نبض السطور

قمة البداية الجديدة للعرب وأمريكا..احترام خصوصية كل دولة وتعاون لمواجهة أزمات الطاقة والغذاء والمياه وإحياء عملية السلام

خالد ميرى
خالد ميرى

رسائل السيسى المهمة لاحترام قوة المنطق وليس منطق القوة وتكامل الحضارات

القمة الأولى للسيسى وبايدن تؤكد على الصداقة وموقف مصر الثابت من سد النهضة

لا تهاون فى حماية الأمن القومى ولا مكان للإرهابيين والميليشيات وفتح أبواب الأمل للشباب

بعد أسابيع من التأويلات وآلاف المقالات والتحليلات فى كل وسائل الإعلام العالمية، انعقدت أمس بمدينة جدة بالسعودية القمة العربية الأمريكية.. بحضور زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان وقادة الإمارات والكويت وعُمان وقطر والبحرين والأردن والعراق والرئيس الأمريكى جو بايدن.

انعقدت القمة بنجاح بعد شهور من الفتور فى العلاقات العربية الأمريكية، وكانت الرغبة واضحة من جميع الأطراف فى النجاح وأن تكون القمة بداية جديدة لعلاقات استراتيجية مهمة بين العرب وأمريكا، علاقة أساسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية والتعاون للحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط وبذل الجهود لحل مشاكل المنطقة الملتهبة وإعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومحاصرة الإرهاب والقضاء عليه، ومواجهة الأزمات التى تحاصر كل العالم خاصة فى الطاقة والغذاء والمياه بعد أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، حيث يشهد كل العالم ارتفاعات مجنونة فى الأسعار وأزمات بطالة وكساد وتضخم غير مسبوق.

القمة جاءت بعد أن تأكدت الإدارة الأمريكية أنها لن تستطيع فرض إرادتها ولا رؤيتها الخاصة على العرب وأنها تحتاج الدول العربية كما تحتاجها الدول العربية.

وكانت الكلمة القوية للرئيس عبدالفتاح السيسى شاملة جامعة..

حيث تناولت كل القضايا الحاضرة والمستقبلية بحثًا عن فتح أبواب الأمل أمام شباب المنطقة وألا يكون بيننا نازح أو لاجئ أو ضحية لحروب وإرهاب..

الرئيس وجه للقادة خمس رسائل مهمة عن حاضر مأزوم بالمشاكل والصراعات ومستقبل يجب أن يفتح أبواب الأمل والعمل، الرسالة الأولى أنه لا انطلاق نحو المستقبل إلا بحل أزمات الماضى وعلى رأسها قضية العرب الأولى بإعادة إحياء عملية السلام وحلها بشكل نهائى بإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، والرسالة الثانية بأهمية بناء المجتمعات على أسس الديموقراطية والمساواة وحقوق الإنسان مع احترام الدولة الوطنية ومؤسساتها لضمان الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى وتحقيق التنمية المستدامة، والرسالة الثالثة أكدت أن الأمن القومى العربى لا يتجزأ وأن احترام سيادة الدول يحكم العلاقات العربية ويجب أن يحكم العلاقات مع دول الجوار الإقليمى والقوى الدولية مع إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والرسالة الرابعة مواجهة الإرهاب والتطرف وأنه لا مكان بيننا للميليشيات المسلحة والمرتزقة ولا من يدعمهم بالمال والسلاح وينقل الإرهابيين بين الدول..

والرسالة الخامسة عن التضامن الدولى لمواجهة أزمات الأمن الغذائى والطاقة والمياه والمناخ.

حديث زعيم مصر كان واضحًا عن التجربة المصرية الناجحة فى فرض سلام الأقوياء وأن فرص التعاون يجب أن تتم باحترام قوة المنطق وليس منطق القوة فى إطار تكامل الحضارات وليس الصراع بينها لتحقيق الاستقرار الشامل وبداية فصل جديد من الشراكة الاستراتيجية المبنية على الثقة والمصالح المتبادلة واحترام خصوصية كل دولة، فليس مقبولًا أن يكون بين العرب لاجئ أو نازح أو شباب فاقد الأمل..

والتعاون يجب أن يكون شاملاً لإنهاء النزاعات المسلحة والحروب الأهلية فى المنطقة ومصر رائدة فى سياسة الانفتاح على الجميع والدعوة للسلام.

ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان تحدث فى بداية القمة عن زيادة إنتاج البترول للمساعدة فى كبح السعر عالميًا واحترام سيادة الدول وخصوصيتها، وكان الرئيس الأمريكى واضحًا وهو يتحدث عن أن المنطقة ودعت الحروب وأن أبواب التعاون مفتوحة بما يحقق مصالح الجميع، وجاءت كلمات القادة العرب لتؤكد على نفس المفاهيم الأساسية لبداية جديدة ترسخ لعلاقة صداقة وشراكة استراتيجية مع أمريكا أساسها الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع.
قبل أن تبدأ جلسة القمة أمس كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وصل إلى جدة فى العاشرة صباحًا، حيث استقبله على سلم الطائرة شقيقه الأمير محمد بن سلمان بود وحفاوة بالغة، تعكس متانة العلاقات بين البلدين الكبيرين مصر والسعودية وتؤكد التنسيق الجيد حيال كل المواقف والقضايا، حيث كانت الأيام السابقة شهدت لقاءات عربية مكثفة بين كل الدول العربية المشاركة فى القمة وكانت القاهرة فى قلب الحدث والترتيب لموقف عربى واضح وقوى..

لتأتى القمة وتعكس هذا الموقف وتؤكد البداية الجديدة للعلاقات العربية الأمريكية.

الرئيس السيسى فور وصوله إلى جدة كان على موعد مع أول قمة تجمعه بالرئيس الأمريكى بايدن..

قمة أكدت على انطلاقة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين مصر وأمريكا، والمباحثات أكدت على منح دفعة إيجابية قوية لهذه العلاقات والتنسيق فى كل المواقف بعد بحث كل الأزمات وعلى رأسها أزمة الأمن الغذائى والطاقة والأمن المائى لمصر، حيث أكد الرئيس السيسى أنه لا حل لأزمة سد النهضة الإثيوبى إلا باتفاق قانونى ملزم يحفظ حقوق الجميع، وأكد بايدن تقديره للدور الرائد والقيادى لمصر تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسى لحفظ السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.

فى وقتها تماماً جاءت القمة العربية والأمريكية لتنهى فتوراً أصاب علاقات استراتيجية بين الدول العربية وأمريكا، ولتبدأ صفحة جديدة لتعاون شامل وكامل أساسه احترام سيادة الدول وخصوصيتها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية..

وبذل الجهود لإرساء السلام وإنهاء النزاعات المسلحة وحفظ أمن واستقرار دول المنطقة..

ومحاولة تلافى الآثار السلبية لأزمة الغذاء والطاقة والمياه العالمية.
من المؤكد أنه جرى التحضير جيداً لموقف عربى موحد قبل القمة..

كما جرى التنسيق للقرارات والتوصيات الصادرة عنها بين العرب وأمريكا، لكن الأهم أن تكون النوايا خالصة لاستعادة الثقة وأن تكون القمة بالفعل بداية انطلاقة جديدة لعلاقات يجب أن تكون قوية، والأهم أن تستند لقواعد الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.