كنوز| أحمد بهاء الدين يوجه سهامه للصاوي وأمير الصحافة!

محمد التابعى - أحمد الصاوى محمد - أحمد بهاء الدين
محمد التابعى - أحمد الصاوى محمد - أحمد بهاء الدين

الزميل الكاتب المتميز شهدى عطية من عشاق التاريخ، متيم بأوراق الصحف والمجلات القديمة، مطلع على ما تحتويه من «كنوز» صحفية يتيح لزوار صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» الإطلاع عليها، وفى احيان كثيرة يقوم بمشاركتها على صفحة أمير الصحافة محمد التابعى عندما تكون الوثيقة الصحفية متعلقة به، وقد اتحفنا مؤخرا بمقال منشور بمجلة «صباح الخير» للكاتب أحمد بهاء الدين بعنوان «الألفاظ النابية فى الصحافة».

كتبه عندما كان رئيس تحرير «صباح الخير» ووجه فى هذا المقال سهام النقد الحاد لأمير الصحافة الأستاذ محمد التابعى، والكاتب الكبير أحمد الصاوى محمد، وكلاهما من جيل الرواد، ولم يسبق لكاتب فى عمر أحمد بهاء الدين أن يوجه سهام النقد الحاد لأمير الصحافة وزميله أحمد الصاوى محمد، لكن أحمد بهاء الدين فعلها منتقدا الألفاظ التى استخدمها الأستاذ التابعى فى مقال له أثناء العدوان الثلاثى عام 1956 الذى وصف فيه رئيس وزراء بريطانيا «أنتونى إيدين» بكلمات من قبيل «العايق» و«البغى» التى اعتبرها بهاء ألفاظا نابية يجب ألا يستخدمها كاتب كبير.

ووجه نفس الانتقاد لأحمد الصاوى محمد الذى وصف «جى موليه» رئيس وزراء فرنسا بأنه «جربوع»، وأوضح أحمد بهاء الدين كما سنرى أنه لا يدافع عن رئيس وزراء بريطانيا ولا رئيس وزراء فرنسا، إنما لا يقبل مثل هذه الألفاظ التى يعتبرها نابية، وها هو نص مقال أحمد بهاء الدين: 

الأستاذ أحمد الصاوى محمد يصف «جى موليه» بأنه «جربوع»! 

والأستاذ محمد التابعى يصف «انتونى ايدن» فيقول: العايق، البغى، ثم لا يكفيه هذا فيقول إن أصدق وصف له هو كلمة أول حروفها «ش»، وأنه لا يكتبها حتى لا يخدش بها حياء القارئات والقراء، كأنه يوضحها بهذه الإشارة..

ولم يخدش بها - بالفعل - حياء القارئات والقراء، وغير الأستاذين الصاوى والتابعى كثيرون من الزملاء الكتاب يستعملون قاموسا مشابها من الأوصاف فى الحديث عن ايدن وموليه، وأنا لا اعترض على هذا الأسلوب لأسباب تتصل بالحياء، أو بأدب الكتابة، وليس بالطبع حرصا على سمعة ايدن وموليه !..

ولكن اعتراضى عليه أساسا لأننى أعتقد أن هذه الكلمات النابية لا تعمق فهم القارئ لجريمة أنتونى ايدن وموليه، وهى ايضا لا تضيف إلى القارئ طاقة جديدة من السخط والحماسة.. بل انها تكاد تجعل المشكلة السياسية فى نظره نوعا من « الهزار» الفارغ ! وتجعل إحساسه بها أقرب الى الاستخفاف والهزل ! 

ليس هذا الأسلوب تحليلا لموقف سياسى ينير بصيرة المواطنين، وليس رفعا لروحهم المعنوية وتوجيها لهم إلى الغايات النبيلة فى الدفاع عن الوطن وتحريره، انها مجرد كلمات يجيد استعمالها أى مواطن أمى لا يقرأ ولا يحمل القلم !

وليست مهمة الكاتب صاحب القلم أن يردد هذه الكلمات، إنما مهمته أن يقود ويشرح ويوجه.

فاتعبوا قليلا فى مقالاتكم أيها السادة.. ولا تكونوا كسالى فتلتقطون أى شىء ساقط فى التراب! 

أحمد بهاء الدين «صباح الخير» 1956 

كنوز : ترى لو كان الكاتب الكبير احمد بهاء الدين حيا بيننا فماذا كان سيقول عن التراشقات الصحفية والفضائية والالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى ؟ وعموما فقد عقبت الاستاذة شريفة التابعى على ما كتبه من انتقادات لوالدها قائلة «اللفظ الذى اعترض عليه أحمد بهاء الدين - كراهية فى التابعى الذى كان ضد الشيوعية، وبهاء كان من انصار الشيوعية - هو لفظ «شاذ» الذى اشار له التابعى بحرف «ش»، ومن المعروف عن التابعى أناقة ألفاظه لدرجة انه اعتذر عن لفظ «بايظ» فى احدى مقالاته ورأى انه لا يرتاح له الذوق السليم برغم انها كلمة عادية، الحقيقة ان الأستاذ بهاء عمل من «الحبة قبة» فى محاولة للنيل من محمد التابعى.

اقرأ أيضا

صورة نادرة لطه حسين.. صاحب أشهر صدفة في حياته بجامعة القاهرة‬