سر الأزمة التى كادت تنهى مسيرة فاتن حمامة مبكرًا !

فاتن حمامة
فاتن حمامة

مايسة‭ ‬أحمد

ساهمت‭  ‬فاتن‭ ‬حمامة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬صورة‭ ‬جديرة‭ ‬بالإحترام‭ ‬لدور‭ ‬السيدات‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬العربية،‭ ‬منذ‭ ‬إحترافها‭ ‬التمثيل‭ ‬عام‭ ‬1940‭.. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1996، ‬وأثناء‭ ‬احتفال‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬نشاطها،‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬كأفضل‭ ‬ممثلة،‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬أفلامها‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬100‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬تسلمت‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراة‭ ‬الفخرية‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وعام‭ ‬2000‭ ‬منحتها‭ ‬منظمة‭ ‬“الكتّاب‭ ‬والنقاد‭ ‬المصريين”،‭ ‬جائزة‭ ‬“نجمة‭ ‬القرن”،‭ ‬كما‭ ‬منحت‭ ‬“وسام‭ ‬الأرز”‭ ‬من‭ ‬لبنان،‭ ‬و”وسام‭ ‬الكفاءة‭ ‬الفكرية”‭ ‬من‭ ‬المغرب،‭ ‬والجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬للمرأة‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬اختارت‭ ‬لجنة‭ ‬السينما‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬8‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬فيها‭ ‬فاتن‭ ‬لتكون‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬100‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وأطلق‭ ‬عليها‭ ‬لقب‭ ‬“سيدة‭ ‬الشاشة‭ ‬العربية”‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬مسرحيات‭ ‬طوال‭ ‬حياتها،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بدايتها‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬“عميد‭ ‬المسرح‭ ‬العربي”،‭ ‬يوسف‭ ‬بك‭ ‬وهبي‭.‬

 

سر‭ ‬آسيا

إنجازات‭ ‬كثيرة‭ ‬حققتها‭ ‬“سيدة‭ ‬القصر”‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭ ‬الفني،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬خطواتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن؟‭.. ‬ولدت‭ ‬فاتن‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬1931‭ ‬بحي‭ ‬عابدين‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬وكان‭ ‬والدها‭ - ‬أحمد‭ ‬حمامة‭ - ‬من‭ ‬كبار‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬المعارف‭ (‬التعليم‭ ‬حاليا‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬بمدينة‭ ‬المنصورة،‭ ‬وقام‭ ‬بتسجيلها‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬يمنع‭ ‬القانون‭ ‬قيد‭ ‬المواليد‭ ‬الجدد‭ ‬إلا‭ ‬بمعرفة‭ ‬الأب‭.‬

 

بدأ‭ ‬ولعها‭ ‬بعالم‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬عندما‭ ‬أخذها‭ ‬والدها‭ ‬معه‭ ‬لمشاهدة‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬بمدينتها،‭ ‬وكانت‭ ‬اللبنانية‭ ‬آسيا‭ ‬داغر‭ ‬تلعب‭ ‬دور‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬الفيلم،‭ ‬وعندما‭ ‬بدأ‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الصالة‭ ‬بالتصفيق‭ ‬لآسيا،‭ ‬قالت‭ ‬فاتن‭ ‬لوالدها‭ ‬إنها‭ ‬تشعر‭ ‬بأن‭ ‬الجميع‭ ‬يصفقون‭ ‬لها،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬نشأ‭ ‬رابط‭ ‬خفي‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬السينما‭.‬

 

