جلال عارف يكتب: بعيد المنال..!!

جلال عارف
جلال عارف

كان يمكن لحديث الرئيس الأمريكى بايدن عن  حل الدولتين ، أن يكتسب بعض الأهمية الحقيقية، لو أنه أقر بمسئولية السياسة الأمريكية فى الوصول للوضع الذى أصبح فيه هذا الحل - فى رأى بايدن - بعيد المنال. ولو أنه كشف عن خطوات لتصحيح الخطأ ولوقف الوصول إلى ما حذر منه الرئيس الفلسطينى أبومازن من أنه إذا كان حل الدولتين مازال متاحا اليوم.. فإنه لن يكون كذلك غدا!!

لو أقر بايدن بالحقائق.. لقال إن إسرائيل لم تؤمن يوما واحدا بسلام عادل يقوم على حل الدولتين فعلا. وأن ثلاثين عاما فى ظل اتفاق أوسلو  كانت فى حقيقتها سباقا إسرائيليا فى التهام الأرض وتهويد القدس وتثبيت أركان الاحتلال، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وزرع المستوطنات فى أرض فلسطين، وإنهاء أى فرصة حقيقية لقيام الدولة الفلسطينية.

ولو أقر بايدن بالحقائق.. لاعترف بأن إسرائيل لم يكن فى مقدورها أن تفعل ذلك إلا بالدعم الأمريكى الكامل الذى وفر كل الامكانيات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل، ووفر لها الحماية من المحاسبة على جرائمها، ومنع النظام الدولى من عقابها على انتهاكها المستمر لكل القوانين والقرارات الدولية لسبب واحد وحيد.. وهو القرار الأمريكى بأن إسرائيل فوق القانون وخارج المحاسبة!

ولو أن  بايدن  يرى بالفعل - كما قال- أن حل الدولتين هو الحل المطلوب، لكان قد فتح بابا للأمل فى بقاء هذا الحل على قيد الحياة، لكان قد طلب إيقاف عمليات الاستيطان وأكد على عدم شرعيتها حتى يبقى ما يمكن التفاوض عليه من أجل حل الدولتين!! لكن بايدن الذى وقف فى القدس يعلن اعتزازه بـ صهيونيته رغم أنه غير يهودي !!  اكتفى بالتبرع لمستشفى وتطييب خاطر  أبومازن ، وتصريح حل الدولتين  بعيد المنال .. ثم مضى إلى الهدف الحقيقى وهو مد النفوذ الإسرائيلى فى المنطقة، والترويج لمشروعات  الدمج ، والتطبيع المجانى ، ليكتشف فى اجتماعات جدة، أن فلسطين حاضرة، وأن كل أحاديث الدمج والتحالف والتطبيع  بعيدة المنال ، وبأكثر مما هو الحال فى  حل الدولتين  الذى يلفظ أنفاسه!!