«جحيم الحر» يضرب القارة

الحرائق تلتهم الغابات.. والجفاف يهدد نصف أراضي أوروبا

 حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات فى فرنسا
حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات فى فرنسا

عواصم ـــــ وكالات الأنباء :

تواجه العديد من دول العالم موجة حر قاسية وسط ارتفاعات قياسية لدرجات الحرارة أدت إلى اشتعال الحرائق التى لا تزال تلتهم آلاف الهكتارات من الغابات وأجبرت السكان على الهروب من منازلهم.

فى أوروبا الغربية

تتواصل جهود مكافحة حرائق الغابات المدمرة نتيجة موجة حر من المتوقع أن تستمر إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع وموجة الحر هذه هى الثانية التى تسجل فى أوروبا فى غضون شهر وتعود زيادة هذه الظواهر إلى التداعيات المباشرة لتغيرات المناخ.

ويبذل رجال الإطفاء أقصى جهودهم لإخماد النيران المستعرة فى فرنسا وإسبانيا واليونان، وتوقع خبراء الأرصاد الجوية، أن تتجاوز درجات الحرارة القصوى فى كل المناطق، الثلاثين درجة مئوية وستراوح ما بين 38 و40 درجة فى جزء كبير من البلاد، لتشهد فرنسا بذلك أكثر الأيام حرًا فى تاريخها.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية «ميتيو فرانس» من «تفاقم الحرارة وامتدادها لتشمل البلاد برمتها» متوقعة تسجيل مستويات قياسية وبخاصة غرب البلاد وجنوب غربها ٫وأوضحت أنه «فى بعض مناطق الجنوب الغربى قد تصل الحرارة» إلى 44 درجة، تليها «ليلة شديدة الحر».

وستبلغ موجة الحر الخامسة والأربعون التى تكتسح فرنسا منذ عام 1947، ذروتها على الواجهة الأطلسية للبلاد ولا سيما فى منطقة بريتانييه التى كانت تحميها حتى الآن رياح المحيط، ومن المنتظر أن ترافق هذه الموجة الحرارية مستويات قياسية أيضا فى تلوث الجو مع ارتفاع فى تركيز الأوزون خاصة فى منطقة الأطلسى وجنوب شرق فرنسا بحسب منصة «بريف إير» الوطنية لتوقعات جودة الهواء.

وفي المملكة المتحدة

طالب مسئولون، السكان بالبقاء فى منازلهم وتم إغلاق المدارس مبكرًاً، كما ألغت شركات القطارات بعض خدماتها، بعدما أصدرت هيئة «ميت أوفيس»، تحذيرات، أمس، من أن الحرارة قد تتجاوز الأربعين درجة مئوية فى جنوب بريطانيا للمرة الأولى.
وفى إسبانيا

لا يزال حوالى 20 حريقًا مستعرًا وخارج السيطرة فى مناطق مختلفة من البلاد من الجنوب وصولاً إلى أقصى الشمال الغربى ٫من جهتها، عرفت البرتغال بالاستقرار النسبى ٫ولأول مرة، منذ الثامن من يوليو الجاري، لم تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية بعدما بلغت مستوى قياسياً  بلغ 47 درجة مئوية.

وفى هولندا

أعلن المعهد الهولندى للصحة العامة والبيئة خطة وطنية لمكافحة موجة الحر محذرًا من ضباب دخانى اعتبارا من أمس فى كل مناطق البلاد حيث يتوقع ارتفاعاً فى الحرارة فى الأيام المقبلة قد يصل إلى 35 درجة مئوية فى الجنوب و38 درجة مئوية فى بعض المناطق الأخرى.

جاء ذلك فيما أعلنت المفوضية الأوروبية، أن ما يقرب من نصف أراضى الاتحاد الأوروبى معرضة لخطر الجفاف٫ وأكد تقرير المفوضية أن 46% من أراضى الاتحاد الأوروبى تعرضت لمستوى التحذير من الجفاف، بجانب 11% فى مستوى التأهب لخطر الجفاف، فى الوقت الذى تعانى فيه محاصيل بالفعل من نقص المياه.

وفى المغرب

 تمكن رجال الإطفاء من إخماد حرائق الغابات شمال البلاد التى اندلعت قبل خمسة أيام فى مناطق تازة والعرائش ووزان، فى حين تواصل جهودها لإخماد حرائق أخرى قرب العرائش وتطوان وشفشاون ٫وقال بيان للوكالة الوطنية للمياه والغابات إن هذه الحرائق تتزامن مع «الجفاف الاستثنائى وموجة الحرارة التى تشهدها المملكة، حيث تشهد العديد من غابات شمال المملكة اندلاع حرائق كثيفة».

وأضافت الوكالة أنه «لليوم الخامس على التوالي، تواصل مختلف فرق مكافحة حرائق الغابات التابعة لعدة قطاعات ومؤسسات، وفق استراتيجة مضبوطة، ضمان فعالية التدخل الجوى والبرى رغم ارتفاع درجات الحرارة ووعورة التضاريس، وهبوب الرياح».

وأعلن البيان عن تضرر 6600 هكتار من هذه الحرائق، وأضاف أنه تمت تعبئة ألفى فرد من السلطات ورجال الإطفاء والمياه والغابات والجيش، للمساعدة فى إخماد الحرائق ٫ويشهد المغرب خاصة فى جنوب ووسط البلاد، موجة حارة استثنائية حيث تراوحت درجات الحرارة بين 45 و50 درجة .