وحى القلم

كلمة فى الثانوية العامة

صالح الصالحى
صالح الصالحى

لا حديث يعلو فى البيوت المصرية على نتائج الثانوية العامة، سواء كانت هذه البيوت تحوى طالباً اجتاز امتحان هذا العام أو بيوتاً تعاطفت مع هذا الطالب.
هذه الشهادة القائمة على نظام مبهم لا أحد يفهم ملامحه بدءاً من المناهج وحتى ظهور النتائج..

هذه النتائج التى تشير إلى أننا نتحرك نحو المزيد من الترهيب والتخويف والقلق..

وترسخ لعملية الهروب منها..

فمن يملك المال يتجه نحو الشهادات الأجنبية الأخرى بعداً عن هذا النظام الكئيب الذى يصيب الطالب وأسرته بالهلع والحزن فى نهايته..

خاصة مع عدم وجود أية عدالة بعدم القضاء على حالات الغش، الذى تطور مع الأجهزة الذكية فى أماكن تضعف فيها الرقابة على عملية الامتحانات.. وأصبحنا نسمع العجب عن النتائج فهذه لجان حاصلة على أكثر من ٩٠٪ فى حين هناك من حصل على صفر٪ وآخر على ١٢٪!!

وهذا أمر يجعلنا نتساءل أين هذا النظام الذى وعد به وزير التربية والتعليم طارق شوقى حينما تولى أمر هذه الشهادة، واعتبر ما سبقها نظاماً قديماً يستحق النسف بما يحوى من نتائج غير معبرة عن مستوى الطالب..

متسائلاً كيف لعام واحد يتحكم فى مستقبل الطالب مدى الحياة؟!..

وشعرنا بالأسى أو بمعنى آخر توسمنا الأمل فى الجديد، رغم أنه أمل اليائس من شهادة عقيمة أصبحت عقدة معقدة تصيب كل من يخوضها أو يقترب منها بمرض نفسى.

 واصيبنا بعدها بإحباط، فلم يورث نظام الثانوية العامة الرعب فقط، وإنما استمرار حالات الغش التى تمنع كل أشكال العدالة فى الحصول على المجاميع التى تعبر عن مستوى الطالب الحقيقى.

فى وقت تؤكد بعض الآراء أن انخفاض المجاميع سيجعل هناك انخفاضاً فى مؤشرات تنسيق القبول بالجامعات..

ولماذا الانخفاض من أساسه؟! وهل الامتحانات وضعت لتحطيم نفسية أبنائنا وإصابتهم بعجز وعدم القدرة على حلها، فى غياب مدرسة ومدرس يفك شفرتها!!.

بعدها يتحول الطالب للعلاج النفسى ونجتمع حوله فى محاولة لاحتواء هذا المسكين الذى أصيب بالمرض من جراء أزمة الثانوية العامة..

لا أعلم ما الهدف من الترويع وادخال الرهبة على الطلاب وأسرهم..

والتى تزيد من الدروس الخصوصية لاجتياز هذا العام..

فى وقت وعُد الجميع بأن النظام الجديد سيقضى على هذه الدروس..

باختصار مازالت الثانوية العامة بعبع كل بيت..

ومازالت تجهد الأسرة بالدروس الخصوصية..

ومازال الغش مستمراً.

ألسنا بحاجة لمواجهة أنفسنا ووضع نظام يستفيد منه الطالب فى التعليم بتحصيله علماً حقيقياً يؤهله بالفعل لدخول الجامعة..

علم يكون أساساً له يبنى عليه فى المستقبل..

أفضل بكثير من أن يكون هدفنا تعقيد أبنائنا وجعل دخول الجامعة حلماً بعيد المنال.

ولا أعلم لماذا هذه العقدة مستمرة؟! ولماذا لا نقيم التجربة بمنتهى الوضوح والشفافية، قبل عمليات التسرب من التعليم والحسرة على ما أصابنا؟!.