العقود الآجلة للخام تقلص مكاسبها ..

النفط يتراجع وسط آمال زيادة المعروض مع ترقب ضخ 1.5 مليون برميل يومياً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة الثلاثاء بفعل أحدث تقدم في محادثات اللحظة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، مما سيمهد الطريق لتعزيز صادراتها من الخام في سوق ضيقة.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتًا، أو 0.3 %، إلى 96.38 دولارًا للبرميل، لتقليص مكاسب بنسبة 1.8 % عن الجلسة السابقة. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتًا، أو 0.3 %، إلى 90.52 دولارًا للبرميل، بعد صعودها 2 % في الجلسة السابقة.

وقال محللو أبحاث ايه ان زد في مذكرة "إن شبح الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران لا يزال يحوم في آفاق السوق". وقدم الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر يوم الاثنين نصا "نهائيا" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وفي انتظار موافقات من واشنطن وطهران، وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن القرار النهائي بشأن الاقتراح كان متوقعا في غضون "أسابيع قليلة جدا".

وقال فيفيك دار المحلل في بنك كومنولث في مذكرة "بينما تظل التفاصيل حول توقيت استئناف صادرات النفط الإيرانية غير مؤكدة حتى لو تم إحياء الاتفاق، هناك بالتأكيد مجال لإيران لزيادة صادرات النفط بسرعة نسبيا".

وقال إن إيران يمكن أن تزيد صادراتها النفطية بما يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا، أو ما يصل إلى 1.5 % من الإمدادات العالمية، في غضون ستة أشهر. وقال دار "ان إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 سيشهد على الأرجح انخفاضا حادا في أسعار النفط بالنظر إلى أن الأسواق ربما لا تعتقد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق".

ومع ذلك، فإن الدلائل على أن الطلب قد لا يتراجع بالقدر الذي يُخشى منه، يبقي على أرضية تحت السوق في الوقت الحالي، بعد بيانات تجارية أقوى من المتوقع من الصين في عطلة نهاية الأسبوع والتسارع المفاجئ في نمو الوظائف الأميركية في يوليو.

وسيراقب التجار بيانات مخزون النفط الأميركية الأسبوعية، أولاً من معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء ثم إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء. وتوقع خمسة محللين استطلعت رويترز آراءهم أن مخزونات الخام تراجعت بنحو 400 ألف برميل وانخفضت مخزونات البنزين أيضا بنحو 400 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من أغسطس بينما بقيت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل ووقود الطائرات دون تغيير.

في وقت يبدو أن الأسهم في آسيا مهيأة لبداية حذرة للأسبوع بعد قفزة في عوائد سندات الخزانة والدولار وسط توقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية بشكل أكبر لترويض التضخم، وتراجعت العقود الآجلة لليابان وأستراليا وهونغ كونغ، في حين انخفضت عقود ستاندرد آند بورز 500، وناسداك 100.

وأكملت الأسهم العالمية ارتفاعها الثالث على التوالي الأسبوع الماضي في انتعاش من أدنى مستويات السوق الهابطة، وعززت أرقام الوظائف الأميركية القوية يوم الجمعة من الحجة لمزيد من تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي النقدي، ويرى التجار الآن احتمالات أكبر برفع 75 نقطة أساس أخرى في سبتمبر.

ومن لندن إلى هونغ كونغ، جفت مبيعات الأسهم الأولية الكبيرة في جميع أنحاء المراكز المالية الرئيسة في العالم هذا العام. لكن السوق في الصين مزدهر حيث قفزت الاكتتابات الأولية في بورصات البر الرئيس إلى 57.8 مليار دولار حتى الآن في عام 2022 - وهي الأكبر على الإطلاق في مثل هذه الفترة.

وكانت هناك خمس اكتتابات عامة أولية تزيد على مليار دولار منذ يناير، وهناك واحدة أخرى في الطريق، مقابل عملية بيع واحدة فقط في كل من نيويورك وهونغ كونغ، ولا شيء في لندن، وارتفعت أسهم الاكتتابات العامة الأولية بنسبة 43 % في المتوسط ​​هذا العام عن سعر إدراجها.