ممنوعة‭ ‬من‭ ‬التمثيل

عندما‭ ‬فازت‭ ‬بمسابقة‭ ‬أجمل‭ ‬طفلة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بنهاية‭ ‬الثلاثينيات،‭ ‬أرسل‭ ‬والدها‭ ‬صورتها‭ ‬إلى‭ ‬المخرج‭ ‬محمد‭ ‬كريم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬طفلة‭ ‬تقوم‭ ‬بالتمثيل‭ ‬مع‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“يوم‭ ‬سعيد”‭ ‬إنتاج‭ ‬عام‭ ‬1940،‭ ‬وأصبح‭ ‬كريم‭ ‬مقتنعًا‭ ‬بموهبة‭ ‬الطفلة،‭ ‬حيث‭ ‬أعجب‭ ‬بها‭ ‬للغاية‭ ‬وقام‭ ‬بتغيير‭ ‬السيناريو‭ ‬لإعطائها‭ ‬دورا‭ ‬أكبر،‭ ‬وحصلت‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬أجر،‭ ‬وكان‭ ‬10‭ ‬جنيهات،‭ ‬بعدها‭ ‬رفض‭ ‬والدها‭ ‬عدة‭ ‬عروض‭ ‬سينمائية‭ ‬حرصًا‭ ‬على‭ ‬مستقبلها‭ ‬الدراسي،‭ ‬حتى‭ ‬أقنعه‭ ‬المخرج‭ ‬محمد‭ ‬كريم،‭ ‬فقام‭ ‬بكتابة‭ ‬عقد‭ ‬مع‭ ‬والدها‭ ‬ليضمن‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬السينمائية،‭ ‬ثم‭ ‬استدعاها‭ ‬نفس‭ ‬المخرج‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬فيلمه‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬“رصاصة‭ ‬في‭ ‬القلب”‭ ‬عام‭ ‬1944،‭ ‬وارتفع‭ ‬أجرها‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬جنيه،‭ ‬ومع‭ ‬فيلمها‭ ‬الثالث‭ ‬“دنيا”‭ ‬عام‭ ‬1946،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬حجز‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬السينما،‭ ‬وانتقلت‭ ‬العائلة‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬تشجيعًا‭ ‬منها‭ ‬للفنانة‭ ‬الناشئة،‭ ‬ودخلت‭ ‬فاتن‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬لتكون‭ ‬ضمن‭ ‬دفعته‭ ‬الأولى،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أسسها‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬زكي‭ ‬طليمات‭.‬

 

شكل‭ ‬جديد‭ ‬للمرأة

لاحظ‭ ‬يوسف‭ ‬وهبي‭ ‬موهبة‭ ‬الفنانة‭ ‬الناشئة،‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬تمثيل‭ ‬دور‭ ‬أبنته‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“ملاك‭ ‬الرحمة”‭ ‬عام‭ ‬1946،‭ ‬وبهذا‭ ‬الفيلم‭ ‬دخلت‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬وهي‭ ‬الميلودراما،‭ ‬وكان‭ ‬عمرها‭ ‬15‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬لكنها‭ ‬جذبت‭ ‬أنظار‭ ‬النقاد‭ ‬والمخرجين،‭ ‬واشتركت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬يوسف‭ ‬وهبي‭ ‬بفيلمي‭ ‬“القناع‭ ‬الأحمر”‭ ‬و”كرسي‭ ‬الإعتراف”‭ ‬عام‭ ‬1949،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬قامت‭ ‬بدور‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬فيلمين،‭ ‬“اليتيمتين”‭ ‬للمخرج‭ ‬حسن‭ ‬الإمام،‭ ‬و”ست‭ ‬البيت”‭ ‬إخراج‭ ‬أحمد‭ ‬كامل‭ ‬مرسي،‭  ‬وحققت‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬شباك‭ ‬التذاكر‭.‬

 

