صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب : وطنية القس أندرية ولجنة الحريات الدينية

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

عندما أطلق قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تصريحه الوطني الشهير نحن يمكننا العيش في وطن بلا  كنائس أفضل من كنائس بلا وطن وذلك عقب أحداث فض رابعة والنهضة في عام 2013 وتعرض عشرات الكنائس في مصر  للحرق.


هذا التصريح لم يعجب بهوات التطرف الفكري والديني وأيضا بعض المرضى وأصحاب السبوبة  وكأن لسان حالهم يريدون هدم المعبد على من فيه ومن ثم لا بقاء لوطن ولا لكنائس أيضا وان شئت الدقة ولا لأي دور العبادة بالمرة.


قد يكون أعتراض تلك الفئة القليلة من المجتمع لأنهم ربما لا يدركون سواء عن جهل أو عن قصد معنى بمعني كيف تكون وطني وتخاف على بلدك، وقد لايعرفون معني أن تكون مسئول وتتحمل المسئولية تجاه بلدك وناسك وكيف تضع أمانة الكلمة تجاه الوطن فوق كل إعتبار، ولكن يمضي هؤلاء وتبقى كلمات قداسة البابا تواضروس الثاني  مضيئة وراسخة ونبراسا لنا في حب الوطن وستبقى على مر الزمان مهما كانت التحديات والتضحيات وتذهب عنترة  هؤلاء المتربصون بإنتقاداتهم إلي غير رجعة، وبكل ٱسف هؤلاء موجودون في كل زمان وكل مكان وربما عن جهل أو عن دون قصد مثلما ذكرت أو لمصالح قد تدفع البعض منهم لمحاولة النيل من هؤلاء القادة الدينيين أو من الوطنيين الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل إعتبار حتى لو تحملوا بعض المتاعب من قبل فئات ليست رشيدة في المجتمع والتي تصيب الجميع في الغالب بشذرات غير مقبولة، ليس فقط  القادة الدينيين أو المسئولين وستظل تلك الشذرات موجودة طالما وجد تلك الفئة  المتطرفة والمتربصة سواء  هنا أو هناك.


أكتب ذلك بمناسبة ما تناوله  تقرير جاء في مطبوعة صادرة في الولايات المتحدة الأمريكية تتناول مستقبل الحريات الدينية في بعض الدول ومنها مصر بطبيعة الحال .. هذه المطبوعة  تحاول النيل من رجال وطنيين بل هم رجال  من طراز فريد .. منهم مثلما ذكرت المطبوعة صراحة  أحد القادة الدينيين ليس في مصر فقط ولكن في الشرق الأوسط قاطبة هو الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر  من خلال ما أسمته مقابلة له  أمام مايسمي بوحدة شئون الحريات الدينية بالشرق الادني بوزارة الخارجية الأمريكية وبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي ذات الصلة بتلك اللجنة.


حقيقة كثيرا ما كنت قاسي على هذا الرجل في بعض كتاباتي  لما  كنت أراه من وجهة نظري الخاصة يحتاج إلي أعادة النظر دون أن يكون كلامي على محمل  أن الرجل مقصر في أداء واجبه، بل على العكس فقد طرحت ما طرحت على أساس أرى فيه الرجل المناسب والذي يمتلك الفكر والقدرة على طرح مناقشات وإدارة حوار لما تتطلبه طبيعة المرحلة ويقيني أنه رجل دولة ودين من طراز فريد ..يمتلك الحجة والبرهان والقوة والوطنية في كافة ما يتخذه من قرارات في إدارته لأمور الطائفة الإنجيلية سنوات وسنوات قادمة  وسط قادة  أفاضل موجودة بالطائفة مع رؤساء المذاهب الإنجيلية المختلفة،  وغيرهم من القادة الدينيين، وتبقى وطنيته وحبه لأهله وناسه وكنيسته ليست محل شك من كل العقلاء. 


ومن هنا أتناول بعض ما كتبته تلك المطبوعة الصادرة في الثاني من أغسطس الجاري أي منذ أيام قليلة وهو ما لا في عقل ولا في ذهن الدكتور القس أندرية زكي والتي أعتبرت أن مروره ومقابلة بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي والمسئولين عن ملف  الحريات الدينية في الولايات المتحدة وتوضيحه لبعض الحقائق وتفنيد ما تثيره مثل هذه  اللجان في ملف حقوق الإنسان والحريات الدينية  في مصر  إنما هو على حد تعبير المطبوعة الجائر إنما يأتي من قبيل إرضاءا للحكومة  المصرية وكأن الدكتور القس أندرية زكي ليس مصريا ..بل أن شئت الدقة هو جزء من الحكومة المصرية وهم لا يدركون أن الكنيسة بمختلف طوائفها هي  جزء من الدولة المصرية ولا ينبغي أن تكون بمعزل عن مؤسسات الدولة  بل هي مع مشيخة الأزهر يشكلان قمة الهرم لمؤسسات الدولة المصرية، و حائط الصد الاول لما قد يحاك ضد بلدنا في الخارج من قبل تلك الجهات المتربصة و التي تطبع وتمول منشورتها الغير محايدة في  الخارج والا ماذا كانت تلك الجهات المعنية بحقوق الإنسان عندما إحترقت الكنائس وتعرض الكثيرين من جنودنا الأبرياء للقتل والذبح على يد جماعات التطرف والإرهاب؟!


