فى المليان

الرئيس يشرح قضايا الحرب والسلام للـشعـب ولـطلبة الكـليـة الـحـربية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

فى الجولة التفقدية التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى فجر السبت الماضى 6 أغسطس بالكلية الحربية لمتابعة تأهيل وإعداد طلبة الكلية، وذلك فى حضور الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق أسامة عسكر رئيس أركان القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة، عبر الرئيس السيسى بطلاقة وشفافية عن معظم ما يجول فى أذهان المواطنين من قضايا تمس الداخل المصرى والوطن العربي، وتتعلق بالوضع الدولى الذى ينعكس فى أغلب الحالات على الأوضاع الداخلية لكافة شعوب الأرض.. 

ولعل اللقاء الذى عقده الرئيس مع طلبة الكلية الحربية وأعضاء هيئة التدريس واستمع خلاله لآراء الطلبة واستفساراتهم فى مختلف القضايا والموضوعات، مع استعراض لموقف مصر فى موضوعات السياسة الخارجية والقضايا المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط، جاء شاملاً وجامعاً..

وأكد الرئيس السيسى أن الدولة المصرية خلال السنوات الثلاث الماضية ومع تداعيات أزمة فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية كانت حريصة على أن يكون تأثيرها أقل ما يكون على المواطنين.

كما ركزت على ألا تؤثر الأزمة الروسية الأوكرانية بالنقص على السلع الأساسية فضلاً عن توفيرها بتكلفة مناسبة للمواطنين .. 

وأضاف الرئيس أن الدولة المصرية لم تعكس أبداً التكلفة الحقيقية للأسعار التى شهدت قفزة عالية خلال الفترة الأخيرة، وكانت الدولة حريصة ألا يتأثر المواطن بالارتفاع الكبير فى أسعار السلع بشكل مباشر كما حدث فى معظم دول العالم . 

وأكد الرئيس أن الدولة المصرية لديها احتياطات تكفيها حتى نهاية العام، كما قامت الدولة بسلسلة من الإجراءات كمحاولة للتخفيف عن المواطنين من آثار التضخم الذى يلف العالم كله.. 

وأشار الرئيس إلى أن الدولة تجتهد فى مجال الصناعة وهو من أكثر الملفات التى تتحرك فيها الدولة حالياً بهدف تقليل فاتورة الاستيراد وزيادة التصدير بقدر الإمكان .. 

وأشار الرئيس السيسى إلى مسألة الحوار الوطنى الذى تم إطلاقه فى رمضان الماضى فهو يستهدف - وفقاً لكلام الرئيس - وجود نقاش وحوار حول القضايا الوطنية التى تهم كل المواطنين، ومن المهم أن نسمع بعضنا حتى لو كنا مختلفين فالاختلاف سنة من سنن الكون ومش ممكن نكون موجودين كلنا بفكر واحد ورأى واحد وتصور واحد تجاه أى قضية بنتكلم فيها .. 

وتحدث الرئيس وكشف عن دور مصر فى تهدئة وتيرة الأحداث فى قطاع غزة، وأكد أن الدولة المصرية حريصة على اتصالاتها مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على ألا تكون هناك أزمات أو أحداث عنف أو اقتتال بين الجانبين، وأشار إلى أن الدولة المصرية تجرى اتصالات على مدى الساعة مع الجانبين حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة. كما تبذل جهداً كبيراً مع الشركاء الدوليين حتى تتم استعادة الهدوء والاستقرار والسلام داخل قطاع غزة ..

وهو ما حدث بالفعل ونجحت جهود الوساطة المصرية اعتباراً من مساء الأحد 7 أغسطس فى التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية بعدما أعلن الجانبان قبولهما لاتفاق الهدنة، وعبرت كافة الدول والمنظمات الدولية عن تقديرها لمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسى المتواصلة فى نصرة الشعب الفلسطينى وإعادة الهدوء والسلام إلى قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من الغارات واستشهاد 43 فلسطينياً .. 