عندما‭ ‬بدأت‭ ‬مشوارها‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬كان‭ ‬النمط‭ ‬السائد‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬معظم‭ ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬نوادي‭ ‬الطبقات‭ ‬الراقية،‭ ‬وإما‭ ‬تطارد‭ ‬الرجال‭ ‬أو‭ ‬العكس،‭ ‬وأيضًا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬نزعة‭ ‬إلى‭ ‬تمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬كسلعة‭ ‬جسدية‭ ‬لإضافة‭ ‬طابع‭ ‬الإغراء‭ ‬لأفلام‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وكانت‭ ‬معظم‭ ‬الممثلات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬يُجدن‭ ‬الغناء‭ ‬أو‭ ‬الرقص،‭ ‬لكن‭ ‬فاتن‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬فيلمًا‭ ‬وكان‭ ‬المخرجون‭ ‬يسندون‭ ‬إليها‭ ‬دور‭ ‬الفتاة‭ ‬المسكينة‭ ‬البريئة،‭ ‬ثم‭ ‬تغير‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الخمسينيات،‭ ‬وبدأ‭ ‬التوجه‭ ‬العام‭ ‬نحو‭ ‬الواقعية‭ ‬بتجسيد‭ ‬شخصيات‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الواقع،‭ ‬حيث‭ ‬اشتركت‭ ‬فاتن‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬فيلم‭ ‬للمخرج‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬“بابا‭ ‬أمين”‭ ‬عام‭ ‬1950،‭ ‬وفيلم‭ ‬“الأستاذة‭ ‬فاطمة”‭ ‬عام‭ ‬1952‭ ‬مثلت‭ ‬دور‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬متوسطة‭ ‬تؤمن‭ ‬إن‭ ‬للنساء‭ ‬دورًا‭ ‬يوازي‭ ‬دور‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬بتقديم‭ ‬دور‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“لك‭ ‬يوم‭ ‬يا‭ ‬ظالم”،‭ ‬الذي‭ ‬أعتبر‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الأفلام‭ ‬الواقعية،‭ ‬ومثل‭ ‬الفيلم‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬بمهرجان‭ ‬“كان”‭ ‬السينمائي،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“صراع‭ ‬في‭ ‬الوادي”‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬الذي‭ ‬نافس‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬“كان”،‭ ‬لكن‭ ‬النقاد‭ ‬يصفون‭ ‬بداية‭ ‬مرحلة‭ ‬النضج‭ ‬لدى‭ ‬فاتن‭ ‬حينما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“دعاء‭ ‬الكروان”‭ ‬عام‭ ‬1959،‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬اختير‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬أنتجته‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭.‬

 

لكن‭ ‬فاتن‭ ‬تألقت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الرومانسية،‭ ‬وأشهرها‭ ‬“بين‭ ‬الأطلال”‭ ‬عام‭ ‬1959،‭ ‬الذي‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬ترفضه‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لكن‭ ‬أقنعها‭ ‬المخرج‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬ذو‭ ‬الفقار‭ ‬والكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬يوسف‭ ‬السباعي‭ ‬بقبول‭ ‬الدور،‭ ‬وروَت‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬فضل‭ ‬ذو‭ ‬الفقار‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم،‭ ‬حيث‭ ‬راهن‭ ‬عليه،‭ ‬ليتم‭ ‬اختياره‭ ‬لاحقا‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬أفلام‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

 

عام‭ ‬1972‭ ‬قدمت‭ ‬فاتن‭ ‬حمامة‭ ‬دور‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“إمبراطورية‭ ‬ميم”‭ ‬لتبدأ‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬السينمائية‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فيلم‭ ‬“أريد‭ ‬حلا”‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬بمصر‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬قدمت‭ ‬فيلم‭ ‬“يوم‭ ‬حلو‭ ‬ويوم‭ ‬مر”‭ ‬مع‭ ‬المخرج‭ ‬خيري‭ ‬بشارة‭ ‬الذي‭ ‬لعبت‭ ‬فيه‭ ‬دور‭ ‬أم‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬إعالة‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينات‭ ‬حيث‭ ‬سطوة‭ ‬الرأسمالية‭.  ‬

 

