غزة - وكالات الأنباء
فى أخطر تصعيد للعنف فى المنطقة منذ حرب العام الماضى، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس شن ضربات جوية على غزة إثر عملية عسكرية أطلقها ضد حركة «الجهاد الإسلامى» فى القطاع أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًا بينهم تيسير الجعبرى القيادى البارز فى الحركة وطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وإصابة 125 آخرين، بينما ردت الحركة الفلسطينية بإطلاق وابل من الصواريخ معتبرة القصف الإسرائيلى بمثابة «إعلان حرب».
وأعلن جيش الاحتلال أنه يستعد لأسبوع من القتال فى القطاع.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعى إن الجيش شن 30 غارة على أكثر من 40 هدفاً تابعاً لحركة الجهاد بواسطة 55 صاروخاً وقذيفة.
وأضاف أن الحركة أطلقت نحو 160 صاروخاً باتجاه المدن الإسرائيلية. كما أعلن اعتقال 19 عنصراً من الحركة فى الضفة الغربية.
وأعلنت الأجنحة العسكرية لأربعة فصائل فلسطينية فى مخيم جنين النفير العام فى الضفة الغربية مؤازرة للأحداث الدائرة حاليا فى قطاع غزة.
وقالت حركة حماس فى تصريح صحفى إن «المقاومة والغرفة المشتركة فى حالة استنفار قصوى ويجرى تقدير مستمر للموقف من التصعيد».
وقالت الأذرع العسكرية لفتح وحماس والجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن جميع طرق المستوطنات ستكون تحت رصاص المسلحين الفلسطينيين لمنع تنقل المستوطنين فى شوارع الضفة الغربية.
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية أن ما جرى فى قطاع غزة «تقع مسئوليته على الاحتلال الإسرائيلى وحده»، مشدداً على ضرورة وقف القصف الذى اعتبره «تعبير عن النوايا العدوانية التى يضمرها الاحتلال تحت مبررات واهية».
فى المقابل، أمر وزير الدفاع الإسرائيلى بينى جانتس بمواصلة شن هجمات ضد أهداف لحركة «الجهاد الإسلامى» و»التركيز على إحباط محاولات إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية»، وذلك بعد جلسة تقييم أمنى أجراها. وأشار جانتس إلى أن إسرائيل أبلغت حركة حماس بأنها لا تسعى إلى تصعيد أوسع وأن العملية الحالية تقتصر على أهداف لحركة الجهاد الإسلامى.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى يائير لابيد أن حكومته «لديها سياسة عدم التسامح مطلقًا مع أى محاولة هجوم -من أى نوع - من غزة تجاه الأراضى الإسرائيلية». وقال إنه «مهما استغرق الأمر، سنقضى على التهديد الذى يواجه مواطنينا».
ولم يستبعد جيش الاحتلال خوض عملية عسكرية برية فى قطاع غزة. وقال المتحدث باسمه ران كوخاف، للهيئة العامة للبث الإسرائيلى ردًا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تعتزم شن عملية عسكرية برية فى غزة: «حشدنا الآلاف من جنود الاحتياط. نحن جاهزون إذا لزم الأمر، سواء على الأرض أو من الجو».
من جهته، قال رئيس المجلس الإقليمى الإسرائيلى إشكول، غادى ياركونى: «سنعطى الجيش حرية العمل فى غزة، لكن لا يمكننا تقبل أن تكون هناك عملية كل 6 أشهر تستمر أسبوعين إلى 3 أسابيع، لذا على الجيش الآن الضرب بقوة، وزيادة قوة الردع».
وأزاح جيش الاحتلال الستار عن فيديو قصير لعمليات استهداف طائراته الحربية مواقع خاصة بحركة الجهاد الإسلامى فى غزة.
ونشر المتحدث باسمه عبر تويتر، مقطعاً مصوراً لعملية القصف فى غزة والتى تحمل اسم «الفجر الصادق».
وقال إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت موقعاً لإنتاج مواد تستخدمها المنظومة الصاروخية لحركة الجهاد الإسلامى.
وأشار إلى أنه تم ضرب موقع لإنتاج «أسلحة للحركة ومنصة صاروخية وموقع عسكرى تابع للحركة فى قطاع غزة أيضًا».
واعتبر أن استهداف المواقع يمثل ضربة ملموسة لقدرات الحركة فى تطوير قدرات عسكرية.
وفى ظل القصف الإسرائيلى المتواصل، توقفت محطة الطاقة الوحيدة فى غزة عن العمل أمس بعد نفاد الوقود. أعلن ذلك المتحدث باسم شركة الكهرباء بعد خمسة أيام من إغلاق إسرائيل لمعبر مع القطاع الفلسطينى، مؤكداً أن التيار الكهربائى سينقطع لمدة 16 ساعة.
وفى واشنطن، طلب وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، من نظيره الإسرائيلى بينى جانتس، اتخاذ خطوات لتهدئة الموقف بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة. لكنه شدد على «حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل».
واستنكرت عدة دول عربية وغربية العدوان الإسرائيلى الراهن على قطاع غزة وسط مطالبات بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى. وأدانت كل من تونس والجزائر ولبنان وقطر وتركيا والأردن والإمارات وإيران العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة الذى.
يضاف إلى سلسلة لا تنتهى من الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين لا سيما النساء والأطفال، واعتبروه خرقًا واضحًا لجميع المواثيق والقرارات الدولية، ودعت المجتمع الدولى للتحرك بشكل عاجل لوقف التصعيد.
اقرأ أيضاً|الاحتلال الإسرائيلي: استمرار عملية القصف داخل قطاع غزة لمدة أسبوع
