فى الشارع المصرى

اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ

مجدى حجازى
مجدى حجازى

وصلتنى رسالة من د. منصور حامد أستاذ التحاليل الطبية بهيئة الدواء المصرية، يواسينى فى وفاة «أم زوجتى»، رحمها الله، جاء فيها:

«(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.) «الزمر:42»َ..

جاء فى تفسير الطبرى: من الدلالة على أن الألوهية لله الواحد القهار خالصة - دون كل ما سواه - أنه يميت ويحيى، ويفعل ما يشاء، ولا يقدر على ذلك أحد سواه، فجعل ذلك خبرا نبههم به على عظيم قدرته، فقال: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) فيقبضها عند فناء أجلها، وانقضاء مدة حياتها، ويتوفى - أيضا - التى لم تمت فى منامها، كما التى ماتت عند مماتها (فيمسك التى قضى عليها الموت) ذكر أن أرواح الأحياء والأموات تلتقى فى المنام، فيتعارف ما شاء الله منها، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده وحبسها، وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى أجل مسمى وذلك إلى انقضاء مدة حياتها، وقوله: (إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون) يقول - تعالى ذكره -: إن فى قبض الله نفس النائم والميت وإرساله نفس هذا ترجع إلى جسمها، وحبسه لغيرها عن جسمها لعبرة وعظة لمن تفكر وتدبر، وبيانا له أن الله يحيى من يشاء من خلقه إذا شاء، ويميت من شاء إذا شاء..

(أمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ.) «الزمر:43»َ..

واتساقًا مع تفسير الطبرى، فإن معنى الكلام: لله الشفاعة جميعًا، له ملك السماوات والأرض، فاعبدوا المالك الذى له ملك السماوات والأرض، الذى يقدر على نفعكم فى الدنيا، وعلى ضركم فيها، وعند مرجعكم إليه بعد مماتكم، فإنكم إليه ترجعون.» 

وحيث أن نص الرسالة طويل، ومساحة المقال لا تسمح باستيعابه كاملًا، فإننى اكتفى بما سبق سرده..

أتوجه بالشكر للدكتور منصور حامد على حرصه على تجديد أسلوب صياغة المواساة، وأدعو القراء الأعزاء للتفكر، وأسألهم الدعاء وقراءة الفاتحة لـ «أم زوجتى» التى وافتها المنية ثالث أيام التشريق، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

كل عام ومصرنا الحبيبة شعبًا وقيادة بخير.. والله غالب على أمره..

وتحيا مصر.