وماذكرته تلك المطبوعة عن الدكتور القس أندرية زكي في أنه تحدث مجملا موقف الدولة المصرية تجاه تلك الحقوق والحريات أنما هذا قمة الوطنية وهذا ليس بغريب عنه وقد أصاب عندما وجه كلماته الوطنية في حق بلده ولسانه حاله يقول نحن في مصر نعيش معا ونعاني معا ونبني وطنا واحدا معا ولا فرق بين مصري وٱخر ولا يوجد من هو خارج مصر يضع وصايا علينا ..نحن وطنيون حتى النهاية أمام من يضع خنجر الفرقة بيننا كمصريين، وهو كلام لن يكون على هوى تلك اللجان المسماة بالحريات الدينية والتي عليها أن تستقي تقاريرها من المخلصين داخل الوطن وليس من خارج الوطن لأن أهل مكة أدرى بشعابها مثلما يقولون إذا كانت تلك اللجان تريد الخير وحسنة النية. 


ولعل أعتقد ويعتقد كل الوطنيين أن دور المؤسسات الدينية لم يعد يقتصر فقط على العظات المنبرية ولكن أصبح شديد الحاجة إلى أن يمتد أيضا إلي الدور المجتمعي والى  كل ما يهدد أمن الوطن ويتعاظم هذا  الدور  في تصحيح بعض المفاهيم والمغالطات التي يتعرض لها الوطن سواء كان في الداخل أو في الخارج وأن ما قام به  القس الدكتور أندرية زكي في تصحيح تلك المفاهيم التي تسود عقلية القائمين على  تلك المنظمات والمؤسسات إنما هو دورا وطنيا نعتز به كمصريين قبل كوننا مسيحيين، بل أن ذلك مدعاة للفخر لنا ونثمن ذلك الدور الوطني له وأن يكون هذا منهجنا كما علمنا الانجيل.


وعلينا أن نضع في الاعتبار أن محاولة النيل من القادة الدينيين ستظل موجود على مر التاريخ طالما وجد مثل هؤلاء الباحثين عن مصالح شخصية ومٱرب ليست سوية ولكن بكل تأكيد سوف تتحطم كل تلك المحاولات، لأن ذلك  لن يستهوي الوطنيين بل يقف السواد الأعظم من الإنجيليين بل وكل المصريين  بقوة خلف القيادة الإنجيلية المخلصة  وعلى رأسهم بكل تأكيد  القس أندرية زكي ليس مجاملة ولكن لوجود معطيات وطنية على أرض كنسية تؤيد ما يرجوه ويتمنوه من قادتهم، أضف إلى أنهم  يعوون تماما معنى  كلمة وطن وكلمة كنيسة وأن القادة الدينيين الذين حابانا الله بهم سيظلون رموز دينية عظيمة كالبابا تواضروس والقس أندرية زكي والأنبا إبراهيم إسحق قادة الأرثوذكس والإنجيليين والكاثوليك كدعاة فخر لنا ويكن كل المصريين لهم مع قادة الأزهر والأوقاف والديار المصرية كل الٱحترام والتقدير كقادة وطنيون يعملون على أرضية وطنية راسخة أمد الدهر.


أعود وأقدم التحية للقس أندرية زكي على ما قراته في هذا التقرير ممن قمت بتوضيحه وما  كتبته عنك  تلك المطبوعة وهو كلام  يصل إلي حد التشريف والفخر  لنا وهو ما ذكرته لمن أرسله لي وذلك عقب وصول هذا التقرير  باللغة الإنجليزية واعدت ترجمته وقرأته جليا وسعدت بكل كلمة جاءت على لسان القس أندرية زكي  وما كنت أقبل منه كمصري أولا  وكمسيحي ثانيا  غير ما ذكرته تلك المطبوعة  وهو أنه يحابي الدولة المصرية على حد تعبير كاتب التقرير وهو كلام يجافي الحقيقة تماما بل أن ما قاله هو عين الصواب أمام تلك الإفتراءات التي أعتادت مثل هذه المطبوعات على تكرارها وهي إفتراءات متعلقة بحقوق الإنسان في مصر قاطبة وحقوق المسيحيين بشكل خاص. وأن وقوف رئيس الطائفة الإنجيلية  مع دولته  في كافة المحافل الدولية هو دورا لايغيب عن قيادة تمتلك الوعي والوطنية ممثلة في  القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر وأحد قادة رجال الدين في العالم أجمع.


