فى الصميم

من سيدفع فواتير الغاز؟!

جلال عارف
جلال عارف

فى الوقت الذى ينتظر فيه العالم انفراجة فى أزمة القمح والحبوب بعد الاتفاق الذى رعته الأمم المتحدة لتأمين تصدير القمح من الموانئ الأوكرانية.

اشتعلت حرب الغاز بين روسيا وأوروبا بعد الإعلان مجدداً عن تخفيض كميات الغاز عبر الأنابيب إلى أقل من 20٪ مما كانت تضخه روسيا إلى اوروبا بصرف النظر عما تقوله روسيا من أن الأسباب فنية، وما تقوله أوروبا من أن روسيا تستخدم الغاز والأغذية سلاحاً فى الحرب..

فإن النتيجة أن أزمة الغاز تضرب أوروبا، وأن كل الاستعدادات لمواجهة مثل هذا الموقف لم تثمر كثيراً.

أعلنت أوروبا أنها ستخفض الاستهلاك بمقدار 15٪ وهو هدف تحيط به الشكوك، فاحتياجات الصناعة من الطاقة لا يمكن المساس بها إلا بثمن فادح، واحتياجات الأفراد سيكون صعباً الاقتراب منها مع حلول الشتاء.

كان الاتحاد الأوروبى يحاول كسب الوقت واستغلال فصل الصيف لملء خزانات من الوقود وتكوين احتياطى لمواجهة احتياجات الشتاء لحين استكمال الاستعدادات اللازمة لإيجاد مصادر بديلة للغاز والبترول الروسيين.

كانت روسيا من جانبها - لا تريد قطع شعرة معاوية مع الأوروبيين أو خسارة أفضل زبائنها فى هذا المجال حيث كانت تجنى مليار دولار كل يوم.. لكن يبدو أن الحرب فى أوكرانيا وصلت إلى نقطة القرارات الحاسمة التى يضغط فيها كل فريق بكل الأوراق التى يملكها!!

روسيا كانت تنتظر أن يقترن اتفاق القمح بتخفيف العقوبات المفروضة عليها وهو ما لم يحدث حتى الآن. الاستراتيجية التى تقودها أمريكا مازالت ترى أن المزيد من العقوبات ومن السلاح المتطور لأوكرانيا ضرورى لتغيير الوضع العسكرى فى أوكرانيا قبل أى تفاوض لوقف الحرب.

الرد الروسى كان استخدام ورقة الغاز، والرسالة واضحة: لا يمكن أن يستمر تدفق الغاز الروسى لأوروبا مع استمرار تدفق السلاح من أوروبا لأوكرانيا، اتفاق القمح يفتح باباً للأمل إذا تم البناء عليه.

هل يبدأ التفاوض الحقيقى لإنهاء الحرب أم يبقى باب التصعيد مفتوحاً، ويدفع العالم كله فواتير الصراع؟!