بقلم واعظة.. في رحاب الهجرة النبوية

نوره موسى مشرف - منطقة وعظ كفرالشيخ
نوره موسى مشرف - منطقة وعظ كفرالشيخ

نوره موسى مشرف - منطقة وعظ كفرالشيخ

كانت الهجرة النبوية إيذاناً للحقّ أنْ يعلو ويظهر، وللباطل أنْ يندحر ويُقْهَر، فكانت المدينة المنورة بداية خيرٍ وبركة للإسلام  والمسلمين،  فقد تم بناء أول مسجد لعبادة الله تعالى، ونشر تعاليم الدين الإسلامى السّمحة، كما تمت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فصار الإسلام يضم فى أكنافه الحبشى والفارسى والرومى والقرشى إخوة متحابين فى الله، مصداقاً لقوله -سبحانه-: (وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 63). (الأنفال)، كما تم إنشاء وثيقة المدينة التى اعتمدها النبى -صلى الله عليه وسلم- لتنظيم العلاقة بين المسلمين واليهود، فالإسلام دين تعايُش وسماحة يقبل بالتعدّدية، ولا يُكْرِه أحداً على الدخول فيه، بل ويحترم خصوصية أتباع الديانات الأخرى.

وإذا نظرنا إلى أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية، نجد التخطيط الجيد من النبى () وحسن توظيفه للطاقات،  كما نجد أيضًا أنَّ من كمال التخطيط اختيار الصديق قبل الطريق. كيف لا ؟! وهو الصّديق (رضى الله عنه)  والذى كان مثالًا للتضحية وبذل النفس، فحقًا هو نِعم الصديق والرفيق، وهذه هى التضحية بين الصُّحبة. وختامًا فعلينا العودة إلى تلك الرسالة السامية، والأخذ بتعاليم الدين الإسلامى، وبث روح التآخى فى  النصيحة، والدعوة إلى الله باليسر، وعدم التشدد، وأن نُهاجر بقلوبنا إلى الله عز وجلّ مصداقًا لقول رسولنا الكريم ( صلَّى الله عليه وسلَّم) فى الحديث الذى يرويه أمير المؤمنين أبى حفص عمر بن الخطَّاب (رضى الله عنه) «إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّات، وإنَّما لكل اِمْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، ومَن كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ.