مصر من الانفلات الأمنــــــــــى إلى واحة الأمن والأمان.. الضربات الاستباقيــــــــــة دحـرت الإرهـاب.. وحـاصـــرت الجـريمـــة

«كنا فين وبقينا فين» «٦»| اللجان الشعبية كلمة سر الأمان وقت الانفلات

انتشار اللجان الشعبية خلال الإنفلات الأمنى
انتشار اللجان الشعبية خلال الإنفلات الأمنى

محمد اسبتان

مشهدان لن ينساهما المصريون..

يوم أن وقفوا لحماية منازلهم فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير خوفاً من اللصوص ويوم أن سعى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية لنشر العنف والفوضى فى ربوع مصر بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو وسقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسى..

وقتها شعر المصريون بقيمة ونعمة الأمن..

ووقفوا يرفعون القبعة لرجال الشرطة المصرية على ما يتحملونه من أعباء لحفظ السلم والأمن فى ربوع المحروسة.

دائماً المصريون ما يكون لديهم الحلول خاصة فى أوقات الأزمات لا تقف أمامهم العوائق فيتذكر الجميع انتشار العنف والفوضى فى أعقاب الثورة فبدأوا فى تكوين مجموعات من أنفسهم تتولى الدفاع وتحقيق الأمن فى الشارع أطلق عليها اللجان الشعبية التى ولدت من رحم الشعب وتحبط الانفلات الأمنى بعد انهيار جهاز الشرطة فى أحداث ٢٥ يناير..

وضرب شعب مصر المثل كعادته دائماً فوقف يحمى وطنه كتلة واحدة مسلمين ومسيحيين، لا يستطيع أحد أن يفرق من المسلم ومن المسيحى..

وقفوا ليعيدوا الأمن إلى الشارع المصرى فى ظل غياب قوات الأمن من خلال اللجان الشعبية التى استطاعت أن تبين معدن الشعب المصرى وقت الأزمات..

إنها واحدة من الملاحم الوطنية التاريخية التى لا تنسى للمصريين، دلت على وحدتهم الوطنية وتكاتفهم معا يداً واحدة فى أوقات الأزمات للحفاظ على أمن مصر والعبور بها إلى بر الأمان، تمثلت فى تكوين اللجان الشعبية أثناء ثورة يناير 2011 عقب انهيار المنظومة الأمنية بالبلاد وتزايد أعمال السرقة والنهب والفوضى بالبلاد عقب اقتحام السجون وتهريب الخارجين عن القانون..

وبدأت فئات الشعب المصرى تقسم أنفسها إلى مجموعات للقيام بهذا الدور العظيم والذى استطاع شباب ورجال مصر الأوفياء من خلاله، تجسيد مشهد وطنى بكل المقاييس، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى، الكل هدفه الحفاظ على مصر وأمنها من المخربين، بعد الغياب المفاجئ لقوات الأمن..

وتعد هذه الملحمة من أبرز المواقف التى جعلت العالم كله ينظر إلى المصريين بعين أخرى، وبمنظور جديد، لهذه الوحدة الوطنية، والتى أثبتت للعالم أجمع كيف يقف المصريون معاً وقت الأزمات وقوتهم اللامحدودة وقدرتهم على حماية أمن الوطن.