وقالت شركة اتش اس بي سي القابضة العملاقة المصرفية العالمية إنها ستستأنف دفع توزيعات الأرباح الكاملة للمستثمرين في وقت مبكر من العام المقبل وحذرت من أن دفع أكبر مساهميها لتقسيم الشركة سيعرض الأرباح والنمو للخطر، وقالت الشركة إن أرباح البنك المقرض في لندن ارتفعت بنسبة 62 % في الربع الثاني من العام السابق إلى 5.5 مليارات دولار.

وقال البنك إنه تلقى دفعة من ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى زيادة الأموال التي يكسبها البنك على القروض للشركات والمستهلكين، وقال التنفيذيون إنهم عارضوا بشدة دفعة من جانب مجموعة بينق للتأمين الصينية -أكبر مساهم في الشركة- لفصل عمليات الشركة الآسيوية عن أعمالها الأخرى حول العالم.

ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تقوض هدف البنك المتمثل في كونه بنكًا دوليًا يربط المناطق العالمية ويحد من التكاليف من خلال تجنب المهام المكررة، وقال المدير المالي إوين ستيفنسون يوم الاثنين: "إننا نكافح حقًا للتوصل إلى أي شكل من أشكال قضية القيمة التي يمكن أن نعرضها على المساهمين"، مشيرًا إلى التكاليف والتعقيدات المتعلقة بفصل أعمال البنك في آسيا، بما في ذلك التأثيرات الضريبية والمجموعة الخاسرة.

وفي عرض تقديمي بالشرائح للمستثمرين، وضع البنك دائرة حول كلمتي "العالم" و"الشريك المالي الدولي" في الصفحة الأولى. وقال رئيس مجلس الإدارة مارك تاكر للمستثمرين في هونغ كونغ: "يعتقد مجلس الإدارة اعتقادًا راسخًا أنه كما تظهر هذه النتائج بوضوح، فإن إستراتيجية مصرفية اتش اس بي سي تعمل بشكل جيد"، وقال الرئيس التنفيذي نويل كوين إن الإستراتيجية الحالية للبنك هي الطريق الأكثر أمانًا والأسرع لتوليد المزيد من الأرباح والعوائد، مما يقاوم الدعوات الخاصة بفصل آسيا.

وارتفعت أسعار النفط قرابة 2 % يوم الاثنين في تعاملات متقلبة، مرتدة من أدنى مستوياتها في عدة أشهر الأسبوع الماضي، حيث عززت البيانات الاقتصادية الإيجابية من الصين والولايات المتحدة الآمال في الطلب على الرغم من المخاوف المزعجة من حدوث ركود.

وفي الأسبوع الفائت، أدت المخاوف من أن الركود قد يضعف الطلب على الطاقة إلى انخفاض أسعار خام برنت بنسبة 13.7 % إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير. وكان أكبر انخفاض أسبوعي لخام برنت منذ أبريل 2020، وخسر خام غرب تكساس الوسيط 9.7 %.

وأظهرت بيانات جمركية أن الصين، أكبر مستورد للخام في العالم ، جلبت 8.79 ملايين برميل يوميا من الخام في يوليو، ارتفاعا من أدنى مستوى في أربع سنوات في يونيو، لكنها لا تزال تقل 9.5 بالمئة عن العام السابق.

وفي أوروبا، استمرت صادرات الخام والمنتجات النفطية الروسية في التدفق قبل الحظر الوشيك من الاتحاد الأوروبي الذي سيدخل حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر. وفيما يتعلق بالإنتاج الأميركي، خفضت شركات الطاقة الأسبوع الماضي عدد منصات النفط بأكبر قدر منذ سبتمبر في أول انخفاض في 10 أسابيع، وقال المحللون في جولدمان ساكس إنهم يعتقدون أن الحجة لارتفاع أسعار النفط لا تزال قوية، مع وجود عجز في السوق أكبر مما توقعوه في الأشهر الأخيرة.

اقرأ أيضا | زيادة تدفقات الغاز المتجه شرقا عبر خط أنابيب «يامال - أوروبا» من ألمانيا