شىء من الأمل

توقفوا عن الشراء!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

منذ اندلاع موجة التضخم التى اجتاحت العالم وطالتنا وهناك بعض الاعلاميين لا يحسنون مخاطبة الناس بخصوص تلك المشكلة التى صارت اول  واهم مشاكل الأغلب الأعم من المصريين، رغم أن الأمر يحتاج الى كل الكياسة المهنية فى مخاطبة الرأى العام حول هذه المشكلة وتداعياتها والوقت الذى سنظل نعانى فيه منها وتطل ضاغطة على جيوبنا، أو على الأقل حتى تتوقف حدة هذه المشكلة ويتوقف معدل التضخم عن الزيادة!

فليس من الحنكة أو الكياسة مطالبة عموم الناس بالمحافظة على ما فى حوزتهم من اموال والتوقف عن شراء أى سلع جديدة ، لأن الأغلب الأعم من الناس ليس لديهم أموال يشترون بها سلعا جديدا باستثناء بالطبع السلع الغذائية ، بل ان ما لديهم من اموال لا يكفى لتدبير كل احتياجاتهم من السلع الغذائية، وهذا ما استهدفه الرئيس السيسى بتوجيهاته للحكومة بتنفيذ حزمة جديدة من اجراءات الحماية الاجتماعية لمساعدة الأكثر احتياجا على تحمل ضغوط موجة التضخم الحالية..

ان التحذيرات الاعلامية المتكررة بالتوقف عن الشراء تثير استفزاز وضيق من لا يملكون القدرة على شراء ما يكفيهم من الغذاء.. بل لعلها ايضا تثير فزعهم ولا نطمئنهم على انه سوف يأتى يوم ويتخلصون فيه من هذا التضخم القاسى الذى داهمنا فى وقت كنّا نتطلع ونرجو فيه ان نعوض الأيام الصعبة التى تحملناها مع الإصلاح المالى الذى بدأناه فى أواخر عام ٢٠١٦ بتعويم الجنيه وتقليص دعم الطاقة. 

نحن الآن نعيش اياما تشبه أيام الحرب .. لا نحارب بقوات او أسلحة عسكرية ، وانما نحارب بأدوات وأسلحة اقتصادية لكى نتجاوز تلك الأزمة الاقتصادية التى لا تقتصر على هجوم للتضخم علينا وانما تشمل ايضا تراجعا كبيرا فى مواردنا من النقد الأجنبى بعد أن نزحت الأموال الساخنة من اسواقنا وتراجعت حركة السياحة العالمية، فى وقت نحتاج المزيد من النقد الأجنبى  لتدبير احتياجاتنا الغذائية وفى المقدمة منها القمح، ولسداد أقساط وفوائد الديون الخارجية التى حان موعد سدادها ..

وللحرب إعلامها الذى يحشد القوى ويرفع معنويات الناس لا أن يثير فزعهم أو يثير استفزازهم، حينما يطالبهم بالتوقف عن شراء سلع هم لا يملكون ثمنها أصلا ، أو حينما يطالبهم بتخفيض استهلاكهم لسلع غذائية مثل اللحوم والدواجن والسمك والبيض هم خفضوا بالفعل استهلاكهم منها بدون نصيحة من احد، وفعلوا ذلك مضطرين  وهم يحتاجون لمن يصدقهم القول كيف يتم تخفيف وطأة هذا التضخم.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي