وليد عبدالعزيز يكتب: الزمالك والدورى والدروس المستفادة

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

تجربة نادى الزمالك هذا الموسم تجربة تحتاج إلى وقفة لأنها قد تكون بداية لإصلاح المنظومة الكروية بالكامل.. التجربة بدأت بعد إخفاقات ومتغيرات كثيرة أدت إلى حل مجلس إدارة وتكليف لجان موقتة لإدارة شئون النادى الجماهيرى العريق.. بعد سنة كاملة من التخبط والتراجع تدخلت الجمعية العمومية لإنقاذ ما تبقى من النادى واختارت رئيسا جديدا لمجلس الإدارة بقائمة أعضاء بينهم تناغم وتفاهم..

وبعد استقرار الأمور بدأ الرئيس المنتخب وهو المستشار مرتضى منصور يعيد ترتيب البيت من الداخل وقرر إعادة الانضباط لفريق الكرة وأعلن صراحة أن زمن الشللية والمعلمين قد انتهى وأن المرحلة المقبلة ستقوم على العدل والنظام لإعادة الهيبة لفريق كرة القدم أحد أهم أسباب شعبية نادى الزمالك الجارفة على مر السنين.. الرجل تعلم من الدروس الماضية وقرر البحث عن خبير أجنبى على دراية بحال الكرة المصرية ويكون له شخصية وفكر لإجبار الجميع على الالتزام بالتعليمات.. استقر النادى على استقدام خبير أجنبى وهو البروف فييرا أحد أساطير التدريب فى العالم.. الرجل رحب بتولى المسئولية وبدأ فى خطة إصلاح متكاملة بشرط ألا يتدخل أحد فى عمله.. اللافت للنظر فى التجربة أن الزمالك فريق يعانى من عدم القيد لفترتين واللجان السابقة قررت بيع وإعارة نصف الفريق تقريباً وهنا وجد البروف نفسه أمام فريق لا يمتلك بدلاء فى بعض المراكز بعد هروب وانتهاء عقود المعلمين قبل نهاية الدورى بشهرين تقريباً..

البروف قرر الاستعانة بشباب النادى وإعادة تأهيل بعض اللاعبين واستطاع أن يعيد روح الأمل لفريق الكرة بعد أن كان استسلم لفكرة أنه غير قادر أصلا على المنافسة على لقب الدورى.. البروف قرر أن ينظر فى ورقته فقط ونجح بدهاء الخبراء أن يقود الفريق إلى قمة الدورى واقترب بشدة من منصات التتويج بعد أن انتزع الكأس من الغريم التقليدى وهو النادى الأهلى الكبير بتاريخه وبطولاته ومكانته فى مصر.. سواء فاز الزمالك بالدورى أو لم يفز هذا العام يجب أن نعترف أن تجربة الزمالك أثبتت أن العمل الجماعى لا يتوقف على شخص بعينه وأن الكثير من الشباب لو أتيحت لهم الفرصة كاملة قد نكتشف أنهم أفضل ألف مرة من الذين كانوا يدعون أنهم من فلتات الزمن.. أما تجربة البروف فأثبتت أن الخبرة عندما تكون فى محلها فهى أحد أهم عوامل النجاح فى كل شىء.. نحتاج إلى تجربة فى كافة المجالات تجمع بين الخبرات والشباب..

ونحتاج إلى إدارات صاحبة قرار وتتحمل تبعيات أى قرار دون تردد.. نحتاج إلى إعطاء الفرص أكثر وأكثر لشباب مصر لأنه يمتلك المواهب فى كافة المجالات وينتظر الفرصة لإثبات الذات.. تجربة الزمالك تجربة ناجحة بعيداً عن ثقافة الصوت العالى.. وفوز الزمالك بالدورى هذا الموسم للعام الثانى على التوالى إذا فاز فى باقى المباريات المتبقية من الدورى ستكون تجربة سيتعامل معها الجميع على أنها تجربة كروية تثبت أن منَ يفوز فى النهاية هو منَ يخلص فى العمل ويتعامل باحترافية فى التخطيط السليم بعيداً عن المجاملات والفهلوة.. دعونا ننتظر لنبارك لجمهور الزمالك العظيم الذى أثبت أنه جمهور يعشق ويُقدر كرة القدم الجميلة التى يقدمها فريق الزمالك سواء فاز أو خسر.. وتحيا مصر