غادة عادل| قالوا عنها .. فنانة بقلب طفل لهذا السبب

غادة عادل
غادة عادل

مايسة أحمد

رغم أن شهرتها ونجوميتها في عالم التمثيل، إلا أن غادة عادل مارست هواية الغناء في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية من خلال حفلات المدرسة في بنى غازي بليبيا، حيث ولدت هناك لأن والدها ذوالأصول الفلسطينية كان يعمل محاسبًا هناك ولها شقيق أكبر منها، ووالدتها سورية الأصل – وهي الأخت غير الشقيقة للفنانة المعتزلة شمس البارودي وأبنة خالها هي الممثلة ريم البارودي- لكن والدتها توفيت وهي في الثانية من عمرها، وعاشت غادة مع زوجة أبيها التي أنجبت 3 شقيقات هن “مها ومروة ومي”، وقد تولت زوجة أبيها تربيتها بعد وفاة والدتها، مؤكدة أنها كانت بمثابة والدة ثانية لها، حتى أنها كانت تفضلها على بناتها في كثير من الأمور، ولم تكتشف أنها ليست والدتها إلا في سن كبير، إذا لم يخبروها في طفولتها.

 

بعد العودة

حصلت غادة على شهادة في مجال الإدارة من كلية التجارة والإقتصاد بجامعة “قار يونس”في ليبيا، لكن عندما عادت لمصر بدأت مشوارها الفني من خلال الإعلانات، ثم جاءت شهرتها بعد أن شاركت في عدة كليبات لمطربين معروفين مثل “راجعين” لعمر دياب 1995، وهاني شاكر في تصوير أغنية “تخسري” عام 1997، ثم شاركت في عدة أعمال منها الجزء الأول من مسلسل “زيزينيا”، قبل أن تبدأ الإنطلاقة الحقيقية مع دورها في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، وقدمت في العام نفسه فوازير “أبيض وأسود”، ثم أمضت عدة سنوات بدون أي أعمال، لتعود عام 2004 بفيلم “الباشا تلميذ” مع كريم عبد العزيز وحسن حسني وتأليف بلال فضل وإخراج وائل إحسان.

 

أحب الجمهور المصري والعربي غادة لأدائها التمثيلي البسيط، حيث شاركت على مدار مسيرتها الفنية فيما يزيد على 40 عملا، وقامت بدور البطولة في عدة أفلام، منها “جعلتني مجرماً” و”خليج نعمة” و”في شقة مصر الجديدة” و”عيال حبيبة” و”ملاكي إسكندرية” و”الوتر”، كما  قدمت للتليفزيون مسلسلات ناجحة، منها “وجه القمر” مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، و”قلب ميت” و”فرح العمدة” و”سرايا عابدين” و”سر علني”و”عفاريت عدلي علام”.. وغيرها.

 

حب من أول نظرة

منذ أكثر من 20 عام كانت الفتاة الشابة عائدة من ليبيا إلى مصر، وكان في انتظارها صديقتها التي عرضت عليها العمل في مجال الإعلانات مع المخرج مجدي الهواري، ورحبت غادة بالأمر وذهبت للقاء الهواري بصحبه عمتها.

 

الحب من أول نظرة ليست عبارة، بل حقيقة، وقع فيها الهواري وغادة، فكان يتغزل في جمال عينيها والإشادة بجمالها الساحر وملامحها تاركًا الحديث عن العمل والإعلان الذي جمعهما سويًا، ليتبادل الحبيبان أطراف الحديث لمدة عام كامل، وبعدها قررا الزواج، لتظهر ملامح قصة الحب للعلن وتتوج بـ5 أبناء، هم “ محمد وحمزة ومريم وعبد الله وعز الدين،” وعلى مدار 20 عاما من الزواج المستقر الذي تخللته المواقف الرومانسية والمشاكل الزوجية العادية كانت حياتهم طبيعية.

 

قبل فترة وجيزة من إعلان الانفصال الرسمي للهواري وغادة، تداولت وسائل الإعلام وجود خلافات بينهما، أحدها كان في كواليس تصوير برنامج “تع أشرب شاي” الذي كانت تقدمه غادة، مما فتح مجال التساؤلات حول حقيقة الأمر وطبيعة العلاقة الزوجية بينهما.

 

ما بعد الانفصال

للآسف الطلاق كان مصير تلك العلاقة بعد مرور فترة طويلة جمعتهما سويًا، وهو ما جعلهما قادرين على التعامل سويا كأصدقاء مقربين ووفقًا لما صرحت به غادة في تصريحات تليفزيونية سابقة: “العشرة متهونش على حد”، وأن أبناءها طالبوها بالعودة لأبيهم، خاصة بعد المواجهة الأخيرة بينهما في أحد البرامج، وأنها أخبرت أولادها أن علاقتها بأبيهم جيدة وأن المستقبل لا أحد يعلم به، وتابعت أن كلام الهواري دخل إلى قلبها وعقلها وجعلها تبكي في نهاية الحلقة رغم كثرة محاولاتها للتماسك.

 

وفي الكواليس كانت هناك محاولات مكثفة يجريها عدد من الأصدقاء المقربين لغادة لإقناعها بعودة الحياة الزوجية مع الهواري والد أبنائها، خاصة بعد مساندته لها في أزمتها الصحية الأخيرة، وظهورهما معا قبلها في برنامج “بصراحة مع”، وإعترافه لها بأنه ما زال يحبها، ولن يتزوج إلا من تدرك حجم ومقدار حبه لغادة.

