلحة، وهو ما يمثل الجائزة الكبرى لروسيا مقابل إطلاق سراح لاعبة سلة لم تتحمل مسئولية سفرها إلى دولة اخرى ولم تلتزم بتعليماتها الأمنية.

في السطور التالية نستعرض تفاصيل السجناء الثلاثة

1 - تاجر الموت.. دعم القاعدة وطالبان والتنظيمات الإرهابية بالسلاح والصواريخ

  فيكتور بوت.. ضابط عسكرى روسي سابق منحه الاعلام الغربي لقب «تاجر الموت» الذي يقضي اقصى عقوبة بالسجن المؤبد 25 سنة فى امريكا منذ عام 2012 بعد إدانته بعدة تهم منها بيع أسلحة لجماعات إرهابية محظورة ضمن قوائم وزارة الخارجية الامريكية بالإضافة إلى التآمر لقتل أمريكيين وتصدير صواريخ مضادة للطائرات، وبالرغم من شهرة فيكتور بوت التي جعلت من قصته فيلما هوليوديا شهيرا جسد شخصيته النجم الامريكي نيكولاس كيدج في فيلم «لورد اوف وور» في عام 2005  إلا أن الاعلام الروسي يوصف سجنه بالظلم والانحياز.

 

تكشف التقارير العالمية المزيد من التفاصيل حول فيكتور بوت وهو رجل الاعمال والضابط الذي يجيد عدة لغات وكذلك يمتلك العديد من الوثائق وجوازات السفر ليصبح من الصعب على السلطات الأمريكية تحديد عمره الحقيقي، إلا أنه في منتصف الخمسينيات من عمره، وتم إلقاء القبض عليه في تايلاند فى عام 2008 بعد أن نجحت عناصر وكالة المخدرات الأمريكية في التنكر ليقنعوه بكونهم اعضاء جماعة القوات المسلحة الثورية بكولومبيا وقام بإمدادهم بمائة صاروخ أرض جو ليتم الإيقاع به ومحاكمته امام المحكمة الجنائية في بانكوك بتايلاند، وفي عام 2009 تم تسليمه للسلطات الامريكية؛ ليصنف بالمتهم الاخطر في تجارة السلاح الدولي على مدار سنوات حيث يتولى مهمة تسليح الجماعات الإرهابية الاكثر عنفًا حول العالم.

 

 وأًدين فيكتور بوت امام المحكمة الاتحادية في الولايات المتحدة بتوزيع أسلحة على المنظمات الإرهابية، وهو ما كشف عنه «بريت بهارا» المدعى الأمريكى في منهاتن اثناء محاكمته حيث أشار إلى قيامه بجمع اسطول من طائرات النقل لتوزيع الأسلحة العسكرية في البؤر المشتعلة واماكن الصراعات والثورات حول العالم فى التسعينيات، وأسهم في اشعال تلك المناطق ببيع الاسلحة لجماعات مثل القاعدة وطالبان، وخطط بوت لتجارته حين استغل ازمة انهيار الاتحاد السوفيتى بثلاث طرق منها استغلال الطائرات المُهملة في مهابط الطائرات المتنوعة من موسكو إلى كييف حيث عجزت عن التحليق بسبب نقص الصيانة والوقود بسبب نقص المال، وكذلك استغل المخازن المليئة بالأسلحة التي تخلو من الحراسة بسبب انقطاع مرتباتهم واموالهم وفي نفس الوقت جذبه الطلب المتزايد على تلك الاسلحة من الجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية.

 

تلقى بوت حكمًا بالسجن المؤبد في ابريل 2012 ويقضي عقوبته في سجن ماريون بإلينوي، وبجانب الحكم القضائي الصادر ضده قامت السلطات الأمريكية ايضا بتجميد أصوله على اراضيها منذ عام 2004 وحظر أي انشطة مالية دون الاكتراث إلى تبريراته بقيامه بنشاط تجاري دون الإتجار في السلاح.

2 - المحاكم الروسية تحكم على لاعبة السلة الأمريكية بـ 9 سنوات

  مثلت نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر مؤخرًا أمام المحكمة الروسية بعد اعتقالها بتهمة حيازة مادة مخدرة حيث ألقت السلطات الروسية القبض عليها في فبراير الماضي  في مطار شيريميتيفو بموسكو وتجري محاكمتها حيث  واجهت عقوبة  السجن ٩ سنوات وأشارت إلى عدم قصدها ارتكاب أى جريمة او مخالفة القانون عن عمد.

