حركات العين تكشف أسرار شخصيتك.. كيف ذلك؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تكشف حركات عينيك دون وعي عن معلومات شخصية سرية، فالتحديق في عيون الموناليزا أمر مخيف بغض النظر عن وجهة نظرك، يبدو أن الموناليزا تحول نظرها لتتواصل بالعين وتحدق بك.

 

إذا ما هي الإشارات غير اللفظية التي تنقلها لك حركات عيني المونزاليزا؟.. لقد أثرت الحركة الوهمية لعيون الموناليزا على وتر حساس عاطفي في المتفرجين منذ أن رسم ليوناردو دافنشي هذه اللوحة في أوائل القرن السادس عشر.

 

اعتمد الإنسان العاقل على حركات العين لنقل وتفسير الإشارات غير اللفظية المهمة على مستوى الوعي واللاوعي؛ حيث كان فهم حركات العين أمرًا أساسيًا لتطورنا وبقائنا على مدار الدهور، ومن هنا تستفيد عيون الموناليزا من هذا الجانب الفطري من طبيعتنا البشرية.

 

الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي لديه جزء أبيض كبير ومشرق وواضح للغاية من العين، وهو ما يسمى بالصلبة.. فلماذا تطور البشر ليكون لديهم بياض أكثر وضوحًا في العين والاعتماد على حركات العين كشكل من أشكال التواصل غير اللفظي؟

 

تظهر أحدث الأبحاث العلمية أن حركات العين هي المفتاح لرفاهيتنا وترابطنا وبقائنا، وتتيح لنا المنطقة الصلبة المرئية للغاية تتبع حركة العين وحركات العين لدى الآخرين بسهولة.

 

ويخلق البشر بشكل حدسي سردًا يعتمد على الإشارات غير اللفظية من إيقاعات السكاديين، وسرعة حركات العين، وكذلك مقدار وزاوية الصلبة التي يتم الكشف عنها في أي لحظة.

 

نعلم جميعًا من تجربة الحياة أن مقدار بياض العين والزاوية والسرعة الاتجاهية لحركات العين تلعب دورًا أساسيًا في تفسيرنا للتفاعلات البشرية، والتي تحمل مجموعة واسعة من المعاني حسب الظروف.

 

فقد تشير حركات العين السريعة إلى الاندفاع في اتخاذ القرار، وبحسب دراسة أجريت عام 2014، أفاد باحثون أن الأشخاص الأقل صبرًا أو اندفاعًا يميلون إلى تحريك عيونهم بسرعة أكبر.

 

وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يقومون بحركات سريعة للعين يميلون إلى أن يكونوا أكثر صبرًا، وقد يكون سبب هذا الارتباط هو ارتباط أساسي بين كيفية تقييم الجهاز العصبي للوقت والمكافأة في التحكم في الحركات وأثناء عمليات صنع القرار.

 

كما تعكس العيون المتثاقلة عقلًا شاردًا، فقد حددت دراسة أجريت عام 2010 عقلًا شاردًا من خلال تتبع كيفية تحرك العينين أثناء «القراءة الطائشة». 

 

وتحدث القراءة الطائشة عندما تستمر العيون في التحرك عبر الصفحة على الرغم من أن العقل يفكر في شيء لا علاقة له بالنص ولا يمتص المعلومات.

 

وجد الباحثون في جامعة بيتسبرج أن حركات العين تختلف اعتمادًا على ما إذا كان القارئ منتبهًا أو إذا كان عقله يتجول، فأثناء القراءة العادية تميل العيون إلى الضغط من كلمة واحدة إلى الكلمة التالية. وعندما يتجول عقل شخص ما فإن العيون تركز لفترة أطول على الكلمات الفردية وتتجول على طول الصفحة ولا يمتص القارئ عمومًا المادة.

 

بينما حركات العين البطيئة تشير إلى مستوى التعب لديك، ففي عام 2014، قام فريق دولي من العلماء بتتبع السرعة المختلفة للحركات السكادية لإنشاء مقياس لقياس مستويات التعب، وفي هذه الدراسة استعان الباحثون بالمقيمين الطبيين الذين اضطروا إلى العمل في نوبات طبية على مدار 24 ساعة.

 

وكلما زاد إرهاق الشخص، كلما تحركت عيونه ببطء مع تضاؤل السرعات البطيئة، ويكشف هذا البحث أن سرعة حركاتك الساكادية مؤشر ممتاز لقياس مستويات التعب بشكل موضوعي.

 

ويمكن أن يؤدي تتبع حركات العين إلى تغيير البوصلة الأخلاقية، فقد أفادت دراسة أجراها فريق دولي من الباحثين في مارس 2015 أن قراراتنا الأخلاقية يمكن أن تتأثر بمكان تركيز أعيننا عندما نتخذ قرارًا.

 

واستخدم الباحثون طريقة تجريبية جديدة لتتبع حركات عيون المشاركين، وخلصوا إلى أن العمليات اللازمة للتوصل إلى قرار أخلاقي مترابطة مع بعضها البعض.