 

مرحلة جديدة

لكن غادة أعلنت للوسطاء بشكل صريح ودون تفكير رفضها القاطع العودة لزوجها مرة أخرى، وتفضل أن يظلا أصدقاء فقط لأنها سعيدة بالمرحلة الجديدة التي تعيشها، خاصة أنها شعرت بتغير كبير في شخصيتها وأسلوب حياتها عقب اعتمادها على نفسها.

 

وبذل أولاد غادة أيضا جهداً كبيراً لإقناعها باستئناف الحياة الزوجية مع والدهم مع وعدهم لها بأن هناك مساحة من الحرية سيتركها لها في عملها، ولن يتدخل نهائيا في اختياراتها أو تعاقداتها، لكنها أكدت لهم أنها ترتبط مع والدهم بعشرة طيبة وصداقة وإحترام فقط.

 

فكثير من النقد نالته غادة وزوجها طوال فترة إرتباطهما بسبب اتهام الأخير بالتدخل في كل شئونها الفنية، وتحكمه في كل كبيرة وصغيرة حتى موافقتها على الأعمال الفنية، وأجرها ومواعيد تصويرها، ويرد زوجها على تلك الأقاويل قائلا: “في بداية ارتباطي بغادة كنت أتدخل كثيرا في عملها وأحاول فرض رأيي، لأنها شخصية طيبة وشفافة، وتتعامل مع الجميع بقلب طفل، وهذا أحيانا يسقطها في العديد من المشاكل ومع مرور الوقت هي اكتسبت خبرات عديدة خلال السنوات الماضية وأصبحت قادرة على اختيار الأفضل لها ولم يعد أحدنا يتدخل في عمل الآخر، فنحن منفصلان في تلك المسألة، لكن قد نتبادل الرأي والنصح والمشورة دون إلزام أو إجبار”.

 

في 15 يناير الماضي مازح الهواري جمهوره ومتابعيه من خلال منشور عبر حسابه على “فيس بوك”، بعد مطالبة البعض بعودته لزوجته غادة عادل بعد انفصالهما منذ أكثر من 3 سنوات، وكتب الهواري: “حتى خطيب الجمعة فضل يدعلنا نرجع أنا وغادة.. شكله كده بقى مطلب جماهيري”.

 

إتفق الثنائي بعد الطلاق أن يترك الهواري المنزل لغادة وأولادهما الخمسة ويذهب هو للعيش في مكان آخر، واستمر فترة بعيدًا عن المنزل يرى أولاده خارجه، لكنه استغل المناسبات الرسمية ليذهب إلى المنزل مرة أخرى ويرى طليقته وأولاده بإنتظام.

ماما غادة

حالة من العشق الشديد والإرتباط الوثيق تربط بين غادة وأولادها الخمس، فهي تعتبرهم أهم رسالة في حياتها ولهم الأولوية في حياتها اليومية وتهتم بكل تفاصيل دراستهم وصداقتهم، وتنتهز أي فرصة للتواجد معهم في أي مكان، وتقول: “اعتدت أن أترك لهم حرية الإختيار في تحديد مستقبلهم بأنفسهم ويكتشف كل منهم موهبته ويقرر على أساسها المجال الذي سيعمل فيه وابعدتهم عن الأضواء فلا أريد أن يصيبهم وهم الشهرة في مقتبل أعمارهم، وأحرص على نصحهم بالقيم الأخلاقية والعادات والتقاليد الإيجابية الشرقية التي اكتسبتها من مجتمعنا الشرقي كما أتعامل مع أولادي على أننا أصدقاء والصراحة شعارنا، والإحترام متبادل وليس في علاقتنا أي خوف”.

 

ست البيت

وتضيف: “في الإجازة أنشغل بدوري كأم لخمسة أبناء، كما أنني أشعر بأن الوقت أصبح يمر سريعا لدرجة أنني أستيقظ بالصباح وأحدد أكثر من شيء للقيام بعمله لكنني أفاجأ بانتهاء اليوم دون أن أنفذ كل برنامجي، واهتمامي بأولادي لا يمكن أن يؤثر عليه أي شيء، فأنا متابعة لكل تفاصيل حياتهم، كما أهتم بمتابعة دراستهم ومعرفة الدرجات التي يحصلون عليها بإمتحاناتهم وأحرص على أن أكون قريبة منهم جميعا ليحكوا لي كل المواقف التي تحدث لهم على مدار اليوم وهم يأخذون رأيي في الأمور التي تشغل بالهم، وأرفض أن أكون مقصرة في دوري هذا لأي سبب من الأسباب، لأني خجولة بطبعي، ولا أستطيع أن أظهر بشخصيتي الحقيقية، وأهوى الوقوف في المطبخ وتجهيز الطعام مثل أي امرأة تشعر بنفسها داخل المطبخ، وهي تحضر الطعام لأسرتها وتنتظر ردود فعلهم على ماتقدمه لهم وأحاول استغلال وقت فراغي في تحضير بعض الوجبات التي أعشقها مثل المكرونة وصينية الفراخ بالبطاطا والرقاق”.