اثناء جلسة المحاكمة الاخيرة فاجأت جرينر فريقها القانوني باعترافاتها حيث أكدت؛ انها اضطرت لحمل زجاجة مكونة من زيت الحشيش أو القنب فى حقيبتها بسبب تعجلها فى تحضير اغراضها قبل السفر ولم تعرف انها مادة مخدرة محظور تداولها في روسيا.

 كشفت الصحف الأمريكية؛ أن اللاعبة تعرضت لانتقادات عديدة بسبب اعترافاتها بالتهم الموجهة لها في روسيا دون الاكتراث إلى نصائح عائلتها ومحاميها والخبراء القانونيين لتفاجئهم جرينر امام المحكمة بقولها «اود أن أعترف بالذنب، لكن لم أقصد ولم أرغب في مخالفة القانون»، وهنا رجحت التقارير الامريكية إدانتها بشدة مشيرة إلى أن اغلب المحاكمات التي تتم في روسيا يتم فيها تأييد الاتهامات بعكس اعتقاد اللاعبة أن الحكم سيتم تخفيفه لأنها اعترفت بالذنب على غرار المحاكمات الامريكية إلا أنه يمكنها الاستئناف على الحكم فور صدوره أو التقدم بطلب العفو عنها وبعد الجلسة جددت عائلة جرينر مناشداتها للرئيس بايدن لتكثيف الجهود والاتصالات لإطلاق سراحها باعتبارها احدى اشهر لاعبات دوري كرة السلة للمحترفات وحصلت على الميدالية الذهبية مرتين في السابق.

3 - اعتقال جاسوس اميشيجانب قبل حضوره حفل زفاف في موسكو

 يُحتجز جندي البحرية وخبير المعلومات الامريكي بول ويلان -52 سنة- في روسيا منذ عام 2018 بعد تلقيه اتهامات بالتجسس ليتلقى حكمًا بالسجن 16 سنة.

تعرف قضية بول ويلان بإسم قضية «جاسوس ميشيجان» حيث فوجئ باقتحام عملاء روس غرفته بأحد فنادق متروبول بموسكو واعتقلوه  اثناء استعداده لحضور حفل زفاف أحد اصدقائه بموسكو، وقضى بول عاما ونصف في السجن قبل إدانته في يونيو 2000 وتمت محاكمته سرًا بعرض أدلة إلكترونية تدينه بالتجسس وسط حضور دبلوماسي امريكي واحتجاجات المتهم الذي وصف محاكمته بعرض إعلامي ظهر فيه وكأنه جيمس بوند في مهمة تجسس دون محاكمة جادة، كما تحمل قضيته اهتمامًا عالميًا لحملة الجنسية  الايرلندية والبريطانية والكندية ايضا.

كشفت واشنطن بوست تفاصيل قصة السجين بول الذي عمل كضابط شرطة في تشيلسي بميشيجان ضمن قوات إنفاذ القانون من عام 1988، ثم اصبح نائبًا لعمدة مقاطعة امريكية صغيرة، كما تولى مهام إدارة تقنية المعلومات في اشهر شركات التوظيف والتحق بسلاح مشاة البحرية كجندي احتياط في عام 1994، وشارك في الخدمة العسكرية في العراق وتمت إدانته امام محكمة عسكرية في يناير 2008 بتهم عديدة تتعلق بسرقة أكثر من 10 آلاف دولار تسببت فى حبسه لمدة 60 يومًا وتخفيض راتبه  وطرده من البحرية الأمريكية بتهمة السلوك السيئ، وتكرر سفر بول إلى روسيا بسبب دراسته اللغة الروسية اثناء خدمته العسكرية إلى أن تم القبض عليه من قبل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وعلق ضباط سابقون في وكالة المخابرات المركزية على اتهامه مؤكدين أن الوكالة الامريكية لن تجند ضابطا لديه سجل عسكري مماثل لسجل بول ويلان ، كما لن تترك ضابطا مكشوفا دون جواز سفر دبلوماسي في روسيا مشيرين إلى أن اعتقاله مرتبط بالتوتر بين روسيا وامريكا حيث تم احتجازه في سجن شديد الحراسة في  جنوب شرق موسكو دون اتمام مفاوضات سابقة لإطلاق سراحه.