صرح د. مكرم ابراهيم رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية بأنه تم بناء محطة الفضاء الدولية ISS بموجب تعاون دولى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتمويل من كندا واليابان و10 دول أوروبية .
وكانت الولايات المتحدة قد منعت الصين من المشاركة فيها، وفقا لـ "رويترز". وهذه هى المحطة الوحيدة العاملة حاليا في مدار حول الأرض.
ومن هنا فقد بدأت الصين في إرسال وحدات بناء محطة الفضاء الصينية، منذ عام 2020 و فى مايو 2021 أطلقت الصين الصاروخ الصينى لونج مارش 5 بي و الذى يحمل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة التي تقوم الصين بتشييدها وهى الوحدة الرئيسية التي ستصبح مقر إقامة رواد فضاء في محطة فضائية دائمة.
وأوضح د. مكرم : انطلقت الوحدة التي يطلق عليها اسم "تيانخه" على متن الصاروخ "لونغ مارش 5 بي"و تم الاطلاق من مركز ونتشانغ الفضائي والذى يقع في جزيرة هاينان الجنوبية. وهذه الوحدة هى واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين و التي ستدور حول الأرض في مدار على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومترا.
وأضاف رئيس قسم أبحاث الفضاء : تستهدف الصين الانتهاء من تشييد محطتها الفضائية بحلول عام 2024 وستكون هذه المحطة ثاني قاعدة دائمة في الفضاء بعد محطة الفضاء الدولية والمعروفة ب ISS . وفى حال ان أوقفت محطة الفضاء الدولية خدمتها كما هو مقرر في عام 2024، ستصبح الصين الدولة الوحيدة التي تقوم بتشغيل محطة فضائية. وتبلغ أبعاد محطة "تيانخه" 16.6 مترا طولا، و4.2 مترا عرضا. وتحتوي" تيانخه " على غرف للمعيشة، ومختبرات علمية، فضلا عن تلسكوب هابل الفضائي . وقد صرحت الصين بأنها تعتزم إرسال العديد من العناصر البشرية والتقنية تباعًا إلى محطتها الفضائية الجديدة .
وفى يوم 24 يوليو 2022، فقد أطلقت الصين الصاروخ الصينى لونج مارش 5 ب والذى يحمل جزءا مركزيا من محطة الفضاء الصينية تيانجونج وهو الوحدة الثانية (وحدة وينتيان ). وقد رست الوحدة بنجاح كما هو مخطط لها بعد 13 ساعة تقريبا مع الوحدة الأساسية تيانخه والتي كانت تدور بالفعل في المدار. والوحدة الجديدة تحمل مجموعة من الخزانات لإجراء التجارب العلمية كما توفر أيضًا دعمًا احتياطيًا للحياة والدفع لـمحطة الفضاء الصينية تيانخه بالإضافة إلى أماكن عمل ومعيشة جديدة لرواد الفضاء.
الصاروخ الصينى :
وتابع رئيس قسم أبحاث الفضاء قائلا : بدات الصين في أوائل العقد الأول من القرن الحالي في تطوير صواريخ جديدة تعمل بالتبريد وحرق الكيروسين لتحل محل عائلات صواريخ لونج مارش 2 و 3 و 4 القديمة. و يبلغ طول الصاروخ 57 مترًا وقطره 5 أمتار ويصل وزنه الى 22 طن .ويعتبر أكبر وأعرض صاروخ في الصين ، قادر على رفع 14000 كجم إلى المدار المتزامن مع الأرض.
مهام الصاروخ الصينى :
هذا وقد تم استخدم هذا الصاروخ فى العديد من المهام الفضائية حيث كانت رحلته الاولى في نوفمبر 2016 ، وعلى متنها قمر صناعي جديد للاتصالات. والرحلة الثانية كانت في يوليو 2017 وفشلت ، مما أدى إلى تأريض الصاروخ لحوالي 900 يوم بينما تم عزل وإصلاح مشاكل التصميم في المضخات التوربينية لمحرك YF-77. ومنذ ذلك الحين ، سمح للصاروخ الصينى بإطلاق بعض المهام بين الكواكب ، وكانت المهمة الاولى الى المريخ والثانية إلى القمر.
وقد صرحت المصادر الصينية بأنها تخطط لإطلاق صاروخين آخريين من نوع Long March 5B. الأولى و المقرر إجراؤها في أكتوبر، سترسل مركبة فضائية ثالثة تسمى Mengtian إلى المدار. وكذلك إطلاق تلسكوب فضائي من فئة هابل ، Xuntian ، خلال عام 2024 وسيشترك في المدار مع محطة الفضاء تيانجونج المكتملة.
وفى كل مرة يتم فيها إطلاق الصاروخ لونج مارش 5B الى محطة الفضاء الصينية يحدث خروج الصاروخ عن نطاق السيطرة وعموما فان إعادة الدخول لجسم بهذا الحجم لن تحترق بالكامل في الغلاف الجوي للأرض ، والقاعدة العامة هي أن ما نسبته من20 الى 40 في المائة من كتلة جسم كبير ستصل إلى الأرض ، على الرغم من أن ذلك يعتمد على تصميم الجسم. والسيناريو الأكثر احتمالا هو أن الصاروخ يسقط فى المياه نظرا لأن نحو 75 في المائة من سطح الأرض مغطى بالمياه فان احتمالية سقوط الصاروخ فى المياه هى الاحتمالية الكبرى.
ومع ذلك انه يوجد احتمال غير صفري لسقوط الحطام على اليابسة. ووفقًا لتصريحات المسؤولين عن ادارة الفضاء الصينية فلن يكون هناك مخاطر وذلك لان المادة التي يصنع منها الصاورخ سيحترق الجزء الاكبر منها في الغلاف الجوي قبل أن يسقط، سواء في المحيطات أو في أسوأ الظروف على اليابسة وذلك لان أجزاء كبيرة من اليابسة غير مأهولة بالسكان.
اقرأ أيضا | «بث مباشر| سقوط حطام الصاروخ الصيني «فالكون ٩»»
