فى الصميم

من أوروبا التى تحترق.. إلى قمة شرم الشيخ!

جلال عارف
جلال عارف

موجة الحر القاتل التى تضرب أوروبا إنذار شديد اللهجة للعالم كله.. الأرض لم تعد تتحمل هذا العبث بمقدرات البشر، وهذا التلويث المتعمد للمناخ وهذا التدمير لمقومات الحياة.

ما تشهده أوروبا من ارتفاع فى درجات الحرارة لم يحدث من قبل. قد نمر نحن على الأرقام المسجلة دون انزعاج. فدرجة حرارة تبلغ الأربعين معتادة لدينا فى صيف قائظ، لكنها قاتلة فى بلاد تعودت أن تعيش شهور الصيف مع حرارة تدور حول العشرين درجة(!!) وفى ظل ظروف معيشية لا تتواءم مع الحرارة الشديدة ومنازل معدة للتعامل مع برد الشتاء ولا تعرف التكييف البارد أو حتى المراوح.

الخطير أن الموجة مستمرة، والعلماء ينذرون بالأسوأ، والتحذيرات تقول أن نصف أوروبا مهدد بالجفاف، وأن الأمر قد بدأ فعلاً مع أمطار أقل وحرارة قياسية وحرائق تشتعل فى الغابات، ونقص متوقع فى المياه وفى المحاصيل الزراعية، والأخطر قد يكون مع ذوبان متوقع للجليد فى القطب الشمالى تتم ترجمته إلى فيضانات تجتاح أوروبا وتصل للبحر المتوسط!.

روشتة الإنقاذ معروفة وأهمها تقليل الانبعاثات السامة والطاقة الملوثة وهو ما قاومته طويلاً الدول الصناعية الكبرى قبل أن ترضخ للضغوط ولو ببطء لم يعد محتملاً مع اقتراب الخطر من نقطة الانفجار.

الوضع العالمى يجعل من قمة المناخ القادمة فى شرم الشيخ هى الأخطر والأهم سيكون مطلوباً وقفة حاسمة توقف التدهور السريع فى الظروف المناخية.

لم يعد أحد يجادل فى أهمية ذلك، لكن تضارب المصالح لابد أن ينتهى من أجل إنقاذ البشرية.

الظروف معقدة وأزمة الطاقة وبدأت بعض الدول فى مواجهتها بالعودة للطاقة الملوثة، ومخاطر الجفاف تدعو لتبنى برنامج دولى لتنمية الزراعة والحفاظ على المياه وفرض احترام القوانين الدولية والحقوق التاريخية حتى لا تندلع حروب المياه.

حرائق أوروبا إنذار بأن العالم فى خطر حقيقى، وأن المواجهة لا يمكن أن تتأخر!!.