رغم اقتراب تسوية الحدود البحرية

التصعيد مايزال مستمرًا بين إسرائيل ولبنان

حفار حقل كاريش
حفار حقل كاريش

تفاؤل مشوب بالحذرساد الأجواء الإسرائيلية فى اعقاب اللقاء السرى الذى عقده رئيس الحكومة يائير لاپيد مع عاموس هوخشتاين المندوب الأمريكى الخاص بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. نقل المندوب الأمريكى أجواء التفاؤل إلى تل أبيب بعد لقائه بالجانب اللبناني، وخرج منه بعدة معطيات أهمها قرب التوصل على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تل ابيب وبيروت قبل حلول شهر سبتمبر وهو الموعد الذى حددته إسرائيل لبدء الحفر فى حقل كارش المتنازع عليه بين الجانبين، وأن الخط الحدودى الذى اتفق عليه سيمر، كما يبدو، شمال خزان غاز كاريش،

لكنه سيسمح للبنان بالحفر فى المنطقة التى يحاول فيها تحديد مواقع مكامن الغاز. وقال مصدر مطلع على التفاصيل لصحيفة «هآرتس»: «فى التسوية القادمة، لن يحقق أى من الطرفين رغبته الكاملة».


 تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى استكمال الاتصالات فى أسرع وقت ممكن، خوفًا من أن يحاول حزب الله مهاجمة المنصة عندما تبدأ عملياتها فى سبتمبر. وفى ضوء التقدير بأن هذا سيكون سببًا لمهاجمة حزب الله للمنشأة، فإن الرد الإسرائيلى على مثل هذا الهجوم قد يكون شديدا ويؤدى إلى التصعيد.
 ومع أن مسئولين كبار فى الإدارة الأمريكية أوضحوا لإسرائيل أنه يجب على الجيش الإسرائيلى أن يتخذ رداً منضبطًا لو حدث مثل هذا الهجوم،  لكن إسرائيل رفضت الالتزام بذلك وأجابت بأن قوة الرد تعتمد على نطاق هجوم حزب الله وعواقبه. وتقدر إسرائيل أن إتمام الاتفاق وتوقيع الحكومة اللبنانية عليه سيحول دون  مهاجمة حزب الله للحفارة.


كان لافتًا دخول فرنسا على الخط بتوجيه الرئيس إيمانويل ماكرون تحذير للبنان من قرارات متهورة بشأن علاقاته مع إسرائيل. وكأنه يتحدث بلسان تل أبيب قال الرئيس الفرنسى فى مقابلة مع صحيفة L'Orient-Le Jour اللبنانية «لن ينجو لبنان من صراع جديد على الحدود الجنوبية، والذى سيكون أكثر فتكًا وتدميرا بكثير من حرب 2006 (حرب لبنان الثانية)»!


 ثمة تقديرات إسرائيلية ترى انه حتى إذا تم حل مشكلة الحدود البحرية وأصبح ممكنًا بدءالتنقيب عن الغاز فى «القرش» الشهر المقبل دون انقطاع غير ضروري، فمن الصعب تجاهل حدوث تغيير جوهرى مؤخرًا نحو الأسوأ فى الأوضاع على طول الحدود البرية وفى سماء لبنان. فقد تمكن حزب الله من تقليص حرية القوات الجوية الإسرائيلية فى العمل فى الأجواء اللبنانية، بما يقلل من قدرتها على الجمع الفعال للمعلومات الاستخبارية حول أنشطة الحزب، ويقوض الثقة الإسرائيلية فى مصداقية معلوماتها.  


واعترف القائد السابق لسلاح الجو اللواء عميكام نوركين، فى مقابلة مع شبكة «كان»، فى أبريل الماضي، بأن حرية العمل فى لبنان تعرضت للخطر بالفعل. كما كتب المقدم احتياط عساف أوريون الشهر الماضى فى مقال نُشرعلى موقع معهد واشنطن أن «الظروف العملياتية قد تغيرت على حساب إسرائيل، وتجعل جهود الاستخبارات أكثر صعوبة وتزيد من احتمال نشوب صراع أوسع مع حزب الله». الأمر الذى يفسر تدريبات المحاكاة الإسرائيلية للقتال فى القرى اللبنانية، ربما استعدادًا لتوغل برى محتمل.