الزيت المستعمل .. السائل المسرطن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

زينب أبو النجا: عصابات الزيت تعيد تدويره باستخدام الأسمنت الهندي 

انتشرت فى الأونة الأخيرة أنباء عن ضبطيات للزيت المغشوش من قبل الجهات المسؤلة وجميعها تأتى من مصانع غير مرخصة وبالتزامن مع تلك الضبطيات ينتشر منشورات على مواقع التواصل الإجتماعى وكأنها  تتنافس فيما بينها للحصول على الزيت المستعمل بأعلى سعر من المستهلكين.

"بوابة أخبار اليوم" تابعت الصفحات المروجة لتلك النوع من المنشورات التى تلقى رواجاً كبيراً بين الأفراد وهو ما تم رصده فى الحلقة السابقة من الملف ونحاور المختصين لرصد تداعيات تلك الظاهرة ومدى صلاحية استخدام الزيت المعاد تدويرة وهل له أثار ضارة على الصحة العامة..

 

 فى البداية تقول  زينب أبو النجا " أستاذ العلوم بجامعة المنصورة "  أن أهم قصور العقل البشري في إدراك ذاته أولا ثمّ فهم القوانين التي تفوق إمكانية التحايل عليها فهو  يخدع عقله بما يسمى (بالعمل الحلال).


منوهه أن معامل الزيت التي تعمل تحت بير السلم هى أشبه بالكارثة، تلك المعامل التي تصنع السموم وتبيعها في الأسواق المحلية من ثم تصل للمواطن "الغلبان" فيتجرع السم هو وعائلته. 


مشيرة إلى أن الأهم هو قانون الإنسانية وعجزالدوائر المسئولة عن تقنين أوضاع هذه المعامل البائسة ، لنجد أن صحاب هذه المعامل والمنتفعين من ورائهم يبررون سبب هذه المأساة لأسباب تتعلق بغلاء المعيشة واسعار صرف الدولار وغيرها من الحجج والذرائع التي لايمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مبررا لقتل الناس.


موضحة أنه يتم إعادة تدوير زيت الطعام في مصانع غير مقننة (تحت بير السلم) ويتم عرضة للبيع بأسعار زهيده على أساس أنه صالح للاستخدام مرة اخري، حيث يقوم العديد من المرتزقة أصحاب الورش والمصانع غير المتخصصة وغير مطابقة للاشتراطات والمعايير الصحية والبيئية بتجميع الزيت المستخدم او العادم من المنازل والمطاعم بغرض معالجته كيميائيا وإنتاج زيت طعام مقبول شكله ظاهريا وزهيد في سعره لكنه في حقيقة الأمرغير صحي وغير أمن ويرقي إلى درجة منتج فاسد.


منوهة إلى أن إعادة تدوير زيت القلية بعد تبريده مضر جدا بسبب التغيرات الكيميائة التي تحدث به نتيجة تكسر روابطه أثناء الغليان ومن ثم تحلل المادة الغذائية فيه والتي ينتج عنها عملية تأكسد، فهذه الأكسدة تنتج شوائب مضرة وبالتالي تتغير الخصائص الظاهرية من حيث اللون والطعم والرائحة ويصبح غير صالح للاستخدام الغذائي مرة أخري.


الأسمنت الهندى 
وتابعت أبو النجا: يقتصر إعادة تدويره على أغراض صناعية غير أدمية - لكن المصانع والمطاعم سالفة الذكر والغير خاضعة لرقابة قانونية تعيد طرحه مرة اخري كزيت قلية بعد معالجة خصائصة الظاهرية فقط (اللون والطعم والرائحة) من خلال استخدام مادة تسمي (تراب تبيض الزيوت أو الأسمنت الهندي) تلك المادة التي تؤدي الى تبيض لون الزيت المستعمل وإعادته إلى لونه مرة أخرى وتحسن خواصه الظاهرية فقط، 

لكنها تحتوى على آثار كيميائية ضارة تترسب في مثل هذه الزيوت الفاسدة والأضرار الصحية المترتبة على إعادة استخدامها في الطهي مرة اخري، فاستخدام هذه الزيوت التي يطلق عليها مجازا (السائل المسرطن)- لفترات متوسطة او طويلة يسبب اضعاف كفائة الجهاز المناعي والعديد من امراض القلب والشرايين وامراض سرطانية خطيرة.


 مستكملة: "وتاتي هنا المرحلة البديهية للادراك كيف لنا أن نتعرف على هذا الزيت الفاسد في الأسواق"، أولا: بيعه والإعلان عنه في مواقع التواصل الاجتماعي بأسعار قليلة الثمن وبكميات كبيرة في حاويات مجهولة المصدر.


ثانيا: الحذر الشديد في التعامل مع المطاعم أو أكشاك بيع الماكولات بالشارع غير المرخص لها أو غير الخاضعة للرقابة الصحية والبيئية. 


وأخيرا وليس آخرا منوط بنا جميعا ان نكافح الفساد الذي قد يؤدي الى تهلكة المجتمع واضرار الصحة العامة من خلال جشع وجهل وانعدام ضمير البعض في هذا المجتمع.

 

ومن جانبه يضيف أحمد سعيد "عميد معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية السابق" انه انتشرت ظاهرة خطيرة في مصر، تتمثل في إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة التي يتم تجميعها في مصانع «بير السلم»، حيث تتسبب هذه الظاهرة في أمراض خطيرة، تهدد حياة المصريين، بسبب إعادة بيعها مرة أخرى لمحلات الفول والطعمية،

وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الزيوت خلال الفترة الأخيرة. استهلاك تلك الزيوت قد يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل أنواع من السرطان (سرطان القولون والبنكرياس والمعدة) وأمراض القلب وانسداد الشرايين والفشل الكلوي و خلل في الجهاز المناعي نتيجة لاستخدام مادة للتبييض لإعادة الاستخدام حيث يحتوي الزيت المستعمل علي مركبات هيدروكربونية . وهي مركبات كيميائية خطيرة للغاية تهدد الجهاز المناعي والكبد وترفع نسب الكوليسترول الضار في الدم و الدهون الثلاثية. 

 

مشيراً لأهم المشكلات التي تحدث من تجميع الزيوت لإعادة استخدامها مرة أخرى، تكون في مطاعم الفول والطعمية ومصانع المقرمشات. 

ويعرف الزيت المعاد تدويره  بتجربة بسيطة بالتسخين في حالة تحول لونه  للاسود  فهذا يدل  انه تم تدويره مرة اخري اما إذا لم يحدث فهو لم يتم تدويره. 

ناصحاً بالمأكولات الطبيعية من الفاكهة واللحوم والخضراوات والابتعاد عن المأكولات المصنعة لانها تؤثر علي القيمة الغذائية للطعام.

اقرأ أيضا: «الزيت المستعمل» سم قاتل للمصريين.. و«مافيا» تعيد تدويره في مطاعم الغلابة