الخبراء: مادة إعلانية وليست إعلامية معظمها لا يناسب الواقع

رغم كثرة عددها.. ما جدوى برامج الطبخ للأسرة المصرية؟

رغم كثرة عددها.. ما جدوى برامج الطبخ للأسرة المصرية؟
رغم كثرة عددها.. ما جدوى برامج الطبخ للأسرة المصرية؟

رغم الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة الغذاء التى يعانى منها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية جائحة كورونا تارة والحرب الروسية الأوكرانية تارة آخرى وهى الأزمات  التى أثرت بشكل مباشر على مصر، والتى تعتمد على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا وارتفاع أسعار الطعام فى الآونة الأخيرة مازالت ظاهرة برامج الطبخ تسيطر على الفضائيات وتعرض الوصفات بشكل يحبط أغلب المشاهدين بسبب كثرة المنتجات المستخدمة فى صناعة الوجبات.

وذلك للترويج لهذه المنتجات والتى يضر بعضها بالصحة العامة ولا يوجد رقابة على الوصفات الغذائية المستخدمة وهو ما يجعل معظم هذه البرامج فى واد وأغلب الأسر المصرية فى واد آخر فهل تحقق هذه البرامج أى فائدة لمعظم ربات البيوت المصريات؟

التى يجب أن توجه لهم هذه البرامج لتعلم فن الطهى بعيدا عن الوصفات التى من الصعب على المشاهد العادى تنفيذها والتى تصل إلى حد التعقيد أم أنه من الممكن أن تكون مفيدة وسهلة على الجميع لتساهم فى الارتقاء بالمطبخ المصرى.

مسئولية القنوات
أكد د. محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن ظاهرة برامج الأكل لديها جوانب سلبية وجوانب ايجابية بلا شك، حيث يقدم التليفزيون الأمور التى تهم المشاهدين والتى منها بالتأكيد الطبخ.

ولكن المشكلة الحقيقية فى أن برامج الطبخ زاد عددها بشكل كبير والبعض منها يقدمها طهاة متميزون والاخرون يقدمها من لا يستطيعون تقديم إفطار لطفل يذهب للمدرسة فى الصباح.

وبالرغم من الإقبال على هذه البرامج التى نجح منهم برامج مثل الشيف الشربينى وبعدها زاد عددها بشكل كبير مثل كل شىء ينجح فى مصر ويريدون تقليده فلا يوجد أى ضوابط لها.

وهذه المسئولية تقع على عاتق القنوات وليست على المجلس الأعلى للاعلام فهى ظاهرة استفحلت وكان نتيجتها التوسع الشديد لأن مسألة الاكل محبوبة جداً عن المصريين ويجب على القنوات إعادة النظر فى المحتوى.

ومقدمى هذه البرامج لترشيد الاستهلاك لان الوضع الاقتصادى أصبح صعبا.. فمن السيئ تحريض المصريين على الاسراف فى الاكل ويجب مراعات تكلفة الاكلات المعروضة ومصدرها ونوعيتها بالإضافة إلى إعادة انضباط المكالمات الهاتفية وأنا معجب كثيرا ببرنامج «على اد الايد» لأنه يراعى هذه المسألة . 


خطط واضحة
وأضاف د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة انه للاسف الشديد هناك عدد من البرامج أصبحت قائمة على نفس المضمون منذ بدايتها حتى نهايتها فبرامج الطبخ لا تختلف كثيراً عن برامج كرة القدم فهما لا يستهدفان رسالة واضحة.

ولكنها تستهدف أداء تكتيكى لعرض محتويات غذائية ومنتجات بعينها لصناعة اكلات، حين يتحول الطهاه ولاعبى كرة القدم إلى قادة رآى وتتواصل برامجهم حتى 11 مساء و 2 بعد منتصف الليل هذا شئ ليس فيه توازن وكل شئ لا يراعى فيه التوازن يصبح سئ وللاسف الشديد البرامج المطبخية ليس فقط هى من تعرض هذه المادة بل برامج التوك شو ايضا اصبحت تستضيف اصحاب المطاعم المتخصصة فى اى نوع اكل مثل الفول او السجق.

