فى الشارع المصرى

لماذا المصرية بالذات؟!

مجدى حجازى
مجدى حجازى

وصلتنى هذه الرسالة من د.شريف الدسوقى أستاذ العمارة - عاشق مصر والمصريين - جاء فيها: (لماذا المصرية بالذات؟!).. عبارة ألقاها مثقف عراقى فى إحدى الجامعات العراقية أراد بها أن يثنى على إحدى الأخوات من مصر، فكانت هذه العبارات:

لماذا اختار إبراهيم الخليل هاجر؟، ولماذا تركها فى وادٍ غير ذى زرعٍ؟، ولماذا هاجر بالذات مع أنها كانت حاضنةً لطفلٍ فى مرحلة الرضاعة؟، ألم يكن أولى أن يأخذ السيدة سارة إلى هذا المكان، فهى لم تكن تنجب ولم تكن حاضنة وكانت قوية بما يكفى.. ولماذا تتركنا هنا يا نبى الله؟ أهو أمر الله؟..

نعم: هو أمر الله.. إذن فلن يضيعنا الله.. اختيار الله.. اختار الله المصرية لتلك المهمة، ولكن لماذا المصرية؟!..

إنه درس التاريخ، إنها تعاليم الله.

المصرية.. صابرة، قوية، ذات عزيمة وجَلَد، رحمها خصب يأتى بأعظم الرجال؛ إسماعيل عليه السلام.. المصرية رمز للحياة، تجعل الصحراء الجدباء التى لا زرع فيها ولا ماء أم القرى ومقصد العبيد والأمراء..

المصرية مؤمنة بربها راضية بقضائه، واثقة فى علمه وحكمته، صَدَقَ إيمانها، جعل رب البيت لها منسكاً خاصاً من مناسك الحج «الصفا والمروة»، ويشرب الناس ماءً عذباً من تحت قدمى ولدها.. المصريات رؤوسهن تناطح السحاب، تجلس على عرش مصر بجوار ملكها، وأحياناً تجلس بعظمتها على العرش محركة ومتحكمة بعقلها الفذ فى مصائر البلاد والعباد بمنتهى الحكمة والقدرة..

عندما خرجت المصرية من بلدها مرتين؛ مرة تزوجت خليل الرحمن وأنجبت إسماعيل، عليه السلام، وكونت أمة، وشرعت منسكاً من مناسك الحج..

والمرة الثانية خرجت مارية القبطية، رضى الله عنها، لتتزوج خير خلق الله سيدنا محمد المصطفى، فأنجبت له ولده الوحيد إبراهيم، ووضعت قدماً للمصريين فى بيت النبوة، وإنه شرف لو تعلمون عظيم..

وعندما جلست المصرية على عرش مصر حكمت حتشبسوت الدولة المصرية 21 عاماً، أصبحت خلالها أعظم قوة عسكرية فى العالم ووصل الاقتصاد المصرى إلى مستوى غير مسبوق..

وعندما غنت المصرية أصبحت كوكب الشرق أقوى حبال صوتية لامرأة فى العالم، إنها السيدة أم كلثوم غنت للعاشقين وغنت للنبى العدنان وغنت لمصر المحروسة فاستحقت الاحترام والتقدير..

الأم المصرية العظيمة تبكى فى وجودها حباً لها، وتبكى فى غيابها شوقاً إليها.

إلى كل سيدات مصر، إلى كل هوانم مصر، إلى كل آنسات مصر، إلى كل عظيمات مصر، ينحنى العالم لكنّ احتراماً، أنتن اختيار الله مدعوماتٍ بقوة الله، ماضيكن حضارة تسجلها صفحات التاريخ وعظمة حاضركن لا تخطئها أعين الناظرين والمستقبل تضيئه شمس وجودكن)، «منقول».

كل عام ومصرنا الحبيبة بخير، حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.