أسامة عجاج يكتب: ‫اختطاف قضية

أسامة عجاج
أسامة عجاج

فى الوقت الذى كانت فيه مصر تبذل جهودا مقدرة من دول العالم، لإنهاء العدوان الإسرائيلى المجرم والجبان على قطاع غزة، كانت هناك وعلى نفس المستوى، محاولات إيرانية خبيثة، لاستثمار القضية الفلسطينية كورقة لخدمة مصالحها على الصعيد الإقليمى والدولى، ومطروحة على مائدة الحوار على الملف النووى لإبراز قدرتها على إرباك المشهد عبر تحكمها فى العديد من الساحات العربية، وذلك من خلال الزيارة، التى لا أدرى إذا كانت مخططة، أو جاءت على عجل، لأمين عام حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين زياد النخالة إلى طهران وهو الفصيل المستهدف من العدوان الإسرائيلى الأخير، حيث تعامل معه الإيرانيون كما لو كان رئيس دولة، حظى بلقاءات مع العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية الإيرانية، والأخطر فى تلك اللقاءات كانت مع قائد الحرس الثورى  الإيرانى حسين سلامى، وقائد قوة القدس فى الحرس الثورى الإيرانى إسماعيل قاآنى، يضاف إلى ذلك طبيعة التصريحات التى خرجت فى كل لقاء من  هذه اللقاءات والتى أظهرت بوضوح أن إيران تقول علنا نحن هنا فى أقرب نقطة إلى إسرائيل، معتبرة أن ما يحدث فى غزة جزء من استهداف محور المقاومة، وجاء ذلك صراحة على لسان ولايتى، وقال لدينا علاقات وثيقة وجادة مع حركة الجهاد الإسلامى والمقاومة الفلسطينية، وما تكرر على لسان قائد قوة القدس فى الحرس الثورى الإيرانى إسماعيل قاآنى - وهى ذراع إيران العسكرية فى التدخل فى العديد من الساحات العربية -  ناهيك عن التصريحات المعادية لإسرائيل، وعلى نفس المستوى جاءت تصريحات النخالة، والغريب فى الأمر «حالة الغزل» التى عاشها النخالة تجاه القادة الإيرانيين، إشارته إلى أن «سماحة قائد الثورة الإسلامية، لديه مكانة خاصة فى قلوبنا، ولا توجد شخصية فى العالم يمكن مقارنتها مع سماحته» !!!

ما حدث فى الزيارة، والعلاقة بين إيران وحركة الجهاد الإسلامى «لعبة خطرة» تضر القضية الفلسطينية العادلة، وتحويلها إلى جزء من الصراع الإقليمى على النفوذ، «ووصفة قديمة» ثبت فشلها، خاصة أن إيران ترى فى الساحة الفلسطينية «الحلقة الأضعف»، لتعويض خسائرها فى الساحة العراقية وعدم قدرتها على مواجهة إسرائيل فى لبنان ولا سوريا.