الوكالة اليهودية تشعل حربًا سريَّة بين روسيا وإسرائيل

الوكالة اليهودية تشعل حربًا سريَّة بين روسيا وإسرائيل
الوكالة اليهودية تشعل حربًا سريَّة بين روسيا وإسرائيل

كشفت وكالات الاستخبارات الروسية نشاطًا مريبًا للوكالة اليهودية فى موسكو، يفضى إلى تهجير العقول الروسية إلى إسرائيل، وجمع بيانات بالغة الدقة عن العلماء الروس، وتدشين قاعدة بيانات بخصوص تلك الشريحة تمهيدًا لاستقطابها داخل إسرائيل بذريعة اعتراضها على الحرب الدائرة فى أوكرانيا.


وقالت دوائر أمنية روسية إن الوكالة اليهودية تلقت اتهامات بهذا الخصوص خلال الآونة الأخيرة، وسددت غرامات مالية ضخمة دون الاعتراض أو حتى التشكيك فى الاتهامات، لكنها لم تتوقف فى المقابل عن نشاطها المشبوه، ما حدا بالدوائر الروسية إلى رفع دعوى قضائية لإغلاق مقر الوكالة وكل أفرعها المنتشرة فى البلاد، ومن المقرر نظر الدعوى فى 28 يوليو الجارى.


وحسب مصادر رسمية فى موسكو، تخلت الوكالة اليهودية عن نشاطها المعلن، وانشغلت بممارسات تضر الأمن القومى الروسى، ولم ترتدع بالغرامات المفروضة عليها، وحشدت خلال العام الماضى فقط مئات العلماء إلى إسرائيل بين ما يربو على 22 ألف يهودى روسى، بالإضافة إلى غير اليهود الذين تصفهم بطالبى اللجوء إلى إسرائيل.


وفى حين عزفت الوكالة اليهودية عن الرد، التفَّت حكومة تل أبيب هى الأخرى على الاتهامات، واعتبرتها ردًا روسيًا على موقف يائير لاپيد رئيس الوزراء الإسرائيلي من حرب روسيا فى أوكرانيا.

وانتقاده للغزو الروسى قبل وبعد خلافة نفتالى بينت، فضلًا عن اعتراض الكرملين على عمليات إسرائيل العسكرية ضد التواجد الإيرانى فى سوريا. وإمعانًا فى غض الطرف عن نشاط الوكالة اليهودية السرِّى فى روسيا، تلقت وزيرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية إثيوبية الأصل بنينا تامنو شيتا تعليمات بتسويق وقوف حكومة موسكو أمام حق اليهود الروس فى الهجرة إلى إسرائيل، وعزت ذلك إلى خلافات سياسية حول المسألة الأوكرانية.


وفى محاولة لترسيخ اقتصار نشاط الوكالة على تهجير اليهود، زعمت شيتا: «تأسست أفرع الوكالة اليهودية فى مختلف دول أوروبا، وتمارس نشاطها بالتنسيق مع السلطات المحلية». لكن وحدة الاستخبارات الروسية FSB شككت بما لديها من معلومات فى نزاهة عمل الوكالة اليهودية.

ورأت فى تقرير رفعته إلى الجهات القضائية أن ممارسات الوكالة ترقى إلى درجة التخابر، وانتهاك الأمن القومى الروسى، وأن الأمر لا يتعلق من قريب أو بعيد بمسألة هجرة اليهود إلى إسرائيل. ورغم رفض إسرائيل إغلاق الوكالة اليهودية فى روسيا، لكن الوكالة ذاتها درست منذ فترة ليست بالطويلة إغلاق مقرها الرئيسى وأفرعها فى روسيا.

وهو ما أكد الاتهامات المنسوبة إليها، لا سيما فى ظل رفضها إطلاع الجهات المعنية الروسية على أنشطتها فى البلاد، فقبل شهر تقريبًا بعثت وزارة العدل الروسية خطابًا رسميًا إلى الوكالة اليهودية، يتضمن العديد من الأسئلة التى تشكك فى نزاهة عمل الوكالة، وتلوِّح باعتزام الوزارة إغلاق مقار الوكالة فى مختلف أنحاء روسيا.


وتأكيدًا على الصبغة الأمنية التى تكتنف القضية وابتعادها تمامًا عن مواقف سياسية، يعتزم رئيس الأمن القومى الإسرائيلى إيال خولتا الاتصال بنظيره الروسى نيكولاى بتروشيڤ فى محاولة لتسوية الأزمة، بينما ينفرد رئيس الوزراء لابيد بمسارات أخرى لم يُعلن عنها لاحتواء الدب الروسى، والحيلولة دون انفلاته.

اقرأ ايضا | لبنان - اسرائيل .. سيناريوهات الصراع على الغاز