فتيات الأسكوتر.. تحدين نظرة المجتمع ونجحن في اتخاذه مصدر للدخل

فتيات الأسكوتر
فتيات الأسكوتر

استطاعت المرأة المصرية اقتحام الكثير من المجالات التى كانت مقتصرة على الرجال لفترات وعقود طويلة، واستطاعت أن تثبت كفاءتها بجداره فى هذا، ومن بين تلك المجالات كان قيادة الاسكوتر، الذي لم يكن أحد يتخيل فى بدايته أن تقوده فتاة، لما له من طبيعة خاصة تناسب الرجال أكثر، ولكن نجحت الفتاة في تحدي نفسها ونظرة المجتمع، وتمكنت من قيادة الاسكوتر بمهارة فائقة، بل واتخذت منه بعضهن مصدرا للدخل.
نرصد في السطور التالية نماذج قررت ونجحت في تعلم وتعليم قيادة الاسكوتر...


أمنية.. حلم منذ الطفولة
"أنا بحب الاسكوتر والموتوسيكلات بشكل عام، وكانت تراودنى فكرة امتلاك أى منهم منذ أن كنت طفلة" هكذا أعربت أمينة سيد عن حبها لقيادة الاسكوتر منذ صغرها، قائلة "قبل ما الاسكوتر يطلع كنت نفسى اجيب موتوسيكل، بس أهلي لم يتقبلو الفكرة".


متابعة أنه في مرحلة الجامعة بدأت في تعلم قيادة الموتوسيكل، ولكنها كانت تجد صعوبة في ذلك، ولم تجد من يشجعها، ولم يكن لديها توازن كافي للتحكم فى القيادة، ولم تتنحى عن الفكرة، وظلت ٤ سنوات تحاول اقناع أهلها، وكانت تبحث عن أماكن بيع الأسكوتر وأسعاره، وقررت أن تتعلم، قائلة "قلت انا مش همشى ورا كلام حد خالص، وهشجع نفسى، ومش عايزة تشجيع من اى حد".


واستطاعت أمنية أن تتعلم قيادة الاسكوتر فى أربع حصص فقط، وبدأت فى محاولة اقناع أهلها بأن تجعلهم يشاهدو فيديوهات لها وهى تتعلم، واستطاعت اقناعهم وقامت بشراء اسكوتر بعد شهرين من تعلمها القيادة.


لافتة إلى أن والدها أصبح ينزل معها في البداية، وعندما وجد أن هناك الكثير من الفتيات حوله معهم اسكوتر أطمئن، وأصبح يتركها تنزل بمفردها، وبدأت تبحث عن جروبات خاصة بالفتيات وقيادة الاسكوتر، إلى أن أصبحت متمكنة.


وبعد أن تمكنت من الأمر فكرت أمنية في تعليم الفتيات، والتحقت للعمل بالاكاديمية التى تعلمت هى بها القيادة، موكدة أن الموضوع سهل، ولكنه يعود للشخص نفسه ورغبته فى التعلم.


وأشارت إلى أن هناك نسبة بسيطة ترفض الموضوع "بيبصولنا بقرف" ولكن الغالبية العظمى أصبحت ترى الموضوع عادى وتتقبله بل وتشجعه، قائلة "خاصة وأن كل شوية عددنا بيزيد ف الشوارع حتى المناطق الشعبية" مستكملة "وكمان ممكن حد يبصلك يحيكى او يدينى كلكس يقولى عاش، والبنات والستات بيبصولى ويبتسموا وبيكونوا فرحانين".


ولاء .. اسست صفحة "سوقي اسكوتر"
ولاء زهير 32 سنة زوجة وأم لطفلين، أستطاعت أن تجعل من هواية قيادة الاسكوتر التى واجهت الكثير من الصعاب والمعارضات لتحقيقها وظيفة تحبها وتزيد من دخل أسرتها، فقد كانت تحلم به منذ طفولتها، وكانت تراه حلم مستحيل لاقتصاره على الرجال فقط.


واجهت في البداية صعوبة في اقناع زوجها "جوزي في الأول لم يكن موافق وكان خايف عليا من الشارع، بس بعد كده اقنعته بالفكرة، واشترى هو كمان موتوسيكل وبقى بيدرب معايا".


تعلمت ولاء القيادة من 9 سنوات، وأصبح معها اسكوتر خاص بها منذ 4 سنوات، وأضحت "الموضوع بدأ استخدام شخصي للتنقل به، والابتعاد عن زحام المواصلات، وكنت أعتمد عليه في توصيل أطفالي للحضانة وبعدها أذهب لعملي". 


متابعة "بدأت الكثير من الفتيات سواء حولي أو ممن يشاهدونى على الطريق عن الموضوع، وكيفية التعلم، ووجدت أن هناك الكثير من الفتيات لديها حب وشغف بالموضوع، ولكن ليس لديها فكرة عن كيفية التصرف، خاصة ونحن في مجتمع شرقي لا يتقبل هذا بسهولة".


وقتها قررت ألاء أن تدشن صفحتها على الفيس بوك "سوقي اسكوتر" ومن خلالها استطاعت مساعدة البنات وتعليمهم، وبدأت في تعليم الفتيات قيادة الاسكوتر من حوالى 4 سنوات، وأصبح معها مدربين من الجنسين في القاهرة والمحافظات.


من أهم مميزاته كما أوضحت ألاء أنه يوفر وقت وأموال ومجهود، بالاضافة إلى الابتعاد عن زحام المواصلات، وأزمة "الركنة" للسيارة التى يعانى منها الجميع في ظل الزحام الموجود بالشوارع.


انتقادات عديدة كانت توجه إلى ألاء لكونها فتاة تقود اسكوتر وتعلم الفتيات قيادته، إلا أن الغالبية العظمة كانت تشجعها، ولم تؤثر فيها النظرات والأراء السلبية، خاصة وأن الكثير من السيدات تشجعن وأصبح باب رزق للكثير منهن.


منذ أكثر من عام أتجهت مى محمد لتعلم قيادة الاسكوتر بعد أن عانت كثيرا مع وسائل المواصلات والزحام فى الطرق، فكان هدفها الأساسى كما أوضحت "الرحمة من بهدلة المواصلات"، متابعة أنها كانت تتعرض للكثير من المواقف السخيفة بسبب التأخير ، قائلة "هو منجز جدا وأسهل من المواصلات".


مي: سواقته سهلة جدا
كان قيادة اسكوتر واحد من أحلام مي منذ سنوات، إلا أنها لم تستطيع وقتها اتخاذ القرار بامتلاكه وقيادته، مؤكدة أن الموضوع ليس صعبا "سواقته سهلة جدا، وأنا بحبها قوى وبكون مستمتعة أنا راكبة وسايقة فى الطريق".


مضايقات بسيطة تتعرض لها مى بكونها فتاة تقوة اسكوتر، إلا أنها لم تلتفت لها ولم تؤثر فيها، "أغلب اللى بقابلهم ناس ايجابية بتشجعنى، وقليلين من المرضى اللى بيعلقو بشكل سلبي".

اقرأ أيضا : «الاسكوتر الكهربائي الإسعافي».. سرعة في الوصول للمصاب وصديق للبيئة