العلاقات متشابكة، شديدة التعقيد حتى فى أبسط حالاتها، لأننا دائماً ما ندخل فى غمار أى علاقة بكثير من التوقعات. لا أتحدث هنا عن العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة فقط، ولكن أتحدث عن كل أنواع العلاقات.
علاقة الموظف أو العامل برب عمله، وعلاقة الزوج بالزوجة، وعلاقة الحبيب بحبيبته، وحتى علاقة الأب والأم بأبنائهما. هناك دائماً توقعات ينتظرها كل طرف من الآخر بناءً على عطاءات يقدمها الفرد ويظن داخله أن الأمر سيكون شديد الوضوح للطرف الآخر بحيث يلبى توقعاته.
للأسف الشديد من الصعب أن ننفذ ما يوصونا به المرشدون النفسيون بأن نحب دون شروط، أو ألا نرفع توقعاتنا عالياً فى الشخص الذى أمامنا. الأمر أشبه بواحد من مستحيلات الحياة لأن العلاقات الإنسانية وحتى لو أنكرنا ذلك قائمة على المصالح والخدمات المتبادلة، وإلا فلماذا ارتبط بإنسان أياً كانت صفته؟ أب أو أم أو أستاذ فى جامعة أو رئيس فى العمل أو زوج أو زوجة أو حتى ابن أو ابنة؟
نحن نتوجه فى علاقاتنا بناءً على احتياجاتنا الخاصة فى الحياة، لذلك ودون شعارات صعبة التحقيق عن الحب غير المشروط، دعونا نتعلم كيف نعبر عن مكنونات صدرنا وأفكارنا بصدق، فربما قربنا وجهات النظر وعشنا سعداء!
