عصام السباعي يكتب: أهلاً بمفاتيح الخير

عصام السباعي
عصام السباعي

من أهم الأحداث التى تمت الأيام الماضية ذلك الاجتماع الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى مع مؤسسات التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، فقد تم فى أكثر من سياق، أولها زمنى حيث إننا فى عام 2022 وهو عام المجتمع المدنى فى مصر، والثانى موضوعى ويتعلق بالأولوية التى تعطيها الدولة لتحسين مستويات وجودة الحياة لدى المواطن المصرى، والعمل على تدعيم وتوسيع قاعدة شبكة الحياة الاجتماعية لمواجهة الآثار السلبية للموجة التضخمية المستوردة الناجمة عن وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، والثالث اقتصادى لأن العمل الخيرى لا يقتصر فقط على تقديم الدعم للمحتاج، ولكن على تقديم «السنارة» له ليعمل ويصطاد بها ويسترزق ويأكل، والرابع سياسي، ويقدم فى مضمونه عدة رسائل تجدد التـأكيد على دور المجتمع المدنى فى الحياة المصرية، والإيمان الكبير بدوره فى «عصرنة المجتمع» ومساندة الأسر الأكثر احتياجا، وأنه شريك مهم للحكومة فى عملية التنمية الشاملة.

وأعتقد أن توجيه الرئيس بزيادة الدعم الحكومى الموجه إلى التحالف بمقدار مليار جنيه إضافية، ليصبح إجمالى الدعم المقدم من الدولة ١٠ مليارات جنيه، كما يقدم للجميع رسالة واضحة بدور المجتمع المدنى، ويمكن أن نفهم أن الفترة القادمة سوف تشهد توسعاً فى مهام وآليات العمل الأهلى والخيرى، ويظهر ذلك من التوجيه الرئاسى بتطوير عملها، ليتخطى المساعدات العينية المباشرة إلى النشاط التشغيلى وتوفير المزيد من فرص العمل للأسر المستهدفة، وهى المهمة التى ستقوم بها 24 جمعية ومؤسسة أهلية يضمها التحالف، بالإضافة إلى مؤسسة «حياة كريمة»، والاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، وتقوم بمهمتها الوطنية فى شبكة الحماية الاجتماعية بالتنسيق مع الحكومة من أجل خدمة الفئات المستهدفة فى كافة المحافظات.

المؤكد أن تلك الجمعيات تستحق الإشادة من الجميع، وكذلك الشكر الذى قدمه لها الرئيس على ما قامت وتقوم به فى مساعدة محدودى الدخل، خاصةً فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية، وأعتقد أننا على الطريق الصحيح لأن التمويل متناهى الصغر والمشروعات متناهية الصغر هى بالفعل المفتاح الحقيقى للعديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ولا أبالغ لو قلت إنها أيضاً أحد مفاتيح تحقيق الهدف المصرى بالوصول إلى 100 مليار دولار صادرات، ولنا فى العديد من الدول قدوة كبرى.

متفائل جداً ببكرة، لأننى مؤمن بقدرة المصريين، وأثق فى قدرتهم على تحقيق الإنجازات، ومن المؤمنين بأن المشروعات الصغيرة بكل تنويعاتها هى الأمل فى مستقبل أفضل وأجمل، ودائما ما أحكى فى مثل تلك المواقف حكاية الشقيقين اللذين اقتسما قطعة أرض مزروعة بشجر الزيتون، الأول كان ينتظر موسم الجنى فيبيعه لأحد التجار ويعيش على ثمنه طوال العام، و يتزوج من ثانية وثالثة وازدحم بيته بالأطفال، والثانى كان يجنى المحصول ثم يذهب ليبيعه بنفسه، ثم قام بفتح مصنع صغير لاستخراج زيت الزيتون وآخر لصناعة الأعلاف من «تفل» الزيتون، ليزيد دخله من خلال بوابة الخير التى يسميها أهل الاقتصاد بـ«القيمة المضافة»، وكان حريصاً على تعليم أولاده أفضل تعليم والاستفادة منهم فى مشروعاته، وكانت النتيجة حياة بائسة للأول، وحياة كريمة وجميلة للثاني.. ويا أهلاً بمفاتيح الخير التى تقدمها لنا المشروعات متناهية الصغر.

يبقى رجاء
نحن على موعد فى الشهر القادم مع اليوم الدولى للعمل الخيرى، وأتمنى لو احتفلنا بطريقة خاصة بذلك اليوم، بتقديم قصص النجاح للمشروعات متناهية الصغر.. بتوضيح تأثيرها فى جودة الحياة.. بنشر الأمل فى أن بكرة أجمل لو أردنا واجتهدنا وعملنا.

بوكس

أتمنى إعلان أسماء كل  البرامج  الفضائية التي يتم بثها بنظام بيع الهواء.. أحلم بإلزام كل الفضائيات بنشر ميزانيتها السنوية في صحيفتين يوميتين.. وأتمنى لو عرفت كيف يربح برنامج مرتب مقدمه عشرون ضعف ما يدفعه الرعاة؟!