محمد قناوي يكتب: «معاوية ومبروكة والحشاشين»

محمد قناوي
محمد قناوي

بدأ صُناع الدراما المصرية الاستعدادات لتقديم أعمالهم الدرامية التى يتم عرضها فى الموسم الدرامى الأطول خلال العام وهو موسم رمضان، وحسب ما تم الإعلان عنه حتى الآن من أعمال، فإن المشهد الدرامى مبشر بالخير، وانه سيكون متنوعا وثريا أيضا، فهو يشهد عودة نوعية من الدراما كانت غائبة طوال السنوت الماضية وهى الدراما التاريخية والدينية من خلال مسلسل «معاوية بن أبى سفيان» الذى سيخرجه طارق العريان فى أول تجربة تليفزيونية له وهو عمل يتناول فترة تاريخية هامة، وهى الفتنة الكبرى، التى أحدثت شرخًا للأمة الإسلامية، والتى بدأت بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، مرورا بتولى الإمام على «رضى الله عنه وكرم وجهه»، ثم استشهاده وتولى الحسن، ثم تنازل الحسن وتولى معاوية، وتولى يزيد، وحتى استشهاد الحسين فى كربلاء، والعمل الثانى يكتبه الكاتب عبد الرحيم كمال بعنوان «الحشاشين» الذى يدور حول جماعة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح وهى واحدة من الجماعات التى تبنت الفكر المتطرف منذ عدة قرون، وهى بداية المجموعات المتطرفة والإرهاب فى العالم، وهذه النوعية من الدراما نحتاج إليها دائما لصياغة العقل المصرى ونشر الفكر التنويرى والتصدى للانغلاق والتشدد الفكرى البغيض، اما العمل الثالث فهو مسلسل يكتبه المبدع محمد جلال عبد القوى عن نموذج مشرف للأم المصرية وهى «مبروكة خفاجي» المولودة عام 1879 الفلاحة المصرية الأمية المطلقة، والتى ربت بمفردها ابنها الوحيد بعد طلاقها بسبب الفقر حتى أصبح أول عميد مصرى لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول «القصر العينى حاليا» ورئيسا للجامعة، ووزيرا للصحة ومؤسس اول نقابة للأطباء.

هذه أعمال راقية فنيا ترتقى بالفن المصرى وتجمع بين المتعة والرسالة التى تسهم فى صياغة العقل، وتنتمى لنوعية الأعمال التى ينادى بها دائما الرئيس السيسى والتى تستهدف بناء الوعى الحقيقى بما فيه الوعى الدينى لتحصين الشباب والصغار ضد التطرف الفكرى.

لذلك يجب أن يتنبه صُناع الدراما وهم يستعدون لموسم رمضان 2023، أن الدراما المصرية حقققت نجاحات كبيرة فى الموسم الماضى من خلال أعمال متميزة، لذلك يجب عليهم الحفاظ على هذا التميز، على مستوى اختيارات النجوم الأكفأ والموضوعات الجادة من الناحية الوطنية والاجتماعية وحتى على مستوى الإثارة والتشويق، مع مراعاة المضمون والجودة والمتعة التى يقدمها العمل.