اختبارات الناشئين بين الوهم والسمسرة واغتيال المواهب

اختبارات الناشئين
اختبارات الناشئين

كتب: محمد نور 

مع انتهاء الامتحانات تفتح الأندية أبوابها لاختبارات الناشين للانضمام بفرقها.. ليكون سوقا خصبا جدا لباعة الوهم والسماسرة وتجار أحلام أولياء الأمور أن يصبح أبناؤهم نجوم كرة القدم اآخرساعةب قامت بجولة فى أكثر من مكان لإجراء اختبارات الناشئين واستمعت ورصدت الكواليس وما يدور فى ذلك العالم الغريب.

 

أمام وداخل الأندية جميعا وبلا استثناء تجد زحاما شديدا وإقبالا كبيرا من الشباب والناشئين  وأولياء أمورهم لشراء استمارة الاختبارات تتفاوت أسعارها من نادٍ لآخر ما بين(3-  100 جنيه) وبعد الظفر بها والتقدم بها وتحديد موعد تكون المفاجأة فى الملعب بعد انتظار طويل تتمثل الاختبارات فى إقامة مباراة مصغرة بين مجموعتين من اللاعبين؛ اتقسيمة خماسىب فى الملعب لمدة ١٠ دقائق، وبعدها تحين اللحظة الفارقة حين يفاجأ الصغار وأسرهم بأن الأمر قد انتهى، وأن الحلم قد  أصبح سرابا.

 

نظام آخر لخداع أولياء الأمور وأبنائهم حيث تنظم رحلات من الأقاليم خاصة الصعيد حيث يجمع أحد السماسرة تحت مسمى وكيل لاعبين مجموعة من الشباب الصغير فى أعمار متفاوتة ويحصل من كل ولى أمر فيهم على مبلغ لايقل عن 10 آلاف جنيه لاختبارهم فى الأندية الكبرى وأن الاختيار سيقع على نجله للعب لأحد الأندية.. وعلى محطة القطار يبدأ مشوارهم ثم التجمع بشقة صغيرة جدا تزدحم بالحالمين ويتم دفعهم للاختبار الجماعى بثلاثة أو أربعة أندية ومشاركتهم فى تقسيمة وبعدها العودة لبلادهم وأحلامهم محطمة تتحول إلى كابوس وأموالهم تم استنزافها.. الغريب أن إعلانات بيع الوهم تلك تملأ صفحات السوشيال ميديا بالنجومية والمال. 

 

خالد بيبو مدير قطاع الناشئين بالنادى الأهلى يرى أن استمارات الاختبارات بالنادى يبلغ سعرها 100 جنيه فى فروع النادى الثلاثة بالجزيرة ومدينة نصر والشيخ زايد، مشددا على أن النادى الأهلى وضع ضوابط وشروطا فى اختبارات الناشئين بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات وأن السماسرة والمحسوبية تقتل المواهب وتعد خطرا على مستقبل الكرة فى مصر، مطالبا الأهالى بعدم التعامل مع هؤلاء السماسرة لأنهم يبيعون الوهم ويدمرون أحلام أطفالهم، موضحا أن ضم مواهب مختلفة لقطاع الناشئين بالأهلى يأتى عن طريق الاختبارات.

 

د.عماد البدوى أستاذ علم النفس الرياضى بكلية التربية الرياضية يرى أن بريق المال والنجومية والشهرة جعل من نجوم الكرة نجوما تتوهج ويحصلون على قيمة عقود خيالية وإعلانات وإعلام لايضاهيه إلا نجوم الفن والمهرجانات.. فى الوقت نفسه تحولت الأسر إلى العيش فى أحلام أن يصبح اابنها فى شهرة وأخلاق ومال وقبول العالمى محمد صلاح.. فى حين أن كثيرا منهم يمكن أن يصبح بطلا عالميا فى لعبة أخرى غير كرة القدم. 

يؤكد أنور سلامة الخبير الكروى السابق أن اختبارات الأندية أصبحت تجارة موسمية فى غياب مجالس إدارات الأندية، وغياب الأعين الخبيرة فى كل قطاعات الناشئين بمعظم الأندية لاختيار البراعم الحقيقية بعيدًا عن أى محسوبيات ومجاملات والاختيار العشوائى.