وتقديم اكبر دعاية له مستغلة غريزة الأكل للمشاهد.. فلا يوجد خطط واضحة للبرامج الاجتماعية ويتم تقديمها بشكل عشوائي.. فهناك مثلا برامج عديدة من تقديم فنانين يتحدثون فى امور تخص المشاكل العائلية والمراة بدون اى خبرة لهم فى هذا المجال.. فلابد من وضع خطط وضوابط خاصة لضبط منظومة البرامج الاجتماعية.


الوصفات غالية
وترى د. ماجى الحلوانى عميد كلية إعلام القاهرة الأسبق أن انجذاب المشاهدين لمتابعة برامج الطبخ دليل قاطع على نجاح هذه البرامج وانها نجحت فى تحمل مسئولية الأكل وطريقة صناعته وان كل مقدم لهذه البرامج يعلن عن نجاحه فى تقديم وصفات معينة يستفاد منها الجمهور المتلقى للمحتوى الإعلامى.

والإقبال الكثيف على هذه البرامج يأتى من فئة الزوجات وذلك لأنهن يردن اسعاد ازواجهن وابنائهن من خلال التجارب الجديدة للأكل وهذه الوصفات تكون ناجحة أحيانا وتارة اخرى غير ملائمة للأسرة المصرية وغالبا ما نجد ان أسعار الوجبات غالية جداً مقارنة بالاكلات المصرية البسيطة.

ولابد من أن يقدمها شخص خبير فى هذا المجال ويقدم كل يوم فكر متطور ووجبات صحية على مدار اليوم فالخبرة ضرورية فى هذا المجال. 


شغل ساعات البث
وأوضحت د. ميرفت الطرابيشى عميد كلية إعلام 6 أكتوبر الأسبق إن الهدف من وجود هذه البرامج على الفضائيات هو شغل ساعات البث، بالإضافة إلى استخدام منتجات طبخ غالية بدلاً من المنتجات العادية.

وذلك من أجل الترويج لهذه المنتجات سواء كانت نوع صلصة أو زبدة أو سمن أو أنواع معينة من المنتجات المصنعة المستخدمة لتحريض المشاهدين على استخدامها فى المطبخ مما يحقق أرباح مالية طائلة لهذه الشركات فهى برامج تجارية من الدرجة الأولى.

وغالبية الجمهور يفضلون مشاهدتها للترفيه وليس بشرط التعلم منها وهو الأمر الذى دفع البرامج التليفزيونية لجذب نسب كبيرة من المشاهدين والتى تمكنهم وضع العديد من المنتجات الاعلانية داخل مادة البرامج والربح من وراءها.

فهذه البرامج ليس لها أى تأثير ثقافى على المشاهدين ولكنه تأثير ترفيهى فقط ولا يوجد به رسالة اعلامية تؤكد أن الاكل المعروض صحى بل أحيانا يكون دسم ومضر بالصحة بسبب كثرة المنتجات المستخدمة.. برامج الطبخ هى برامج إعلانية وليس إعلامية.


غير هادفة
وأكد د. حسن على عميد كلية بنى سويف الاسبق ان ظاهرة انتشار برامج الأكل على الفضائيات هو أمر زاد عن حده ويجب تحييد هذه البرامج غير الهادفة والعمل على تقديم برامج لتثقيف العقول.


متعة الأكل
وتقول د. هالة منصور خبيرة علم اجتماع أن سبب اقبال المشاهدين على هذه البرامج هو البحث عن التنوع والناس تشعر بسعادة أثناء مشاهدتها بسبب أنها تعلم أن «الأكل متعة».

وبالتالى تنظر إلى هذه البرامج من هذا المنظور وهو استكشاف الجديد حول هذا الامر وهناك العديد من المشاهدين يحاولون تقليد هذه البرامج من أجل التعلم منها.

ولكن الغالبية يشاهدون هذه البرامج بدون الاستفادة منها بل إن محور المكالمات غالبا يكون بعيدا عن المحتوى الذى يتم تقديمه وهو الاطمئنان على مقدم البرامج وبكلمات مثل»عايزين نشوفك» و»بنحبك» كلها رسائل لمداعبة مقدمى البرامج بدلا من الاستفادة من أكل صحى يتم تقديمهم لتنمية الصحة الغذائية للمواطنين.
 

اقرأ ايضا | تعرف على تفاصيل برنامج «ميمو روما» للطبخ