العلماء يكتشفون انهيار قشرة الأرض تحت جبال الأنديز منذ ملايين السنين

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في اكتشاف لم يسبق له مثيل، توصل فريق دولي من العلماء أن أسفل سلسلة جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، تنهار قشرة الأرض باتجاه الوشاح، على مدار ملايين السنين.

وتُعرف هذه الظاهرة باسم "تقطر الغلاف الصخري"، وهي تسمية مشتقة من تشظي المواد الصخرية التي تشكل قشرة الأرض والغطاء العلوي، وفقا للدراسة التي نُشرت مؤخرا في مجلة Communications Earth & Environment. 

اقرأ أيضا | بسبب عاصفة ثلجية..إغلاق ممر جبلي حيوي بين الأرجنتين وتشيلي

وهذه العملية الجيولوجية الطويلة، حيث أنها مستمرة منذ ملايين السنين، أدت إلى ظهور تشوهات كبيرة على السطح مثل الأحواض، وطي القشرة والارتفاعات غير المنتظمة، وهي ظاهرة جيولوجية تغرق فيها كتلة كثيفة وباردة نسبيا من الغلاف الصخري في الوشاح العلوي الأكثر مرونة، وذلك بحسب ساينس ألرت.

وعلى الرغم من أن هذه العملية تعد مفهوما جديدا نسبيا في مجال الصفائح التكتونية الذي مضى عليه عقود من الزمن، فقد تم تحديد العديد من الأمثلة على "تقطر الغلاف الصخري" حول العالم، بينها هضبة الأناضول الوسطى في تركيا والحوض العظيم في غرب الولايات المتحدة.

أكد فريق بحثي بقيادة علماء الأرض في جامعة تورنتو، أن عدة مناطق في جبال الأنديز الوسطى في أمريكا الجنوبية تشكلت بنفس الطريقة.

وقالت جوليا أندرسن، مؤلفة الدراسة الرئيسية وطالبة الدراسات العليا في علم الجيولوجيا في جامعة تورنتو بكندا: «لقد أكدنا أن تشوها على سطح منطقة من جبال الأنديز أدى إلى امتصاص جزء كبير من الغلاف الصخري أسفله».

وعثر على التشوه الذي تشير إليه أندرسن في حوض أريزارو ويتكون من التجاعيد التي كانت تتشكل على السطح حيث تختفي القشرة أدناه.

وأوضحت أندرسن: «نظرا لكثافته العالية، فإنه يقطر مثل الشراب البارد أو العسل في عمق باطن الكوكب، وربما يكون مسؤولا عن حدثين تكتونيين رئيسيين في جبال الأنديز الوسطى: تغيير تضاريس سطح المنطقة بمئات الكيلومترات، وسحق وتمديد القشرة السطحية نفسها».

وكشفت أندرسن: «كان الأمر أشبه بإنشاء وتدمير أحزمة تكتونية جبلية في صندوق رمل، تطفو في بركة صهارة مقلدة، وكل ذلك في ظل ظروف قياس دقيقة بشكل لا يصدق».

وأضافت أندرسن: «لاحظنا أيضا تقصير القشرة المطوية في النموذج، فضلا عن المنخفضات الشبيهة بالحوض على السطح، لذلك نحن واثقون من أن القطرات من المحتمل جدا أن تكون سبب التشوهات الملحوظة في جبال الأنديز».

وفي الوقت الحالي، تم تحديد تقطير الغلاف الصخري على الأرض فقط، لكن العلماء واثقون من أنه في المستقبل، يمكن اكتشافه من خلال النمازج والتجريب على الكواكب الأخرى التي لا تحتوي على الصفائح التكتونية، مثل المريخ والزهرة.