نهار

كيرة والجن «١»

عبلة الروينى
عبلة الروينى

تجربة سينمائية هامة بالتأكيد..

هذه الدقة والإتقان فى عناصر الفيلم الفنية.. تلك الجماليات الحاضرة، تعيد الاعتبار لصناعة السينما، من خلال ميزانية ضخمة (تجاوزت ١٠٠ مليون جنيه) وتقنيات متطورة، ولغة سينمائية مبدعة للمخرج مروان حامد..

التصوير المبهر بقيادة مدير التصوير أحمد المرسي، منح الفيلم هوية بصرية معبرة عن الفترة التاريخية التى تدور خلالها الأحداث، حول المقاومة الوطنية ضد الإنجليز (عن قصة أحمد مراد ١٩١٩)...

جماليات مبهرة وزوايا تصوير مبتكرة، وحركة كاميرا ساهمت فى خلق إيقاع خاص لفيلم محتشد بالمعارك والتظاهرات والجموع...

وفى اختيار أماكن التصوير إبداع آخر، وتحديات جمالية صعبة، بالتصوير داخل أماكن ضيقة تماما (قبو ريش) أو فى شوارع وأزقة ومطاردات ومعارك..

واختيار مقهى ريش بالفيلم (كمقر لمجموعة المقاومة ضد الإنجليز) ليس مجرد اختيار جمالى، لكنه أيضا صيانة لذاكرة ثقافية ووطنية، حيث لعب المقهى فعليا دورا فى الأحداث السياسية والمقاومة الوطنية...

مونتاج أحمد حافظ أيضا أحد العناصر المبدعة فى الفيلم، مشاهد الأكشن والانتقال بين زوايا التصوير المختلفة، والتقطيع الرومانسى العذب بين رقصة (أحمد عز وهند صبري) داخل القبو أسفل المقهي..

ورقصة (كريم عبد العزيز وايميلى الفتاة الإنجليزية) فى الأعلى بصالة مقهى ريش، أثناء مشاهدة فيلم شارلى شابلن.. موسيقى هشام نزيه نجحت فى التعبير عن الفترة التاريخية، موظفة أغانى والحان سيد درويش بصورة مبدعة..


مروان حامد مخرج العمل، ومايسترو صناعة فيلم، جمالياته الفنية ولغته السينمائية أكثر حضورا من لغته الدرامية...

ولإبداع الممثلين وروعة الأداء داخل الفيلم، مساحة أخرى..