فنجان قهوة

فى محبة الشيخ رفعت!

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

الشيخ رفعت، الشيخ محمد رفعت يظل هو الصوت الرسمى والراعى الرسمى لقرآن وأذان المغرب فى رمضان. 

مافيش تسجيل كامل للقران الكريم للأسف بصوت مولانا الشيخ رفعت وما هو موجود تم تسجيله فى ستوديوهات الإذاعة المصرية منذ نشأتها سنة ٣٤.
ولولا فتوى من شيخ الأزهر وقتها فضيلة الشيخ محمد الأحمدي، بجواز قراءة القران الكريم على الهواء من خلال ميكروفون الإذاعة، ما كنا استمعنا واستمتعنا بصوت الشيخ رفعت حتى اليوم.

ويحسب لأحد كبار معجبيه وهو زكريا باشا مهران، احد أعيان أسيوط، حفظ تراث صوت وتلاوات الشيخ رفعت، عندما اشترى جرامافون على حسابه وأسطوانات لتسجيل تلاوات الشيخ رفعت التى كان يتلوها يوميا على الهواء.

وهكذا قدم لنا هذا الرجل زكريا باشا مهران الذى لا يعرفه ولا يذكره احد هدية يجب ان نظل نشكره عليها.

احكِ لولادك عن الشيخ رفعت، عن الكفيف اللى ابتدى حفظ القرآن الكريم وعمره ٤ سنوات وأكمل حفظه وهو فى العاشرة .

عن ابن حى المغربلين الذى أصبح جزءا أصيلا من معالم وملامح شهر رمضان.

عن صوت مصرى عبقرى فذ احبه المصريون، كل المصريين.

الشيخ رفعت اللى ربنا رزقه يكون جزءا حقيقيا من نسيج مصر بكل ما فيها، الحارة والبيوت والملامح، ورزقنا صوته الساحر ليكون جزءا من تفاصيل أيامنا الحلوة.

هو وهب نفسه للقرآن الكريم من طفولته حتى اخر لحظة فى حياته، كل شىء فعله كان له . وكان يقرأ القرآن الكريم فى مساجد مصر الكبيرة هبة لنعمة القرآن الكريم.

المقاهى والنوادى كانت تستعد لروادها مساء الاثنين والجمعة موعد إذاعة القرآن بصوت الشيخ رفعت فيزيدون من الكراسى لكثرة المستمعين، ومع ذلك فإن كثيراً من الحاضرين كانوا لا يجدون أمكنة، فيقفون فى عرض الشارع ليستمعوا إلى تلاوة الشيخ الفذ الذى تفوق على الجميع.

عاش الشيخ رفعت فى بلده مصر لم يغادره، ولم يستجب للبلاد التى ألحت عليه للقراءة فى مساجدها، كان قانعا، ليس من همه جمع المال، عفيفا يرفض ما يقدم إليه فى مرضه الأخير.

أرجو أن نكرم الشيخ رفعت بعد رحيله بإثنين وسبعين عاما تكريما يليق بحسه وصوته ورحلته.