عودة‭ ‬بعد‭ ‬غياب

غابت‭ ‬فاتن‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬التسعينيات‭ ‬عن‭ ‬الشاشة،‭ ‬سواء‭ ‬الكبيرة‭ ‬أو‭ ‬الصغيرة،‭ ‬لكنها‭ ‬عادت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000‭  ‬لتقدم‭ ‬مسلسل‭ ‬“وجه‭ ‬القمر”،‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬قناة‭ ‬فضائية‭ ‬ومحطة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬عربية،‭ ‬والذي‭ ‬أنتقدت‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬سلبيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجسيدها‭ ‬شخصية‭ ‬مذيعة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالتليفزيون،‭ ‬كما‭ ‬تناول‭ ‬العمل‭ ‬أيضا‭ ‬القضايا‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لكن‭ ‬المسلسل‭ ‬صاحبه‭ ‬أيضا‭ ‬ضجة‭ ‬إعلامية‭ ‬تسبب‭ ‬فيها‭ ‬قيام‭ ‬مؤلفة‭ ‬العمل،‭ ‬ماجدة‭ ‬خير‭ ‬الله،‭ ‬برفع‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬ضد‭ ‬الشركة‭ ‬المنتجة‭ ‬للمسلسل،‭ ‬تتهمهم‭ ‬بإن‭ ‬المسلسل‭ ‬أصابه‭ ‬التشويه‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الحذف‭ ‬والإضافة‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بطلته‭ - ‬والتي‭ ‬وحسب‭ ‬المؤلفة‭ - ‬كانت‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬المخرج‭ ‬سواء‭ ‬بإختيار‭ ‬النجوم‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬المونتاج،‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬هذه‭ ‬الضجة‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬قاتن‭ ‬كأفضل‭ ‬ممثلة،‭ ‬كما‭ ‬اختير‭ ‬العمل‭ ‬كأفضل‭ ‬مسلسل‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭.‬

 

في‭ ‬الظل

واجهت‭ ‬فاتن‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حياتها‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تنهي‭ ‬مسيرتها‭ ‬كممثلة‭ ‬مبكرا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬“لدغة”‭ ‬في‭ ‬نطق‭ ‬حرف‭ ‬“الراء”،‭ ‬وفشل‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬التخاطب‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأمر،‭ ‬لكن‭ ‬علاجها‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الممثل‭ ‬القدير‭ ‬زكي‭ ‬طليمات‭.‬

القفص‭ ‬الذهبي

تزوجت‭ ‬فاتن‭ ‬3‭ ‬مرات،‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬من‭ ‬المخرج‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬ذو‭ ‬الفقار،‭ ‬حيث‭ ‬تزوجها‭ ‬أثناء‭ ‬تصوير‭ ‬فيلم‭ ‬“أبو‭ ‬زيد‭ ‬الهلالي”،‭ ‬وأسسا‭ ‬معًا‭ ‬شركة‭ ‬إنتاج‭ ‬سينمائية‭ ‬قامت‭ ‬بإنتاج‭ ‬فيلم‭ ‬“موعد‭ ‬مع‭ ‬الحياة”‭ ‬عام‭ ‬1954،‭ ‬لكن‭ ‬علاقتها‭ ‬بذو‭ ‬الفقار‭ ‬تدهورت‭ ‬لأنها‭ ‬علاقة‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬إعجاب‭ ‬تلميذة‭ ‬بأستاذها،‭ ‬لتنتهي‭ ‬العلاقة‭ ‬بعد‭ ‬الفيلم‭ ‬مباشرة،‭ ‬ثم‭ ‬تزوجت‭ ‬عام‭ ‬1955‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬عمر‭ ‬الشريف،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أشهر‭ ‬إسلامه،‭ ‬وكانت‭ ‬سعيدة‭ ‬معه،‭ ‬لكن‭ ‬الشائعات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لغيرتها‭ ‬الشديدة‭ ‬–‭ ‬كما‭ ‬وصفت‭ ‬نفسها‭ - ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬استحالة‭ ‬إستمرار‭ ‬الزواج،‭ ‬والذي‭ ‬أنتهى‭ ‬عام‭ ‬1974،‭ ‬وبعدها‭ ‬بعام‭ ‬واحد‭ ‬تزوجت‭ ‬من‭ ‬طبيب‭ ‬الأشعة‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب،‭ ‬وظلت‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬وفاتها‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬الـ83‭ ‬عامًا،‭ ‬بعد‭ ‬معاناتها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬لمدة‭ ‬8‭ ‬أشهر‭ ‬كاملة‭.‬