صباح الفن

«وش وضهر».. ودراما المنصات

انتصار دردير
انتصار دردير

وضعت الحلقة الأخيرة لمسلسل «وش وضهر» الذى عرضته منصة «شاهد «مؤخرا النهاية السعيدة لأبطاله ، وقد كان من الممكن أن تنتهى مع محاكمة جلال -إياد نصار، وضحى ريهام عبد الغفور- تعده بانتظاره حتى يقضى عقوبته، لكن جاء مشهد النهاية ليؤكد رسالة العمل غير المباشرة ، بأن وقوع الإنسان فى جرم أو خطأ يجب أن يكون دافعا له لتصحيح مساره، وأن حياتهما تخطو نحو بداية جديدة مختلفة بعيدا عن الكذب والتزييف الذى ارتكبه كل منهما، لقد جاء المسلسل فى عشر حلقات فقط محافظا على ايقاعه، ليقول كل شئ دون مط أو تطويل، وهذه واحدة من أهم مكتسبات العرض على المنصات الرقمية. 

فى البدء كان النص ، فنجاح أى عمل درامى يبدأ من السيناريو الذى تميز بفكرته الجديدة وأحداثه التى تدور فى مدينة طنطا، وتفاصيل المكان من مقام السيد البدوى، وشوارع طنطا بزحامها وبيوتها وطبائع ناسها ، وحلوى «المتدلعة» التى تشتهر بها، وأغنيات وردة، وكثير من التفاصيل الصغيرة التى منحت العمل مذاقا وروحا مغايرة وساهمت فى إثرائه وقد كتبته ورشة «سرد» عن قصة لشادى عبد الله وأحمد بدوى بإشراف المبدعة مريم نعوم التى صار اسمها على أى عمل دليلا على التفرد والإتقان .

الكتابة التى اتسمت بتميز شديد كانت دافعا لإشعال وقود الإبداع لدى الجميع وفى مقدمتهم المخرجة مريم أبو عوف التى أكدت تفوقها من عمل لآخر باختيارها لفريق متكامل خلف وأمام الكاميرا وعلى رأسهم اياد نصار الذى برع فى التعبيرعن شخصية البطل المتعلق بالطب وتصوره أنه يمكن أن يمارسه دون دراسة، وريهام عبد الغفوربشخصية ضحى التى أدتها ببساطة، بتفاصيلها الإنسانية وتناقضاتها، وهى تنهى وصلتها كراقصة أفراح شعبية وتدعى أنها ممرضة وتضع الحجاب، وتميز إسلام إبراهيم وثراء جبيل، ومحسن منصور، والحضور الخاطف اللافت للفنان الكبير محمود قابيل، وطلة ضيوف الشرف، ميمى جمال وشريف دسوقى، والموهوب محمد ممدوح ولاشينة لاشين، والموسيقى التصويرية لسارى هانى، واكتمل الإبداع بعنصرالتصوير لنانسى عبد الفتاح وأحمد جبر.

لم تعد المنصات الرقمية مجرد واجهة لعرض الأعمال الفنية بل ساهمت فى تطوير كبير طال الدراما العربية، وصارت منصة إنتاج وتوزيع تنافس بقوة سينمائيا ودراميا.