وحول ما قدمته مصر من جهود أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى أن مصر تتطلع لتجديد الأمل لدى الشعب الفلسطينى فى تحقيق السلام المنشود والحصول على حقوقه المشروعة وفق المرجعيات الدولية وهو ما يفرض حتمية إنهاء دائرة العنف والتصعيد المتكررة سعياً لفتح الباب أمام فرص وجهود التسوية وتحقيق الاستقرار والهدوء تمهيداً لإطلاق عملية السلام بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلي، والتى من شأنها تغيير واقع المنطقة بأسرها ..

وفى نفس الوقت عبر رئيس الوزراء الإسرائيلى يائير لابيد خلال تلك المكالمة عن بالغ التقدير لدور الوساطة الناجحة لمصر خلال الأيام الماضية بقيادة الرئيس السيسى لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء على قطاع غزة ، وهو ما يرسخ دور مصر كركيزة أساسية لإستقرار منطقة الشرق الأوسط..

وحدد الرئيس السيسى موقف مصر لطلبة الكلية الحربية من الأزمة الصينية التايوانية ، مشيراً إلى أن الدولة المصرية لديها ثوابت فى سياستها الخارجية لا تتغير موضحاً أن مصر لديها سياسية ثابتة تجاه الوضع فى تايوان مؤكداً أن مصر مع «الصين دولة واحدة» وهذا لصالح الاستقرار والأمن فى العالم .. 

وحول اللجنة العربية المنبثقة من الجامعة العربية الخاصة بالأزمة الروسية الأوكرانية أشار إلى أنها تحركت فى اتجاه الاتصال مع روسيا وأوكرانيا فى محاولة لتهدئة الأمور والعودة الى المسار الدبلوماسى لإيجاد حل سياسى للأزمة بعيداً عن الحرب .. وتطرق الرئيس إلى أن الاتفاق حول خروج الحبوب من روسيا وأوكرانيا يمثل أمراً هاماً للعالم أجمع .. 

وحول الدور الحيوى الكبير الذى تلعبه القوات المسلحة لصالح الشعب فى كل الأوقات أكد الرئيس السيسى أن الشعب المصرى عدا الأشرار يقدرون الدور والجهد الذى تقوم به القوات المسلحة فى كافة الأوقات حتى فى أوقات الأزمات خاصة منذ عام 2011.

وفيما يتعلق بملف سد النهضة وحماية أمن مصر المائى قال الرئيس السيسى ان مصر اتخذت مساراً دبلوماسياً وتفاوضياً للوصول إلى حل مشيراً الى ان الدولة تلجاً فى علاج أى ازمة الى الصبر والتفاوض واتخاذ اجراءات على مستوى الدولة حتى يتم استغلال أى نقطة مياه، وإلى جانب المشروعات التى أنشأتها الدولة فى هذا الإطار، وفى كل الأحوال فإنها تتحرك فى ملف سد النهضة بهدوء وتفاوض قائلاً: الأمور ما تتحلش بالصوت العالى ولكن تتحل بالقدرة والعمل والصبر وفى الآخر مياه مصر أمانة فى رقبتنا كلنا وفى رقبتى وما حدش هايمسها إن شاء الله .. 

كما تناول الرئيس السيسى جهود الدولة المصرية الخاصة ببرامج الحماية الاجتماعية وخاصة برنامج «حياة كريمة» وقال إن الدولة تستهدف تحسين حياة المواطنين وتقليل معاناتهم فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية وما قبلها.. 

وتطرق الرئيس الى ملف الوعى وتوجيه الوعى لحماية الأمن القومى المصري، مشيرا إلى أن بناء الوعى يعتمد على العديد من الأدوات من بينها أدوات خاصة بالمجتمع ومن بينها الإعلام وكلها تساهم فى بناء الشخصية، مشيراً إلى أن بناء الوعى يشارك فيه الكل وليس شخصا واحدا..