على أنني أحسب أن ماسطرته بقلمي ليس ردا على ما كتبته تلك المطبوعة لأن هذا الإتهام مثلما ذكرت إنما  هو تشريفا لنا وعندما تكون لدينا مشكلة أو أمرا معينا لن نقوله ونطلبه إلا من داخل دولتنا وبلدنا الحبيبة والتي بقيت ومازالت موجودة ويتم فيها البناء  رغم ما نعانيه كدولة  من مشاكل إقتصادية تؤرق بعض المواطنين لكن في النهاية نحن نملك دولة بقيادة سياسية واعية برئاسة الرجل الذي أعادها لنا أى أعاد الدولة المصرية لنا أرضا وشعبا هو فخافة السيد  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حفظه الله لنا وحفظ مصر شعبا وقيادة  أبد الدهر .


وأتصور أن ما كتبته في مقالتي هذه عن تلك المطبوعة وماجاء فيها  ربما لم يقرأ القس أندرية أو يرى  تلك المطبوعة وربما لم يدر بذلك  ولكن وجب علينا كأقلام وطنية أن نقطع كل من يثير فينا من تصرفات قد تمر على بسطاء الناس أو حتى على مروجينها دون فهم حقيقي لدور تلك القيادات الدينية في خضم تلال المشاكل والتحديات التي تواجهها في سبيل القيام بدورها وترسيخ الدور المجتمعي الذي تقوم به تلك المؤسسات، مع الوضع في الاعتبار أنه حتما وبكل تأكيد لم ولن يحدث أن أرضت أي قيادة أو كاتب أو مسئول كل الناس ولكن لابد و أن وجهات النظر المختلفة المتباينة والتي تكون صحية هو التي  تبني مجتمعا  قادرا على مواجهة التحديات ولكن بشرط أن تكون تلك الإختلافات في وجهات النظر، والتي لا تصل إلى حد الخلافات قائمة على الموضوعية وخالية تماما من أية مصلحة خاصة ولكن يجب أن تصب في مصلحة الكيان والدولة معا.


ومن ثم لم يزعجني  بل أرتاح قلبي عندما ذكرت بالخطأ هذه  المطبوعة أن القس أندرية قام  بمحاباة الدولة المصرية على حساب المسيحيين وهو كلام عار تمام من الصحة ومزاعم تلك المنظمات وهذا إفتراء منها على رجل ليس في حل أن يذكر كلاما غير موجودا ولكن ماذا ونحن قد أعتدنا علي ذلك  من قبل تلك المنظمات وهذا ليس غريبا عنها  وهم الذين يتحدثون ويكتبون ما يروق لهم من حقوق وجدت فقط في خيالهم بهدف التفريق لا التجميع وليس غريبا عما تقوله بعض مؤسسات الخارج في حق الدولة ولاسيما وأن ما طال القس أندرية زكي قد طال  من قبل قداسة البابا تواضروس الثاني عقب تصريحه الشهير الذي ذكرته سلفا في نفس المقالة  ومن ثم ما  كان مقبولا من القس أندرية زكي  أن يقول غير ذلك لأنه رجل دولة ويرى بشكل أكثر بعدا من أى من كاتبي أو مروجي تلك التقارير ولا يليق به كأحد القادة المصريين قبل أن يكون رجل دين إلا أن يقول غير  ما قال  وهو ما عهدناه منه  أمام كل متربص بالدولة المصرية والتي الكنيسة هي جزء منها.


كلام هايف ومنظمات تثير أفكار ا غير مقبولة وتنظر للأمور من زوايا ضيقة تخدم مصالحها ومصالح القائمين عليها.
وما فعله القس الدكتور أندرية زكي لمصلحة وطنه تؤكدها  تعاليم كتابية وردت في العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدس تكرس كيفية الإنتماء للوطن من خلال مبادئ وتعاليم مسيحية راسخة منذ الأزل والى الأبد سواء نحو الوطن أو نحو كل من هم في منصب.

&& ٱخر السطور


& عندما يشعر المسئول في موقعه أن الصحافة غائبة فإن دوره يترهل ويفعل في عزبته ٱسف في مؤسسته كيفما يشاء ومن ثم فإن  مصلحة الوطن أن تكون هناك صحافة قوية خالية من الإبتزال والمصالح الخاصة.


& علينا أن نتحسس الخطى في كل ما نسمعه ونراه حتى نقف على الحقيقة ..ليس كل ما نسمعه أو نراه هو حقيقة


& للمرة الألف أناشد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية أن الدقة في إختيار القيادات المحلية مطلوبة ..مازال لدينا ترهل في العديد من الوحدات المحلية والتي وضعت فيها قيادات تعمل بمعطيات الزمن القديم دون أن ترى أن الزمن قد وارى تلك الأفكار .


& سهل جدا أن تضلل الناس بعض الوقت ولكن صعب ان يستمر طول الوقت ..أشم رائحة المصالح الخاصة في بعض القسوس وبعض رؤساء المذاهب تحتاج أن تنقي نفسها بنفسها من بعض ما تعلق بها من سواد يعثر الناس ويكثر من الشر في تلك الساحة