قريباً من السياسة

منير عامر غادر شاطئ الحياة

محمد الشماع
محمد الشماع

فى مثل هذه الايام من صيف العام 2008 تلقيت مكالمة على هاتفى المحمول، لم أكن اعرف من هو المتحدث صاحب الصوت الباسم الذى تشع منه السعادة والتفاؤل. قال ازيك يا محمد.. رديت الحمد لله..

وتابعنى بصوته قائلا: أنا منير عامر يا محمد، انا بأكلمك من على شاطئ البحر المتوسط. وسمعت ضحكة هادئة.

وقفت خلف مكتبى وانا غير مصدق وفى غاية السعادة.. اهلا يا ريس.! أهلا يا ريس.. أنا سعيد جداً.. فقال أنا بأحييك على نجاح آخر ساعة انت هايل المجلة ممتازة واتغيرت كثيراً ورجعت شباب تانى وأصبحت أكثراً جمالاً.. برافو عليك.

وفى هذا العام حصلت على جائزة العملاق مصطفى أمين فى تطوير مجلة آخر ساعة قلت له: دى شهادة عظيمة جداً يا استاذنا، ربنا يخليك، النهاردة من اسعد ايام حياتى ان سيادتك تعطينى هذه الشهادة بهذه الكلمات الرائعة!!

أخذ الكاتب الكبير المحترم المبدع يعدد ويشرح عناصر نجاح المجلة وأسباب تفوقها وتأكيده وحرصه على متابعتها..

انصت للكلمات وكأنى فى حلم غير مصدق ما اسمع من أحد كبار الأساتذة الذى استمتعت بكتاباته وافكاره وتعلمت منه الكثير من خلال مجلة صباح الخير فى عهدها الذهبى مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة..

الأستاذ المعلم الذى كنت اقرأ كتاباته وأنا صبى صغير يحدثنى ويشيد بالمجلة التى انا رئيس تحريرها. كل ذلك دار فى رأسى وأنا اتلقى الكلمات التى لا أنساها تشيد بى وفريق العمل والجرأة والمصداقية التى تميزت بها موضوعات المجلة واختتم كلماته الرائعة وهو يداعبنى قائلا: أنا بأكلمك من تليفونى الخاص من على الشاطئ وعايز اسمع صوتك شد حيلك يا محمد برافو رددت..

متشكر جداً مع السلامة إجازة سعيدة بعد تلك المكالمة علمت ان النجم الاعلامى فائق التميز مهنياً وأخلاقياً شريف عامر هو نجل استاذنا المحترم منير عامر وكنت دائماً ومازلت أتابع برامجه الممتازة فهو مثال ممتاز للاعلامى الحقيقى الذى درسنا مواصفاته وسماته فى الجامعة لكن يندر وجودها على الشاشات، ولم لا فهو تلميذ والده ومعلمه الذى احسن تربيته وتعليمه.

حزنت بشدة لفراق الأستاذ منير عامر الذى وافته المنية منذ يومين كل العزاء لأسرته وتلاميذه ومحبيه.